قال أبو عبد الرحمن :
هو أصغر المحكوم عليه بالإعدام سنا فقد حكم عليه بالإعدام وعمره 18 عاما وساعتها كان طالبا فى الثانوية العامة كان مغرما بالإنترنت وما أدراك ما الإنترنت لو لم يجد الشاب من يراقبه ويعرف الخير من الشر فيه
يقول محمد : لقد كنت مغرما بالإنترنت والمواقع المشبوهة فيه
حتى إنه كانت تمر على ثلاثة أيام أمام الإنترنت لا آكل فيها طعاما ولاأدخل فيها الخلاء
كنت أنسى نفسى تماما وتعرفت على صديق وبدأنا شرب البانجو وكنا فى منزلنا وكانت تسكن فى عمارتنا مدربة باليه
من أوكرانيا كان ولدها صديقا لى فوجدتنى وصاحبى هذا بعد أن أسرفنا فى شرب المخدرات ننزل إلى شقة تلك المراة ففتحت لنا الباب لما بينى وبين ابنها من الصداقة ولما دخلنا لم نشعر بما جرى فقد انهال عليها صاحبى ضربا بالمطواه
فقطع وجهها وقتلنا ولديها الأول من عمرى والثانى عمره عشر سنوات وبعد ان ارتكبنا الجريمة نمنا بجوار الجثث إلى الصباح
فتسللت من بيننا وذهبت إلى قسم الشرطة أبلغت عن الحادث وتم القبض علينا وها نحن آخر أيام العمر ى عنبر الإعدام أو ان شئت فقل عنبر الحياة فلا أذب علي ما شعرت بقيمتى ولا إنسانيتى وعرفت وظيفتى إلا فى عنبر الحياة فالعمر محدود ومن لم يمت بالحبل مات بغيره ومن جاء أجله فلا يتقدم عنه ولا يتأخر الويل لى لوجاء أجلى وأنا منغمس ى الملذات والشهوات غافلا عن رب الأرض والسموات
قال لأمه فى خطاب كتبه بيده وأعطانيه كى أقرأه لأبدى رأيى فيه
"
قال أمى الحنون اصبرى وابشرى وافرحى واعلمى أنك لم تفقدينى فأنا كنت مفقودا لما كنت أعيش بين يديك أما الآن فأنا مولود لأننى منطرح بين يدى ربى ولقد كنت بالإمس ميتا قلبى لا يتحرك ولا بنبض
أما الآن فأنا حى وقلبى يفيض بالحياة الحياة المستمدة من قوله تعالى:
"أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ" الانعام
فأبشرى يا أمى فلقد عرفت معنى الحياة الحياة التى ليس يعقبها موت الحياة فى روضة الطاعة وذكر الله تعالى
ولقد كان حاله من خير الأحوال ،راض بحكم الله مستسلما لقضاء الله ،صابرا على بلائه ، بل يرى فى البلاء أعظم نعمة وخير عطاء لانه كان سببا فى حياته بعد الممات وهو الآن يعبد الله آناء الليل واطراف النهار ،من صوم وصلاة وقيام الليل وذكر لله عزوجل ولسان حاله يقول :
متى يأتى اليوم الذى أخرج فيه من سجن الدنيا إلى سعة الآخرة ؟؟
فكفى بالموت تحفة للمؤمن ..
أما عمرو وهو زميله فى القضية فحاله طيب طيب
فهو يقضى ليله ونهاره فى كتابة المواعظ والعبر ويخرجها إلى أمه لكى توزعها على أهله وأصحابه وخلانه
ولقد قال لى :إنه كتب حتى الآن أكثر من خمسين موعظة ويرجو من الله أن نفع بها ولو واحدا فلعله يحيا بسببه فيكون مقابلا لذنب القتل يوم القيامة
فيكون هذا بذلك ،ويالها من نية لو قبلها الله
أسال الله أن يحفظنا ويحفظهم ويحفظ التائبين بما يحفظ به عباده الصالحين