لم يكن يعلم المجند السابق في الجيش المصري "حمدي كامل حسين" (23 عاما) أن ثمن "إبداء ندمه" على مشاركته في مجزرة فض اعتصام ميدان رابعه العدويه سيكون مقتله ومقتل شقيقته التوأم على أيدي قوات الأمن، بحسب رواية صحفي في البلدة رفض الكشف عن اسمه.
البداية كانت حين "فضفض" المجند الذي أنهى خدمته منذ نحو عشرين يوما إلى أحد زملائه المجندين بأن المتظاهرين تعرضوا للرصاص الحي دون تفريق بين كبير وصغير أو رجل وامرأة.
وبسرعة البرق -يواصل الصحفي- وصل الخبر للسلطات الأمنية التي أرسلت قوة مشتركة من الجيش والشرطة أمس الاثنين لمداهمة منزله في قرية الشنطور التابعة لمركز سمسطا بجنوب بني سويف، وحين محاولته الفرار أطلقت القوة عليه أعيرة نارية أصابته في بطنه وقدمه قبل أن تصطحبه القوة مصابا معها، لكنه توفي بعد ساعات قليلة من احتجازه.
والمأساة لم تنته هنا، ولم يدفع المجنّد ثمن "كلامه" لوحده بل قُتلت شقيقته أيضا، وهي أم لطفل عمره تسعة أشهر تصادف وجودها في المنزل لزيارة أخيها.
وبنبرة ممزوجة بالحزن والأسى، يتساءل أحد أقارب القتيل الذي طلب عدم كشف اسمه، عن أسباب قتل الشرطة لهذا الشاب "الذي كان معهم في فض اعتصام رابعة، وحصل على شهادة تقدير من وزارة الدفاع لمشاركته بفض الاعتصام"، وتابع هل هكذا يُكافأ المشاركون بفض اعتصام رابعة؟
وتناقض الرواية الرسمية لمديرية الأمن في بني سويف كلام الصحفي وشهادة قريب القتيل، فتقول هذه الرواية إن المجند القتيل حسين عمره 45 عاما وشقيقته لقيا مصرعهما برصاصة واحدة اخترقت جسد الأول وشقيقته، أثناء محاولة الأول الفرار من قوات الشرطة وعدم الامتثال لأمر توقيفه، حيث خرجت شقيقته خلفه في نفس توقيت إطلاق إحدى الرصاصات التحذيرية في الهواء، وبسبب التزاحم وتدافع الأهالي أصابتهما الرصاصة وتسببت في مصرعهما.
والرواية الرسمية لم تتحدث عن "قناص رابعة" بل أكدت أن القوة الأمنية كانت تداهم شقيق حسين المتهم بسرقة أسلحة من مركز الشرطة والمشاركة في إحراق القسم، وحين قام شقيقه ويدعى حمدي كمال حسين وشقيقته بتهريبه من المنزل، أدى خروج طلقة من الجنود إلى مقتلهما.