كل مستحيل ممكن
هل هناك حقاً مستحيل ؟! أم أنه وهم نصنعه بأيدينا خوفاً من التجربة أو يأساً واحباطاً, أم أننا نصنعه لعدم الثقة بأنفسنا وقدراتنا , وقد يصنعه البعض متعمدين تعجيزنا , لإيقافنا في أماكنا ساكنيين فنصدقه ونستسلم له كواقع ونعيشه .
وهل المستحيل مطلق أم أنه نسبى؟! ... فقد نرى ما هو مستحيل من وجهة نظر الآخرين ممكن بالنسبة لنا , وقد يرى الآخرون الممكن هو كل مستحيل من وجهة نظرنا , وقد نتفق جميعاً على المستحيل فى حين يختلف فرد أمام الكل ويرى المستحيل ممكن وذلك فقط بايمانه الشديد بقدرته على الوصول , وبالفعل يصدق ويصل ويحطم وهم المستحيل رغم انه قلة واختلف مع الجماعة .
وإذا كان المستحيل نسبي يختلف بإختلاف نظرتنا له فإذن هو واقع يمكن تغييره وليس قدر لا مفر منه , وإذا كان قدر لا مفر منه فألا تستحق حياتنا الصبر و المثابرة والسعى فقد نحقق ما نريد وان لم نتمكن من تحقيقه فذلك لا يعنى الفشل ويكفينا المحاولة وعدم الاستسلام .
كثيرا ما نصف شيئاً ما بالمستحيل وأننا لا يمكن أن نقربه ولا نتصور أن نفعله وذلك ليس لصعوبته ولكن لأننا نراه لا يتفق معنا ولا يتفق مع أفكارنا ولا يتماشى مع طبائعنا فنستنكر حدوثه وتدور الأيام وتتغير الأحوال ونقوم به ونستعجب كيف يوما وصفناه بالاستحالة... فلماذا إذا نتخاذل أمام بعض الضروريات التى قد تضيف الكثير لحياتنا بل قد نخسر أكثر إذ لم نفعلها ونضعها تحت طائلة المستحيل ؟!
فعلينا ألا نستسلم لغير ما نقنع به , علينا أن نؤمن بأنفسنا أن نصدقها وألا نستمع لأصوات محبطة من حولنا , لا ننتبه سوى لصوت عقلنا , أن نسمع صوت أنفسنا وما تبثه لنا من اصرار و أمل , نثق بالله ونثق بما سوف يعطينا من قدرة على السعى و طاقة على الصبر, أن نوظف نعمه علينا فى الوصول لما يراه البعض مستحيل ونحوله الى ممكن .
فالممكن فى الأصل هو كل بعيد رآه البعض مستحيل صعب المنال ولكن رآه غيرك بعين مختلفة و إرادة منفردة جعلته يسبقك و يتخطاه, يتخطى ما تصورته أنت مستحيل وطالما تخطاه فإذا هو ممكن .