طلاب الاخوان المسلمين: "أخطأنا في حق ثورة 25 يناير" ويؤكدون "الثورة تنادي"
جاء في نص بيان طلاب الاخوان المسلمين عبر صفحتهم الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك:
في الذكرى الثالثة لثورة الخامس والعشرين من يناير ..
بيانٌ إلى طلاب مصر:
تأتي الذكرى الثالثة للحظة تاريخية من عمر هذا الوطن، الذي امتلأ شوقاً للحرية والكرامة، مُفعَمَةً برائحة دماء الشهداء الذين – للأسف - لم نقتص لهم حتى الآن !
تأتي مُحمّلةً بالأشواقِ للحظاتٍ من إنكار الذاتِ ومن التلاقِي علي أهدافٍ سَامية تسَعُنَا جميعاً، ويتوقُ لتحقيقها الجميع .. حملنا فيها همّاً واحداً، وحُلماً واحداً، وكان شِعارنا : "إيد واحدة".
ثلاث سنوات طويلة، كادت أن تضيعَ فيها أحلامنا ودماءُ شهدائنا لولا أن الله سلَّم ولازالت أمامنا فرصة .
إننا وبكلِّ شجاعة، وبِتَحلّينا بروحِ المسئوليةِ التاريخية، نعترفُ بأنّنا أخطأْنا في حق الثورة التي شاركنا فيها، وبذلنا فيها التضحيات البالغة، من دمائنا و أوقاتنا، وحميْناها بصدورِنا في أحْرَجِ اللحظات وأصْعَبِها كما شِهِدَ لنا الجميع بذلك.
ﺃﺧﻄﺄﻧﺎ ﺣﻴﻦ تصوّرْنا أنّ طريقاً واحداً سنستكملُ بهِ الثورة, دون غيره .. فأيّدْنا البدء في ﻋﺠَﻠﺔِ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭﺍﻹﺻﻼﺡ ﺃﻭﻻً ﻗﺒﻞ ﺗﻄﻬﻴﺮ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﻃﻨﻨﺎ, ﻣﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻮﻕ ﺫﻟﻚ ﻟﺴﻨﻮﺍﺕٍ ﻭﺳﻨﻮﺍﺕ ..
ﺃﺧﻄأﻨﺎ ﺣﻴﻦَ ﻭﻗَﻌﻨﺎ ﻓﻲ ﺷَﺮَﻙِ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ ﻭﻟﻢْ ﻧُﺤﺎﺳِﺐ ﻣﻦْ ﻛﺎﻥ ﻳَﻜﺬﺏ ﻭﻳَﻔْﺘﺮﻯ ﻭﻳُﺜﻴﺮ ﺍﻟﻔِﺘَﻦ ﻭﺍﻷﻗﺎﻭﻳﻞ, ﺗَﻔْﺘِﻴﺘﺎً ﻓﻰ ﻋَﻀُﺪِ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭ ﻭﻫﺒﺎً ﻟﺼُﻜﻮﻙِ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴّﺔ ﻟِﻤﻦْ ﺷَﺎﺀِ ﻭﻧﺰْﻋِﻬﺎ ﻋﻦْ ﻣﻦْ ﺷَﺎﺀ ..
ﺃﺧﻄﺄﻧﺎ ﺣﻴﻦ ﺑدأنا ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺑﻌﺪ ﻧﺼﻒ ﺛﻮﺭﺓ ﻟﻢ ﺗﻜﺘﻤﻞ , ﻓﺘُﺤﺎﺳِــﺐ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺳﺮﻕ ﻭﻧﻬﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻃﻦ , ﻭﻗﺘﻞ ﺃﺑﻨﺎءه ﺃﻭ ﺯﺝّ ﺑﻬﻢ ﻓﻰ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ .
ولكننا نُشْهِد الله، أنّنا ما اجتهدنا في ذلك كله إلا لمصلحة شعبنا حسْبَما تراءت لنا، ورغبة في تخفيف ضريبة الإصلاح والتغيير التي سيدفعها المجتمع قدر الإمكان؛ فلمّا تبيّن لنا أن الطريق هو التضحيات التى لابُدّ من دفعِها، كنّا أول الدافِعين, فمنّا الشهداءُ ومنّا الأسْرى ومنّا منْ ينتظر.
ولقد جاءتْ قرارات الثالث من يوليو لتستغل غضباً شعبياً، مبرراً في بعض جوانِبِهِ ومقبولاً من بعضِ أطرافِه، لتصنع انقلاباً عسكريّاً مُكتمل الأركان، يُجهضُ ما تَبقّى من ثورة يناير، ويَقطَع الطريق على أيّة خُطواتٍ جادّة للإصلاحْ، فانتفضَت الميادين المصرية رافِضةً للانقلاب العسْكريُّ الدمَويّ – ولازالت- ولمْ تبخلْ بآلافِ الشُّهداءِ والجرْحَى والمُعتَقلين.
يا كلّ الشّعب المِصريّ الحُر .. يا رُفَقَاءِ الثَّورة ﻭﻳﺎ ﺃﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﺃﻳّﺎً ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺸﺎﺭِﺑُﻬُﻢ ..
ﻫﺎﻛُﻢ ﺍﻵﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺗﻨﺎﺩﻱ ﺍﻟﺜﻮﺍﺭ، ﺃﻥ ﺳﻮّﻭﺍ ﺻُﻔﻮﻓﻜُﻢْ ﻭﺍﺳﺘَﻌﻴﺪﻭﺍ ﻭﻃَﻨَﻜُﻢ ﻣﻦْ ﻧِﻈﺎﻡٍ ﻟﻢْ ﻳِﺘَﺒﺪﻝْ ﻓﻴﻪِ ﻏَﻴﺮ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ .. ﻭﺑﻘﻰ ﻓﻴﻪ ﻛﻞّ ﻗَﻤْﻊٍ ﻭﺑﻄْﺶٍ ﻭﺳَﻠْﺐِ ﺣﺮﻳﺔ ..
ﻫﺎﻛُﻢ ﺍﻟﻤﻴﺎﺩﻳﻦ ﺗﺸﺘﺎﻕ ﻫﺘﺎﻓﻜﻢ ﺍﻟﻀﺎﺭﺏ ﻓﻲ ﻛﺒﺪ ﺍﻟﻈﻼﻡ .."إﻳﺪ ﻭﺍﺣﺪﺓ" !
ﻫﺎﻛُﻢ ﺍﻟﺬﻛﺮى ﺗُﺤﻴﻲ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻭﺗُﺬﻛّﺮﻛُﻢ ﺃﻥ ﻻ ﺗَﻨﺼَﺮِﻓﻮﺍ ﺣﺘى ﺗُﺤﻘﻘﻮﺍ ﺣُﻠْﻤَﻬُﻢ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﻃﻦ..
(ﻋﻴﺶ ، ﺣﺮﻳﺔ ، ﻋﺪﺍﻟﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ، ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺍﻧﺴﺎﻧﻴﺔ)..
لازالتْ أمامنا الفرصةَ كىْ نُعيد حسِاباتنا ، ونُعيد توحيد صفُوفِنا، لإنْهاء هذا الوضْعِ المأْساويّ الذي وصلت إليه بلادنا، ولاستكمالِ تطهير كافة المؤسسات (العسكرية والشرطية والقضائية والإعلامية)، وللقَصَاص لِشُهدَائِنا منذُ الخامس والعشرين من يناير وحتّى اليوم.
إنّ الاعتراف بالخطأ لا يَعني التنازل عن الحقوق، وإنّنا ماضون في طريقِ الثورة، لنْ تُرهِبَنَا آلة القمْع، ولنْ نَخضَع لإرادة القهْر، نستمدّ منَ اللهِ العوْن، ونَتعَلّم من دِمَاء الشُّهداء البذل والتّضحية، ونَسْتَلهِم من جِباهِ الأسرى والأسيرات المرفوعة, معاني العزّة والكرامة.
عاش الشعب المصري .. وعاش نضاله
وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
طلاب الإخوان المسلمين
٢١ يناير ٢٠١٤