عيدُ الأم إهانةٌ ، وليس تكريماً لها
الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين .
عجباً لأمّةٍ الاسلام دينُها تلتهمُ ما تقذف به الأممُ
وتهبطُ في ثوبٍ عند الزّناة مخيطٌ حاكَهُ الشّيطانُ والبعدُ والسّقمُ
أمّي الله يرحمك
لكن ما تزال امهات المسلمين ربنا يديهم الصحة ولهذه الامهات اقول
لأنّي أحبّك أمّاه كتبتُ لك وفاءً
ولأنّي لا أرى أكثر من الاسلام لك عطاءً
ولأني أخاف على كلّ أمّ أن تصل عناءً
في تقليد غربٍ أعطى لها رثاءً
فروحي أنت ودمي لك غطاءً
فتعذرني كلّ أمّ فلم أقصد لها إلاّ هناءً
ما يُسمّى عيد الأم :يُقال يعود للوثنيين اليونانيين في العصر القديم ،ثمّ انتشر في اميركا واوروبا،ثمّ انتقل إلى مصر كأوّل بلد عربي عام .1956 ،ويُحتفل به في بلدان العالم في تواريخ مختلفة
سبب انتشاره في الغرب: إنّ ضعف العلاقات الأسريّة في المجتمع الغربي، مع الأم وغيرها من أفراد الأسرة ، دفعهم لجعل يوماً في السّنة لتكريم الأم، ولالتقاء أفراد الأسرة ببعضهم البعض.وهناك آلاف القصص المؤلمة عن سوء وضعف علاقات الغربيين الأسريّة .لذلك جعلوا يوماً سمّوه عيد الأم للتواصل وخاصّة مع الأم ، فيحدث تكريمها في ذلك اليوم ثم يهجرون بعضهم البّعض للالتقاء في سنةٍ قادمة،
أفنقلّدهم ؟!!
علماء: عيد الأم لا يجوز.
عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلّى الله عليه وسلّم ، قال : لتتّبعن سنن( طرق ) من كان قبلكم شبراً شبراً وذراعاً ذراعاً ، حتّى لو دخلوا جحر ضبّ تبعتموهم، قلنا يا رسول الله ، اليهود والنّصارى ؟ قال : فمن ( يعني من غيرهم ؟!)؟!رواه البخاري
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : ( من تشبّه بقومٍ فهو منهم )أليس من يحتفل بما يُسمّى عيد الأمّ متشبّهاً بغير المسلمين ؟!!
وهناك أدلّةٌ أخرى عند العلماء الّذين قالوا في عدم جوازه، فهل تكرّم أمّك بما هو لا يجوز؟!!!
إن كنت مازلت مصرّاً على أنّ فيه خيرٌ ، فاسمع قوله تعالى :
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينا}
ومن معاني هذه الآية الكريمة : أنّ الله تعالى أكمل لنا ديننا وما يُسعدنا ، فهل يُضافُ على الكامل أمراً ؟! ولو كان فيما يُسمّى عيد الأم خيراً لكان المعنى أن ديننا نقصه
ذلك الخير ، الّذي لم يأت به ، والعياذ بالله تعالى .
وإذا كنت من القائلين : أحرامٌ أن أقدّم لأمّي هديّة ، بالطّبع لا ، لكن لا تتأثّر بشيء ممّا يُسمّى عيد الأم، يعني أن لا تكون فكرة ما يُسمّى عيد الأم هي الدّافع للهديّة.ابتعد عن ذلك واحتفل بها كلّ يومٍ وقدم لها ما شئت من الهدايا .
تخلّص من هذه العقدة: الّتي تضغط عليك للاحتفال بما يُسمى عيد الأم،وهي أنّ أكثر النّاس يحتفلون بذلك، كيف تتخلّص ؟ قال تعالى { وإن تُطع أكثر من في الأرض يضلّوك عن سبيل الله }(الأنعام 116 ) فالمسلم يتّبع خالقه ، لاخلقه!!!
ما يفعله البّعض : لا يقدّم لأمّه هدية في نفس يوم ما يُسمّى عيد الأم ، ( 21 آذار )بل يقدّمها أيّام أو يؤخّرها أيّام فيحسب الأمر بأنّه لم يُقلّد غير المسلمين فيما قام به !!!فالتّقليد حصل ولو تغيّر زمنه ، لأنّ الفكرة غير مرتبطة بزمن ، ولأنّ هناك أزمنة مختلفة عند الشّعوب الّتي تحتفل بهذه المناسبة، فيكون من يفعل ذلك محتفلا تابعاً لهم في اختلاف الزمن .
أنذهب إليهم لنكرم أمهاتنا ؟!!ألم يُعجبنا تكريم الاسلام لأمّهاتنا؟!!!
قال تعالى :
{وقضى ربّك أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً } الاسراء
23
لا تقل لهما أفٍ فهل يُعادلها تكريم الغرب للأمّهات مرّة في السّنة ؟!!
في الاسلام تكريمٌ دائمٌ مدى العمر للوالدين. أنقلّد من يكرّمها يوماً واحداً في السّنة،؟!! فالمسلم عليه أن يقرف من هؤلاء وأعيادهم حيث تُسجّل ملايين حالات زنى المحارم، في الأمّهات والأخوات !!!!!
ومن صور تكريم الأم في الاسلام :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : ثم أمك ، قال : ثم من ؟ قال : ثم أمك ، قال : ثم من ؟ قال : ثم أبوك .
رواه البخاري ( 5626 ) ومسلم ( 2548 ) .
قال الحافظ ابن حجر :
قال ابن بطال : مقتضاه أن يكون للأم ثلاثة أمثال ما للأب من البر ، قال : وكان ذلك لصعوبة الحمل ثم الوضع ثم الرضاع
هل يحدث أن يجعل النّاس يوماً واحداً في السّنة لشرب المياه ؟!!بالطّبع لا ، لأنّ المياه حاجة يوميّة دائمة ، وتكريم الأم هكذا حاجةٌ وواجبٌ دائمان، فمن السّخرية أن نختزلهما في يومٍ واحدٍ في السّنة أو نقلّد من يفعل ذلك .
ولا عجب بعدها من معرفة أن أكثر من يحتفل بهذه الأعياد اليهود والنصارى والمتشبهون بهم ، ويُظهرون ذلك على أنه اهتمام بالمرأة والأم وتحتفل بعض الأندية الماسونية في العالم العربي بعيد الأم كنوادي الروتاري والليونز.
إنّ خطر الاحتفال بما يُسمّى عيد الأم لكبيرٌ جداً ،فبالاضافة لحرمته، هناك أمرٌعلينا أن ننتبه له
الواقع يشير إلى أنّ الكثير من المسلمين شباباً وفتيّاتٍ يزحفون في تقليدهم للغربيين ، فالخوف أن يصلوا يوماً في علاقاتهم مع أمّهاتم كما هو في الغرب، وأقصد تكريمهم والاعتناء بهنّ يوماً في السّنة، ويُساعد على ذلك كثرة حالات العقوق للوالدين المنتشرة في هذا الزّمان.بحيث قد يجد البعض أنّ تكريم الأم يوماً في السّنة أسهل عليه من تكريمها وطاعتها طيلة عمره ، فيختار الأسهل.
فهل من ضمانة أن لا يكمل المقلّد طريقه في تقليد من يقلّد ؟!!
فأي اهانة أعظم للأم من أن نصل يوماً لأن يكون لأمّهاتنا علينا يوماً في السّنة كما في الغرب الّذي يُغرقه الغروب؟!!!.وأي اهانة أشدّ من ان أبارك لأمّي فيما لا يجوز عند الله تعالى ؟!!
فأمّي لو بقيت مقبّلاً يديك طيلة عمري فلن أعطيك حقّك.
بادرو أخواني من الآن بالمقاطعة ونشر الوعي على مخاطر ما يُسمّى عيد الأم ،ولنا الأجر من الله تعالى .
الأربعاء أبريل 17, 2024 6:19 pm من طرف 
