أعترا سيدي
آخر أعترا فتي لك / سيدي .. ؟!
أعترف .. أعترف بأني ...
لم أكن لأصنع معجزة الحياة بك ..
أو لأَجعل للشمس و القمر موعد اللقاء . .
أو لأجمع شمل الليل و النهار ملحدا ...
ولكن كان لي حُلم بأمل السّعادة ..
اشتاقت عينَي لتراهُ واقعاً ممكنا ..
فأتيتُك بروح طفلة و اتخذتُكَ موطنا ..
فآمنت بك وأنك كُل رجال الأرض التي أسكنُها ،
فكُنت الحبيب و الصديق و الأب و الأخ و الأبن و كُل ما أريد،
أجل ..! أعترف بأنكَ ...؟
كُنت راحتي بعد كُل العناء ،، كُنت سعادتي بعد كُل الشقاء
كُنت ابتسامتي بعد كُل دمعة و كُنت دفئي و حضن أماني ..
أنا بكَ كبرتُ و معكَ نضجتُ و تعلمتُ كيفَ أكُون .! و ماذا أكُون ؟،
فقدمت وبحوزتي كُل الأماني لك َ و بكَ لي ،، فكُنتْ أحيا بِحنانكَ ..
و وجودكَ منحني جُرعة البقاءَ بالحياةٌ ... فظننت ْبكَ كُل الخير .. و لن تبخل ..
فلن أنكركَ … لأن فضائلكَ كثيرَة على عُمري
لَن أنكركَ ! لأنني سأكُون جَاحدَة إن فعلتُ ،
و لم أنكر بأني أحُبكَ ..!
و لأجل حبُكَ ..
أتحتْ عُمري بأكمله فُرصة لكَ ..
و قدمتُ روحي كقُربان حُبي لك َ ..!
و ترّهبنتُ بِثوب التمردُ لأجلكَ .. و هديتكَ الحب بكُل قداسته ..
أجل التقينا و كان قدرٌ .. و مضى الوقت ..
وأصبح للقاء ماضي نسكَن به ألم الحاضر
أجل التقينا و كان يقيناً ..
و افترقنا و ايقنا به قدرً ..
و تيقنا باليقين بلسمَ
فـــــ يا أنتَ ..!
أتسأل لما أهديتني الماضي براحة الألم ؟!
فالماضي لم يكُن ملهى أيامي معكَ لتلهو به ..
أو ما خور عبثك بقلبي و مشاعري ..
ولم تكن الأيام سرك لهوك بعواطفي
لتتجاهلها و تختبئ وراء صدك وصمتك
فــــ يا انت ..؟
لما كان قرارك بالهروب أخر فرصة لي معكَ ..
فأين الوعد و أين ذاك القسم / من قرارك...؟
أما كان القسم بأننا لن نفترق إلا مع الموت ..
أما كان الوعد بأَن نخوضَ عُمق البحرّ و نُصارع الألم معاً
و بأن نرفع أشّرعة السعادة و الأمل معاً ..
وها أنا لوحدي أصارع وجعي و حُبكَ معاً ...
لم أكن أدرك .. بهمسات الوداع بأنك تهديني للموت ..!
فما كنُتْ أخافه أن تُهديني للموت وبثلجهٌ الشتاء ...
كُنتْ أخشى بأن أفتح نوافذي لهذا الموت و أنا اتوسلك البقاء ..
و لكنكَ فعلت .. و ما كان هذا ظني بك. .
وخابت كل الظنون ..
سيدي يـــــ أنت /
لقد جمعني القدر بكَ يوماً
و أحببتك / ومنذ ذاك الحين و أنا أفعل ..