ملاك الطيف المراقبة العامة
عدد المساهمات : 14130 تاريخ التسجيل : 20/01/2011
| موضوع: أهمية وجود الأب في حياة الطفل السبت نوفمبر 23, 2013 2:40 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
أهمية وجود الأب في حياة الطفل مما لاشك فيه أن المجتمع العربي يعاني الآن من مشكلة تزداد يوماً بعد يوم، فقد أصبح مجتمعاً يفتقد إلى الأب بمعناه الأرحب والأشمل والأفضل، يفتقد وجوده النفسي والمعنوي بل والنوعي المتميز مقارنة بأجيال مضت، مع التسليم بكل المتغيرات الاجتماعية والحراك الاجتماعي السائد وبكافة التغيرات على كل الأصعدة: الاقتصادية، السياسية وغيرها، فالطفل العربي لا ينتظر أكثر من أن يتربى في كنف والديه، وهذا حقه لا ينازعه فيه أحد ولا يمكن التنازل عن هذا الحق تحت أي دعوى. يبدأ الطفل ومنذ سنواته الأولى في الحياة في إدراك الإحساس بوجود والديه وأهميتهما في حياته، فيدرك في البداية حنان الأم وقوة الأب، ثم يدرك تدريجياً عوامل هذه القوة ومظاهرها. ويمكن وصف الأب في محيط أسرته كالبطل الذي ينجز جميع المهمات، ويعوض جميع النواقص. لا بد من توفير المقدمات التي يتطلبها تحقيق الأمن، وينبغي على الأب أن يقوم بدوره في هذا المجال بأحسن شكل. وإنه من الطبيعي أن يؤثر فقدان الأمن سلباً على نمو الطفل في مختلف المجالات، وسيكون عاجزاً عن أداء دوره في المجتمع وعن أن يكون عضواً فعالاً فيه. فكما للأم دور مهم في تربية الطفل فللأب أيضاً دور، حيث إن أبعاد هذا الدور الذي تلعبه السلطة الأبوية إذا كان الأب موجوداً أو غائباً، يتمثل في تكوين وتحديد معالم الشخصية المستقبلية للطفل. وأهمية هذا الدور تصل إلى حد يمكننا من رد سلوك الطفل المستقبلي وشخصيته في معظمها إلى هذه السلطة الأبوية. والحقيقة أن لهذا السلوك جذورا مستمدة من شخصية الأب وبنيتها الفردية. لذلك فإنه ومن الصعوبة بمكان التوصل إلى تحديد هذا السلوك خاصة وأنه مرتبط أيضاً، وبطريقة مباشرة، بشخصية الأم وبموقفها من كل من الطفل والأب. إن غياب الأب عن المنزل يخلف آثاراً متداخلة من الأوضاع المختلفة، فهذا الغياب يترك آثاراً نفسية، كما أن آثاره تتشابه وتتداخل مع آثار الأب اللامبالي والسيئ، والحقيقة أن الضرر الأساسي لغياب الأب إنما ينبع من غياب السلطة التي يمثلها ومن تردد الأطفال وعجزهم عن إقامة اتصال فاعل معه. وقد أظهرت الدراسات العديدة التي أجريت بهذا الشأن أن فقدان الأمن يقلل من الشهية للطعام، ويصيب الطفل بعسر الهضم والهزال والمرض أخيراً، كما أنه يؤدي أيضاً إلى إيجاد الخوف والاضطراب عند الطفل مما يجعله جاهزاً لممارسة بعض التصرفات المرفوضة كالادعاءات الكاذبة والشقاوة والعصيان، وبعض الاضطرابات السلوكية الأخرى. والملاحظ أن نمو جسم الطفل لا يكون سليماً إلا في محيط الأسرة الآمن، ويحملون انطباعاً لا يمكن معه الاعتماد على أي إنسان أبداً غير أبيهم، فالأب هو ملاذ الأسرة وحاميها، ويجب عليه أن يفعل هذا المفهوم بصورة عملية لأطفاله، لأن الأولاد بحاجة إلى دعمه وحمايته في جميع أمورهم، وسوف يشعرون باليأس فيما لو أدركوا بأن الأب عاجز عن تحقيق ذلك. إذ ما فائدة توفير الحاجات المادية فيما لو لم يتمكن الأب من توفير الأمن إلى جانبها، حيث إن الطفل سيفقد قابلية الاستفادة من تلك الحاجات والاستمتاع بها. فينبغي على الأب أن يتصرف في محيط أسرته بصورة تسمح للطفل بأن يرتمي في أحضانه متى ما أدركه الخطر، وأن يشعر بالاستقرار عندما يكون إلى جانب أبيه، وهذا من ضروريات نمو الطفل وسلامته. وقد يتردد الطفل في هذه الأحوال في اتخاذ موقف من الأب حتى تتراوح مواقفه بين اعتبارات كثيرة، منها أنه سوف يحقق له أمنياته يوماً ما، أو إذا كان لا مبالي أو مشغولاً جداً بحيث لا يمكنهم الاعتماد عليه فسوف يلجؤون للبديل، ومما لا شك به أن الأم تلعب الدور الأكبر في توجيه دفة أحكام الأطفال على أبيهم. فالإحساس بالوجود الحقيقي للأب والأمان كذلك بوجوده ينمي من مقدرات الأطفال وفي خلق مشاعر إيجابية ومستقلة بالنسبة لأحكامهم تجاه الحياة والناس، وهذا الإحساس ضروري لنمو الطفل جسدياً وعاطفياً وخلقياً. | |
|