ماذا حدث في مجزرة سيارات الترحيلات بأبو زعبل | للتاريخ
يوم 14 أغسطس 2013:
تم القبض على 45 شخصًا من أماكن مختلفة،
منهم 37 شخصًا من رابعة وما حولها، وأغلبهم كان بالفعل من اعتصام رابعة العدوية.
8 فقط من خارج الاعتصام منهم من كان عائدًا لبلدته، ومنهم باعة جائلين وعُمّال مقاهي.
في الساعة الواحدة صباحًا 15 أغسطس 2013 : استطاع بعض المعتقلين إبلاغ أهاليهم أنهم محتجزون بإستاد القاهرة مع آلاف آخرين، ومنهم "شريف صيام" و "حسن الكردي".
مع ساعات اليوم الأولى: توجه أهالي المعتقلين إلى استاد القاهرة، وتم إبلاغه أنه تم نقلهم إلى أحد أقسام الشرطة، وبعد بحث طويل وجدوهم بقسم مصر الجديدة.
يومي الجمعة والسبت 16-17 أغسطس 2013 : تم عرض المعتقلين على النيابة داخل قسم مصر الجديدة، وحبسهم 15 يومًا على ذمة التحقيق بتهمة قتل، وشروع في قتل، وانضمام إلى عصابة مسلحة، وحيازة أسلحة نارية، والتعدي على الأمن!
يوم الأحد 18 أغسطس 2013 يوم المذبحة :
في الساعة السادسة والنصف صباحا :
تكبيل 42 معتقلًا كل اثنين معًا، ودفعهم في سيارة ترحيلات مساحتها 6 مترًا مربعًا، لا تتسع لأكثر من 24 شخصًا، وفي حرارة تتجاوز 31 في بداية اليوم فقط.
في السابعة والربع تقريبًا:
وصلت السيارة إلى فناء سجن أبي زعبل. هنا بدأت المأساة نتيجة لتوقف اندفاع الهواء القليل الذي كان يدخل إليهم من فتحات الأسلاك، وبدؤوا يعانون من ضيق التنفس.
من الساعة الثامنة وإلى العاشرة :
بدا شكري بدر سعد (55 عامًا ويعاني من مرض السكر) بدأ يفقد وعيه ، وحسين عبدالعال (60 عامًا) يشعر بالموت، لكن لم يفقد وعيه ربما لقربه من الباب.
بدؤوا بالطرق على الباب والاستغاثة بالضباط الذين كانوا يجلسون على مقربة من السيارة يأكلون، أن من معهم يختنقون ومنهم من يموت، وكان الرد "إحنا عايزينهم يموتوا كلهم" !
دكتور عبد المنعم مصطفى كان يحاول تثبيتهم وكان يعنف الضباط من خلف الباب، بعد قليل فقد الوعي هو أيضًا.
من 11 إلى 1 ظهرًا :
كانت الحرارة شديدة وتساقط أغلب المعتقلين وبدأ بعضهم في الهذيان، والبعض الأخر في إبلاغ وصيته، وحاولوا إحداث ضجيج والاستغاثة،
بعد وقت قليل جدًا ساد الصمت تمامًا داخل العربة لفقدان المعتقلين الوعي.
حاول محمد عبد المعبود الذي فقد وعيه مرة ثم أفاق أن يوقظ زميله الدكتور عبدالمنعم مصطفى، أفاق وكان آخر ما قاله "هي موتة واحدة فلتكن في سبيل الله" ثم غاب عن الوعي مرة أخرى.
في وقت ما بعد الواحدة ظهرًا:
كان المعتقلين فاقدي الوعي وجدران السيارة تحرق أجسادهم من شدة حرارتها، ومن كان مستيقظًا منهم كان في حال أشبه بالشلل ولا يستطيع الحركة.
جاء دورهم للنزول من السيارة، حاول الجنود فتح الباب لكن لم يستطيعوا نتيجة لضياع المفتاح قبل ذلك ولتكدس المعتقلين خلف الباب.
فتح الباب فتحة لا تتجاوز 10 سم وتم القاء الغاز المسيل للدموع عليهم .
في تقرير الطب الشرعي أن دماء المعتقلين بها أثار غاز "CS" وهذا يعني Hنهم استنشقوه قبل موتهم، مما يعني أنهم كانوا أحياءً وقت إلقاء الغاز وإن كانوا فاقدي الوعي.
تم إنزال من لم يفقدوا الوعي بعد، وهم " محمد عبد المعبود، عبد الله أحمد علي، محمد السيد جبل، مصطفى صقر" ، بعد انزالهم على الأرض تم ضربهم بعنف وركلهم.
صعد الضابط -يقال أنه عمرو فاروق- إلى العربة واستخدم الصاعق لإيقاظ الـ 37 معتقلا الذين كانوا بالسيارة، فلم يستيقظوا.
لم يستطع الضباط إخراجهم من السيارة، وكانوا يعتقدون أنهم فقدوا وعيهم فقط.
تم نشر جانب السيارة وتساقطت جثامين الشهداء من السيارة على الأرض.
بدأ أطباء من السجن في محاولة إنعاشهم، ثم تم التأكد من وفاتهم جميعًا.
ما بين الخامسة والسادسة:
تم نشر أخبار تقول أن جماعة الإخوان المسلمين هاجمت سيارة ترحيلات تقل بعض مؤيديها، وأن الداخلية تصدت لهم وقتلت حوالي 40 شخصًا من المهاجمين!
بعد نشر صور جثامين الشهداء ورؤية أهلهم لها في المشرحة تغيرت الرواية عدة مرات حتى تكشفت الحقيقة ونشرت شهادة الناجين.
من نجوا لم يعلموا بوفاة زملائهم إلا في اليوم التالي، ثم بعد فترة تم عرضهم على النيابة داخل السجن والإفراج عنهم