**بسم الله الرحمن الرحيم**
***الكعبه والحجرالأسود***
... هو تلك المكان الذى شرفه الله بأن جعله مشكاة تضىء
لما حولها وجعل لها قدسيتها وجعلها مركزا للاشعاع
الاسلامى بعدما أتم الخليل "ابراهيم"بمساعدة الذبيح
"اسماعيل"بأمر من الله بناء الكعبه وبعد ذلك جاء
شخص يدعى أبرهه الأشرم من الحبشه باليمن
وقررهدمها لأنه شيد كعبه باهره للخيال فلم
يحج لها أحد فاشتعل حميم الغيره بسويداء فؤاده
فأتى على
رأس جيش عتيد ليهدمها ولكن حماها الله وردهم منكسرين
يصيبهم الهلع مهرولين الى مثواهم الأخيرحيث أرسل عليهم
"طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول"
فزادت القيمه الدينيه للكعبه وأجمع العرب فى
جاهليتهم على احترامها وتوقيرمكانتها وكانت
الكعبه أشبه بغرفه كبيره مشيده من أحجار
قويه يعتمد سقفها من الداخل على أعمده
من الخشب الثمين لتكون أساسا للتوحيد
ومثابة للناس وأمنا وحجها ركنا من أركان
الاسلام وقد تعرضت الكعبه باعتبارها أثرا
مخضرما للوهن وتصدع جدرانها وذلك
قبل بعثه امام الأنبياء)صلى الله عليه وسلم
( بسنوات قلائل فكان عمره حين ذاك 35عاما
حيث جرف مكه سيل عتى حيث انحدر اليها
فأوشكت الكعبه على الانهياروالاندثار فلم
ترى قريش الا أن تجدد وتبنى الكعبه حرصا
على مكانتها المقدسه فهدمت الانقاض الواهيه
بها وشرعوا فى تشييدها مره اخرى وقد
شاركت كل بطون مكه وسادتها بعمل دءوب
فى أعمال التشيد ونقل الحجاره وكان فى
الصداره الصادق الأمين)صلى الله عليه
وسلم( وأعمامه يشاركون بفرحه غامره
**وروى عن النبى(صلى الله عليه وسلم)"لما بنيت الكعبة
ذهب رسول الله"صلى الله عليه وسلم" والعباس ينقلان الحجارة
فقال العباس للنبى اجعل ازارك على رقبتك يقيك الحجاره فعل
وكان ذلك قبل أن يبعث فخر الى الأرض فطمحت عيناة الى
السماء فقال ازارى ازارى فشد علية فما رؤى بعد ذلك عريانا"
وعند اعادة بناءالكعبه ووضع الحجرالأسعد تنافست
كل القبائل فى هذا المضمار كلا يبغى الصداره فيه والذهاب
بفخره حتى كاد هذاالسباق أن يتحول الى حرب ساحقة
فى أرض الحرم واتسع نطاق الخلاف بين المشتغلين
بالبناء لأنهم عندما أتموا بناء هذا الصرح العظيم المهاب
الذى يرتدى رداء الأمن الأبدى تأهبت كل القبائل لوضع
الحجر الأسود فى مكانه فى ركن من أركان الكعبة فبدأ
التنافس الشديد فيما بينهم فقاموا بالتفكير رويدا فألهم الله
أحدهم وهو أميه بن المغيره المخزومى بأن يقترح
اقتراح على المتطاحنين حقنا للدماء أن يحكموا فيما شجربينهم
وأصبحوا فيه على طرفى نقيض أول داخل من باب الصفا
وشاء الله أن يكون هذا الداخل هو الكيس الفطن)صلى الله
عليه وسلم( فلما رأوه هتفوا وقالوا ارتضيناه حكما لنا
فتصرف النبى)صلى الله عليه وسلم( بحنكتة المعهودة
فطلب منهم عباءه ووضع الحجر الأسود بداخلها ثم نادى على
رؤساء القبائل المتصارعة فأمسكوا جميعا بأطراف العباءة
وكان ذلك بعيد عن الكعبه بمسافات كبيره فشدوها الى أن
وصلا الى الكعبه بعد مشقه مضنيه فوصلوا منهمكين فحمل
النبى الحجرلحظة وصوله ووضعه فى مكانه العتيد
فارتضوا بهذا الحل الحصف.
وهذا يدل على ثناء المنزله التى بلغها فيهم من أصاب
سويداء قلبى)صلى الله عليه وسلم( ودليل على تفكيره
المدبرالحكيم وبراعته فى ايجاد حلول جذريه متعقله
لأصعب المشاكل مهما بلغت.
وأكثر ما ورد في السنة الصحيحة عن " الحجر الأسود " ،
ومنه : أن الحجر الأسود أنزله الله تعالى إلى الأرض
من الجنة ، وكان أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم ،
وأنه يأتي يوم القيامة له عينان يبصر بهما ولسان ينطق به
يشهد لمن استلمه بحق ، وأن استلامه أو تقبيله أو الإشارة
إليه : هو أول ما يفعله من أراد الطواف سواء كان حاجا
أو معتمراً أو متطوعاً ، وقد قبَّله النبي صلى الله عليه وسلم ،
وتبعه على ذلك أمته ، فإن عجز عن تقبيله فيستلمه بيده أو
بشيء ويقبل هذا الشيء ، فإن عجز : أشار إليه بيده وكبَّر
، ومسح الحجر مما يكفِّر الله تعالى به الخطايا
""أسأل الذى جمعنا فى دنيا فانيه أن يجمعنا ثانيه فى جنه قطوفها دانيه""
المرجع كتاب فقه السيره للشيخ محمد الغزالى.