[rtl]ـ آمونتيلادو! [/rtl]
[rtl]ـ وبما أنك مشغول، لابأس أنا ذاهب إلى "لوكريس" لأنّه إذا كان في المنطقة ذوّاقة محترف واحدٌ فإنّه لوكريس لا شكّ، لوكريس هو الذي سيوقفني على الحقيقة. [/rtl]
[rtl]ـ لكن "لوكريس" لا يعرف الفرق بين " الآمونتيلادو" وشراب العصير. [/rtl]
[rtl]ـ ومع ذلك فكثير من البلهاء يقارنون ذوقه بذوقك. [/rtl]
[rtl]ـ هكذا إذاً، هيا، لنذهب معاً. [/rtl]
[rtl]ـ إلى أين؟ [/rtl]
[rtl]ـ إلى أقبية منزلك. [/rtl]
[rtl]ـ لا يا صديقي، لا أريد أن أزعج طبيعتك الطيّبة. وأراك على موعد. [/rtl]
[rtl]ـ لا لست على موعد، هيا....... [/rtl]
[rtl]ـ لا يا صديقي، وللحق ليس ارتباطك بموعد ما يمنعني من اصطحابك، لكنّه الزكام الحادّ الذي أنت مصابٌ به، فرطوبة الأقبية لا تحتمل، بالإضافة إلى أن جدرانها مغطّاةٌ بالنشادر. [/rtl]
[rtl]ـ هيّا هيّا، فالزكام لا يهمني. آمونتيلادو سأريك أنك خدعت به، أمّا "لوكريس" هذا فإنه لا يميز بين الآمونتيلادو وشراب العصير. وما إن انتهى كلامي حتّى تأبّط ذراعي. وبينما أنا ألبس قناعاً من الحرير الأسود وألفع جسمي بردائي طلبت منه أن يسرع إلى قصري. لم يكن في البيت أحد من الخدم، فقد انصرفوا ليحتفلوا بالعيد، وكنت قد أخبرتهم أنّي لن أعود قبل الصباح، وأمرتهم صراحة ألا يبرحوا المنزل. وكانت هذه الأوامر كافية لأن تضمن اختفاءهم الواحد إثر الآخر في اللحظة التي أدير فيها ظهري. [/rtl]
[rtl]انتزعت مشعلين من الشمعدان، وناولت واحداً لفورتوناتو وسرت به من حجرة إلى حجرة باتجاه الرواق المؤدي إلى القبو، ونزلت سلماً طويلاً ملتوياً وأنا أطلب إليه الحذر وهو يتبعني. وصلنا آخر الأمر إلى نهاية الدرج ووقفنا على الأرض الرطبة في السرداب الذي يدفن فيه آل "المونتريسور". كانت مشية صديقي مضطربة وكانت الأجراس على قلنسوته تجلجل كلّما خطا خطوة. [/rtl]
[rtl]ـ "البرميل" أين البرميل؟ قال. [/rtl]
[rtl]ـ "ما يزال بعيداً لم نصل إليه بعد" أجبته: "ولكن احذر النسيج الأبيض الذي يلمع على جدران القبو" فالتفت نحوي ونظر في عينيّ بعينين منطفئتين، يقطر منهما بلل السكّر. [/rtl]
[rtl]ـ "النشادر؟" سأل أخيراً. [/rtl]
[rtl]ـ "نعم النشادر. ولكن منذ متى وأنت تعاني من هذا السعال؟". [/rtl]
[rtl]وانطلق من فمه سيل من السعال حيث تعذّر عليه لعدّة دقائق أن يجيبني. وقال أخيراً: "لا عليك، الأمر ليس خطيراً". [/rtl]
[rtl]لكنني أجبته بتصميم: هيّا لنعد من حيث أتينا، فصحتك شيء ثمين وأنت رجل ثري ومحترم ولك معجبوك. إنّك رجل سعيد كما كنت أنا في يوم من الأيّام، بالإضافة أنّ غيابك يفتقده الآخرون، أمّا بالنسبة لي ليس في الأمر مشكلة سنعود أنك ستمرض. وأنا لا أستطيع أن أتحمّل المسؤولية. فضلاً عن ذلك هناك "لوكريس". [/rtl]
[rtl]ـ "كفى، فالسعال أمر هيّن. إنه لن يقتلني، ولن أموت نتيجة السعال". [/rtl]