[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
تماماً كأنهما راشدان، ظهر العروسان شمس محمود شمس الدين أبوالفتوح، 13 سنة، تلميذ بالصف الأول الإعدادى، وإيمان بدران جحا إبراهيم بدران، 10 سنوات تلميذة بالصف الرابع الابتدائى فى حفلة خطبتهما، والتى حضرها المئات من أهالى السنبلاوين، وتألقت العروسة «إيمان» فى فستانها المتدلى حتى الأرض ذى اللون «الروز» ووضعت المكياج على وجهها، وقامت بعمل تسريحة شعرها عند كوافير المدينة وهى تحمل بوكيه ورد فى يدها، ولم يقل العريس أناقة عن أى شاب فى مكانه، فقد ارتدى بدله كاملة وسرح شعره كنجوم الفن، وأبهر الحفل الجميع وأطلقت النساء وأمهات العروسين الزغاريد التى ملأت المنطقة على أنغام الدى جى، وتفاجأ الجميع بالعريس وهو يراقص عروسته، قبل أن يرقص كباقى الشباب وهو يحمل فى يديه أسلحة بيضاء
«لم نخالف القانون».. بهذه البساطة رد أولياء أمور «أصغر عروسين فى مصر»، على الحملة التى شنها حقوقيون ومحامون عليهم، متعجبين من رفض المجلس القومى للأمومة والطفولة لما فعلوه.
«لم يكن زواجاً، هو حفل خطوبة، ولن يتزوجا إلا بعد بلوغ العروسة السن القانونية».. هكذا أكد والد العروسة، الحاج بدران، مضيفاً: «شقيقتها الكبرى خطبت وهى أصغر منها، وهى فى السابعة من عمرها، وهى الآن فى الثالثة عشرة من عمرها، ولن تتزوج إلا بعد أن تبلغ السن القانونية».
وأوضح: أعمل تاجراً وتزوجت وأنا عندى 19 سنة، وعندى ثلاث بنات وولد، وابنتى الأولى دنيا «13 سنة» بالصف الأول الإعدادى، وهى أيضاً مخطوبة من 6 سنوات، من ابن عمها محمد حمادة، وبعدها إيمان التى تمت خطبتها، ثم شيماء عمرها، 6 سنوات، ولن أتردد فى خطبتها فى أى وقت، وابنى الأخير حمادة عمره سنتان والنصف فى انتظار ولادة عروسته.
وأضاف والد العروسة: تربطنى مع والد العريس علاقات عمل وصداقة منذ فترة كبيرة، وفوجئت به يطلب منى خطوبة إيمان لابنه شمس، ولم أتردد فى الموافقة، ولكنه أراد أن نعلن الخطوبة حتى لا يأتى أحد غيره ويحاول خطوبة ابنتى وترددت فى البداية ولكن أمام إصراره وافقت على عمل الخطوبة وقمت بدعوة أهلى وأقاربى ولأننا عائلة كبيرة وجدنا الأمر يتحول من احتفال بسيط إلى حفل كبير يحضره كل من دعوناه ومَن لم ندعه.
وقال محمود، والد العريس شمس، 40 سنة، تاجر: لم أرزق بولد غيره، وهو الآن بالصف الأول الإعدادى، وكنت أتمنى أن تتوج علاقتى التجارية وصداقتى مع بدران بزواج ابنى من ابنته وبصراحة شديدة تخوفت أن يتم خطوبة العروسة لأى شاب آخر، خاصة أولاد عمتها أو خالتها وهم كثر، فأردت أن يكون أمراً واقعاً ونعلن الخطوبة.
وأضاف: اشترينا شبكة قيمتها 40 ألف جنيه كل طرف دفع نصفها، ومع أن والد العروسة من المفترض ألا يدفع شيئاً، ولكنه ساهم فى قيمة الشبكة، فلن نأخذ من الدنيا شيئاً غير أن نزوج الأولاد ونسترهم ورغم مرور وقت على الحفل، فإننى ما زلت سعيداً والأطفال سعداء بما فعلوه.
وحول البلاغات التى تقدم بها محامون وحقوقيون ضدهم: قال والد العريس: نحن لم نزوجهما ولكنها خطوبة فقط، وأنا على استعداد أن أموت من أجل ألا يتم فض هذه الخطوبة، فلا يوجد أى مانع قانونى يمنع ما قمنا به، ولا يوجد مانع شرعى كذلك، فالرسول تزوج السيدة عائشة وعمرها 9 سنوات، وقال الرسول: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج»، ثم إننا نحتاج إلى أكثر من 4 سنوات حتى يتم تجهيزهما.
وتابع: «لا يهمنا أى كلام يمكن أن يقوله أحد، ونحن لا نعرف التعامل مع الإنترنت أو الفيس بوك، ولكن شباب المنطقة رفعوا الفيديوهات عليهم وتسببوا فى تلك الضجة، وبعض الناس هاجمونا ولا نرى داعياً لهذا الهجوم وما نتعرض له هو إرهاب فكرى».
وأضاف: نحن نربى أبناء كويس، ولا يهمنا كلام الناس، ولا نتأثر به، وشمس ابنى راجل ويعتمد عليه، ويساعدنى فى الإجازة الصيفية، وإذا تفوقا فى الدراسة وأرادا أن يستكملا دراستهما فلا نمانع فى ذلك، وهما يحبان بعضهما، وإذا حدث لا قدر الله عندما يكبران أنهما لا يريدان الزواج أو كره أحدهما الآخر لا نمانع فى انفصالهما لأن هذا قدر الله.
«والله ده رأى ماما وبابا»، هكذا جاء رد العروس إيمان، على سؤالنا عن رأيها فى حفل خطبتها، مشيرة إلى أنها تلتزم برأى والديها طالما اتفقا على ذلك، معربة عن فرحتها بيوم الحفل، ومؤكدة أنها علمت بخطبتها فى صباح ذات اليوم، وأن 15 من زميلاتها حضرن خطبتها وشاركنها فرحتها. وقالت إن علاقتها مع عريسها شمس علاقة أخوة، ولكنها أصبحت تخجل منه بعد خطوبتها. أما العريس شمس، فقد أكد اختلاف معاملته مع إيمان، بعد خطبته لها، قائلاً: «إحنا كبرنا خلاص»، مشيراً إلى أنه يولى اهتماماً للعمل والدراسة ليكتسب مهارة والده فى التجارة، وليتخرج فى كلية الهندسة، بحسب أمنيته، أن يكون مهندساً ميكانيكياً، «علشان بفهم فى العربيات».
وانتقد حمادة جحا، عم العروس، تناول الإعلام لخطبة ابنة أخيه، وقال إننا لم ولن نزوج أولادنا وهم أطفال، وما حدث خطبة فقط ولن يتم الزواج إلا فى الموعد القانونى للزواج، وهذا أمر شائع عندنا، ولكن هذه المرة كوننا قمنا بعمل احتفال، فكان مفاجأة للجميع، ولكننا دعونا عدداً كبيراً من المسئولين فى المدينة، والجميع بارك الخطوبة، مشيراً إلى أن والدتى العروسين فى غاية السعادة مما فعلناه.
وأضاف أن ابنته أميرة، 18 سنة وشهرين، تمت خطبتها وهى عمرها 11 سنة، وعقدت قرانها الأسبوع الماضى فقط، بعد أن بلغت السن القانونية للزواج، مضيفاً أن حفل دخلتها سيكون الأسبوع القادم.
وقال جمال رمضان مأمون، المحامى، إنه لا توجد جريمة جنائية لا على الطفلين أو وليى أمرهما وهو مجرد مشروع للزواج، قد يتم أو يفشل، وما يرفضه مجلس الأمومة والطفولة لا أساس له، فلم يحدث تعدٍ على الطفولة.
وقد صُدِم كلُّ من تابع على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد خطوبة طفل وطفلة مصريَّين، تَظهُر ملامح صغر سنّهما رغم ارتدائهما ثياب الخطوبة.
كثيرون ممن تابعوا المشهد اعتبروه “مزحة”، لكنه في الواقع كان حقيقة خطوبة الطفل شمس محمود شمس (13 سنة)، التلميذ في مدرسة ابتدائية، إلى جارته إيمان بدران جحا (10 سنوات) تلميذة في المدرسة نفسها.
وقال محمود شمس، والد الطفل العريس : “لم يتم الزواج، إنها فقط شبكة” أي خطوبة واللافت أن والد الطفل يرى أنه لو كان تأخر في إتمام الخطبة ربما كان فقدَ “نسباً يشرِّف”، وقال: “والد إيمان (بدران جحا) رجل معروف وكل الناس تحبّه، والعروسة كان عليها 100 عين”.
وقد استنكر المجلس القومى المصري للطفولة والأمومة هذه الخطوبة كما وتقدم ببلاغ عن خطورة إتمام هذه الزيجة المخالفة لقانون الطفل، وكذلك التشهير بالأطفال المصريين والإساءة إليهما كمادة للسخرية عبر وسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التى يشاهدها العالم بأكمله، مما يسىء إلى سمعه مصر وأطفالها.
وشدد المجلس على حق الطفلين فى ” الطفولة” بمعنى الطفولة، لافتاً إلى أن مكان الأطفال الطبيعى خلال مرحلة الطفولة، هو فى كنف الأسرة وبالمدرسة، وأى مكان آخر يغاير هذا الحق يقضى على البراءة والطفولة.