على مرافئ الحنين
جلستُ أنتظر
عسى أن يمنَّ علي القدر
ببعض الأمل
من رحم الغيب العقيم
تسامرني أمواج البحر
تحملُ على أكفها البيضاء طيف محياك
وعطـرُ أنفاسك الذي تتضوعُ به ملابسي
فيستعرُ الوجد في قلبي وأنتشي
عند الأصيل تُؤذنُ الشمس للرحيل
تتوارى خلف الأفق على عجل
تنسلُّ لخدرها حيث الأفول
وانتهاء يومٍ من عمر الزمن
تختالُ بوشاحٍ من لون الشفق
فيتهادى الكون على كفي الغسق
أخلو في جوف اللحظة الهاربة
من عمر الزمن وحدي
فيحضرني طيفك البهي
يباغتني في غفلةٍ مني
يسطعُ كالبدر في سمائي
يجولُ أفق خيالي
يؤنسُ سكون وحدتي
يلهبُ الشوق في قلبي
يسامرُ أنين وجعي
يؤججُ لهيب النار في جسدي
يثيرُ ضجيج الآه على صدري
وتبقى لحظاتي مبتورة عند غيابك
تصارعُ الانتظار وألم الاحتضار
أرحلُ إليك عبر متاهات الكون
لأفرشَ الشوق بين يديك
أمشي نحوك مقيدة الخطوات
في دروبٍ قد توصلني إليك
فتتحطمُ أحلامي على صخرة الزمن
يغتالُ الوجع مابقي من الأمل
ويرميني في نهاية الطريق
يتأوهُ الفؤاد من الشجن
أقفُ خلف شباك الوقت
ساهدةَ الطرف أترقبُ قدومك
أعزفُ ألحان الشوق
فقد أعياني السهر
بعد أن شُحَّ الأمل
وأضناني طول السفر
أرنو إلى روحي فأجدها لديك
مقيمةً عند سحر عينيك
تذوبُ من الصبابة والوجد
تهفو إليك في القرب والبعد
أبحرُ بقاربي نحو شطآنك
أسابقُ الموج كي ألتقيك
لنغرقَ في أحضان الهوى
ننهلُّ من الحب حد الارتواء
تجتاحُ بلاهوادة مدن قلبي
تشرقُ كالشمس على يومي
أعشقك حبيبي حد الجنون
أحضنكَ بلهفة الحرمان
تضمني بين يديك
تروي ظمأ الشوق إليك
تنصهرُ الروح مع الروح
تغمرني بنظرةٍ من عينيك
تبقيني على صدرك
لأقضي ماتبقى من الحياة
بين ذراعيك
مخرج
وكم يحلو اللقاء
على جسد الأشواق
نخلعُ ثوب الكبرياء
تعزفُ أرواحنا لحن الوفاء
نستلقي على صدر الليل
نغفو بجوار القمر
حيث يطيب السمر
ويمتدُ السهر لانبلاج الفجر
أرفع راياتي وأستسلم لك
مداد إحساسي