شهر الخيرات
(شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ){البقرة : 185}
شهر رمضان
هو شهر القرآن فينبغي أن يكثر العبد المسلم من قراءته ،
ما كان حالهم في رمضان
لقد كان من حال السلف العناية بكتاب الله ,
فكان جبريل يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان ,وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه يختم القرآن في كل يوم مرة,وكان بعض السلف يختم في قيام رمضان في كل ثلاث ليال,*وبعضهم في كل سبع ,وبعضهم في كل عشر ,فكانوا يقرؤن القرآن في الصلاة وفي غيرها ,*فكان للشافعي في رمضان ستون ختمة ,يقرؤها في غير الصلاة ,*وكان الأسود يقرأ القرآن في كل ليلتين في رمضان ,*وكان قتادة يختم في كل سبع دائماً ,وفي رمضان في كل ثلاث ,وفي العشر الأواخر في كل ليلة ,وكان الزهري إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث ومجالسة اهل العلم ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف ,*وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن .وقال ابن رجب : إنما ورد النهى عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على*المداومة على ذلك فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان وكمكة لمن*دخلها من غير أهلها فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتناماًلفضيلة الزمان والمكان , وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة ,*في كل عام يأتي شهر كريم , شهر الغفران , شهر الرحمة ,يجيء هذا الشهر ليوقظنا من غفلتنا ,*ويجعل كل واحد منا يسترجع أعماله خلال سنة مرة عليه ,فيتأملها بعين الناقد المصلح , فيعتدل ويقوم نفسه , ويصلح من شأنه ,*ليقبل على الله سبحانه وتعالى , فيغتنم هذه الفرصة بالتوبة , والإكثار من*الأعمال الصالحة , فاليوم عمل بلا حساب , وغداً حساب بلا عمل .*وإن كل عمل يعمله المرء لا يقبله الله تعالى إلا إذا كان خالصاُ لله صواباً*على وفق ما شرع الرسول 0ان الله خص شهر رمضان عن غيره من الشهور بكثير من الخصائص والفضائل منها :*تستغفر الملائكة للصائمين حتى يفطروا .*تفتح في أبواب الجنة وتغلق أبواب النار .يغفر للصائمين في آخر ليلة من رمضان .*لله عتقاء من النار , وذلك كل ليلة من رمضان .*وللصائم دعوة لا ترد .لقول الرسول (ثلاث لا ترد دعوتهم , الصائم حين يفطر ....)ولكن ليكن طعامك وشرابك ولباسك حلالاً ,لتقبل أعمالك ,ويستجاب دعاؤك .واحذر أن تصوم عن الحلال ثم تفطر على الحرام .*وللدعاء آداب . الإخلاص لله في الدعاء .*الخشوع وهو ان يرى العبد من نفسه الذل والفقر والحاجة إلى ما عند الله.*قال أهل اللغة : الخشوع والخضوع , والسكون , والتذلل , وهو في الصوت والبصر والجوارح .إخفاء الدعاء والبعد عن الرياء .قال الله تعالى ادعوا ربكم تضرعاُ وخفيهً ){ الأعراف أية 55}وفي الحديث عن أبي موسى الأشعري قال قدمنا مع رسول الله *فلما دنونا من المدينة كبر وكبر الناس , ورفعوا أصواتهم فقال :" يا أيها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصمٌ ولا غائباً إنكم تدعون سميعاً قريباً , وهو معكم ,فأنكر النبي على الذين رفعوا أصواتهم بالتكبير ,*وهوا في أرض فضاء ,*فالمنع في المسجد الحرام أولى .*الإلحاح في الدعاء واللجوء إلى الله سبحانه في كل الأحوال :*في السراء , والضراء , والشدة , والرخاء .*أن يظهر العبد شدة فاقته وحاجته إلى الإجابة ,فيعزم المسألة ولا يتأخر عن طلب أي شيء من مولاه وخالقه ورازقه .ما لم يكن إثماُ أو قطيعة رحم 0حافظ على الصلوات الخمس في أوقاتها مع الجماعة لتنل ثوابها ويحفظك الله بها 0احذر أن تضيع أوقاتك بدون عمل صالح فإنك مسؤول عنها ومحاسب عليها ومجزي على ما عملت فيها 0انتهز فرصة وجودك في رمضان واشغله بخير ما أنزل فيه ,وهو تلاوة القرآن الكريم بتدبر وتفكر ليكون حجة لك عند ربك*وشفيعاً لك يوم القيامة 0احفظ لسانك عن الكذب واللعن والغيبة والنميمةفإنها تنقص أجر الصيام 0لا يخرجك الصيام عن حدك فتغضب لأتفه الأسباب بحجة أنك صائم*بل ينبغي أن يكون الصيام سبباً في سكينة نفسك وطمأنينتها 0أكثر من الذكر والاستغفار وسؤال الجنة والنجاة من النار في رمضان*وغيره , ولاسيما إذا كنت صائماً وعند الفطر وعند السحور ,*فإنها من أهم أسباب المغفرة 0*استمر على الإيمان والتقوى*والعمل الصالح بعد رمضان حتى تموت (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين )لتظهر عليك آثار العبادات من صلات وصوم وزكاة وحج , بالتوبة*النصوح وترك العادات المخالفة للشرع 0فيا أخي الكريم شهر هذه خصائصه وفضائله بأي شيء نستقبله ؟*بالإنشغال باللهو وطول السهر , أو نتضجر من قدومه ويثقل علينا*نعوذ بالله من ذلك كله . ولكن , العبد الصالح يستقبله بتجريد التوبة لله*تعالى من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه ){رواه مسلم },*(إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغر غر){رواه الترمزي}ويجب الدعاء عند رؤية الهلال اللهم أهله علينا باليمن والإيمان , والسلامة والإسلام, ربي وربك الله ){رواه أحمد والترمذي}*والعزيمة الصادقة على اغتنامه , وعمارة أوقاته بالأعمال الصالحة ,*سائلين الله الإعانة على حسن عبادته 0إن الله سبحانه شرع الصيام : لتطهير النفس وتزكيتهاوإعدادها للتقوى لتصبح أهلاً لكرامة الآخرة وسعادتها 0الأعمال الصالحة التي تتأكد في رمضان .*إطعام الطعام , ينشأ عنها عبادات كثيرة منها :التودد والتحبب إلى إخوانك الذين أطعمتهمفيكون ذلك سبباً في دخول الجنة) لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا)0كما ينشأ عنها مجالسة الصالحين واحتساب الأجر في معونتهم على*الطاعات التي تقووا عليها بطعامك .*قال : (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ){أخرجه البخاري ومسلم }*من صامه إيماناً , أي إيمان بالله عز وجل , وإيماناً بشريعة الله وقبولاً لها,*وإذعاناً واحتساباً لثواب الله الذي رتبه على هذا الصيام وكذلك القيام 0أنبهك على أمر مهم ... أتدري ماهو ؟إنه الإخلاص ... نعم الإخلاص ...فكم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ؟*وكم من قائم ليس له إلا من قيامه إلا السهر والتعب ؟أعاذنا الله وإياك من ذلك .*ولذا نجد النبي يؤكد على هذه القضية .. (إيماناً واحتساباً ).وقد حرص السلف على إخفاء أعمالهم خوفاً على أنفسهم من الرياء .*فهذا التابعي الجليل أيوب السختياني يحدث عنه حماد بن زيد فيقول :*(كان أيوب ربما حدث بالحديث فيرق فيلتفت فيتمخط ويقول :*ما أشد الزكام ؟ يظهر أنه مزكوم لإخفاء البكاء ).*وعن محمد بن واسع قال :*لقد أدركت رجالاً كان الرجل يكون رأسه مع رأس امرأته على وسادة وقد*بل ما تحت خده من دموعه لا تشعر به امرأته , ولقد أدركت رجالاً يقوم*أحدهم في الصف فتسيل دموعه على خده ولا يشعر به الذى جنبه 0*قال سفيان الثوري : بلغني أن العبد يعمل العمل سراً , فلا يزال به الشيطان حتى يغلبه فيكتب في العلانية ,ثم لا يزال به الشيطان حتى يحب أن يحمد عليه فينسخ من العلانية فيثبت في الرياء 0لاشك أن هذا الثواب الجزيل لا يكون لمن امتنع عن الطعام والشراب فقط,*وإنما كما قال النبي من لم يدع قول الزور والعمل به , فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه )[أخرجه البخاري ]وقال*الصوم جنة , فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا*يجهل , فإن سابه أحد فليقل إني امرؤ صائم )[أخرجه البخاري ومسلم ]فإذا صمت– يا عبد الله– فليصم سمعك وبصرك ولسانك وجميع جوارحك*ولا يكن يوم صومك ويوم فطرك سواء .القيام , قال :*(من قام رمضان إيماناً واحتساباً , غفر له ما تقدم من ذنبه )*{أخرجه البخاري ومسلم }قال الله تعالى وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون*قالوا سلاما *والذين يبيتون لربهم سجداً وقياما)[الفرقان : 63,64]وقد كان قيام الليل دأب النبي وأصحابه , قالت عائشة رضي الله عنها :{لا تدع قيام الليل , فإن رسول الله كان لا يدعه ,*وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعداً }أسأل الله العظيم رب العرش الكريم بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى*أن يجعل هذا العمل وغيره خالصاً لوجهه الكريم ,وأن ينفعني به في حياتي وبعد مماتي 0*وأرجوا الإكثار من الصلاة والسلام على رسول الله صلوات الله وسلامه*عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين
الأربعاء أبريل 17, 2024 6:19 pm من طرف 
