.
.
الحوار مع النفس
يظنه الناس جنونا
عندما ترى رجلا يسير بالطريق
يكلم نفسه
نظنه مجنونا
ونطلق عليه ابشع الصفات
وما فعل المسكين شيئا
الا انه حدث نفسه
أى جرم ارتكبه
وهل الحديث بيننا ونفوسنا أمر شائن
الحديث الى النفس والحوار معها
تفريغ للهموم رجوع الى الحق
فعندما يتحدث الانسان لنفسه
يسمع اولا نفسه
ويظل يتحدث بصوت مسموع
ويقلب يديه
ويجادل نفسه
معركه فيها طرفان
صاحبها ونفسه
والحقيقه انهما شىء واحد
ولكننا من نفصله وقت الحاجه
ونجعله ندا او صاحبا نحدثه
واذا فرغ صاحبنا من حديث نفسه
هدأت شجونه
ثم تراه بعد ذلك متأملا مفكرا
والتأمل والفكر من صفات البشر
وهى نعمه
جلبت علينا جمال التصميمات الهندسيه
والرسم فى الهواء
وتشييد القصور على الارض الخاويه
حتى اننا نزرعها ونسقيها ونرى الورود تتمايل على الاغصان
وهذه النعمه من تجعلنا نحس بالجمال
ونعيش مع الموسيقى
وننهل من نبع الايمان
على اى دين كنا
فالايمان فيه نبع صاف
اخذ منه من سبقونا ورحلوا
ولم ينضب هذا النبع ابدا الا اذا شاء الرحمن
الحوار مع النفس
هى حياه متكامله
وتتوقف على من ينهى الحوار
اذا كان حديث النفس شائكا فصاحبه من باء بالخسران
اما اذا انتهى بالهدوء والفكر والتأمل كانت روعه الحياه .
...الحوار مع النفس
علم
وفن
نستحضر فيه الضمير الغائب
نحاسب انفسنا على افعالنا
يدفعنا شيىء فى داخلنا
لنعيد ونستعيد مواقفنا
ونرى فيه مواضع ضعفنا
فى هذا المكان
كنت ضعيف الاراده لم استطع الرد على رئيسى
وكسب جوله كنت فيها انا الخسران
كيف جبنت على الرد
واين ذهب صوتى وانا امامه متخاذلا
ماوضعنى فى هذا الموقف الا الاهمال
فيكون الحوار مع النفس قاسيا
ويشعر الانسان ان كرامته فى انهيار
كيف سيكون لقاؤه مع زوجته
وكان هو شمشون الجبار
يدوى صوته آمرا هادرا
فتستجيب الحوائط وتهتز الاركان
والطريق
يطول
ومازال الحوار مع النفس قائما
حتى تأتى الفكره
التى تنهى الحوار
وغالبا تأتى الفكره بعد تعب ونصب
وهذا من لطف الله الذى يسوق لنا الافكار
ولولا هذا اللطف وهذه الافكار
ماكان فى الدنيا عمار
وحوار مع النفس
كنت فيه ظالما
واصررت على موقفى
والمظلوم امامى
ارى دموعه
واسمع خفق قلبه
ولكنه الطغيان اسكرنى
فتماديت
وتماديت
فى الظلم والاذلال
اذا كنت طيبا
وفعلت هذا
مانمت
وماانتهى ليلك
وكانت ليلتك ليله ليلاء
لاقمر فيها
واختفت عن عيونك السماء
فانت ظالم
ولاتحب السماء ان تراها وجوه الظالمين
فتستغفر الله وتعود لرشدك
وتذهب للمظلوم
وان استطعت قبل يداه
وقل له سامحنى
فأنا لااريد عذاب الله
حوار مع النفس كنت فيه مخادعا
حوار مع النفس كنت فيه جامعا المال الحرام
حوار مع النفس كنت فيه مفتيا وانا اجهل الفتوى واوقعنى غرور الشيطان
حتى ابدو مثقفا عالما
حوار مع النفس كنت فيه مبتدعا لحرام
حوار مع النفس سهلت فيه لنفسى امورا لاتحل لى ابدا
وجلبت عليها المصائب والاسقام
حاورت نفسى كثيرا
وتعددت آثامى
وماسئمت من الحوار
لانه لو توقف حوار النفس تبلد الاحساس وغاب الفكر
ومن توقف حوار نفسه
خرج من دنيا الناس
وكان صوره باهته
ذهب منها جمال الروح وتسلط عليها الشيطان
وابعده كثيرا عن الطريق القويم
ولما
استحضرت نفسى وحاورتها
قالت
ابتعد عنى
وأعد نفسك اولا
لاسوأ حوار