الى كل قلب جريح آلمه الحب و أحرقته الدموع و أدمته الجراح ...
إلى كل من دفع مشاعره ثمنا لتجربة حب فاشلة بامتياز ...
إلى كل من اضطر ليقف في الظل و يكون شاهدا على عشق ليس له فيه نصيب ...
إلى كل من طال انتظاره لذلك الحب و هاجر عبر غربة أدمنهاعشقا إلى أن أدمن ألم الحرمان و سرق حبه أمام عينيه ...
إلى كل من صرف عمره في انتظار حب ضل عنه و ذهب إلى غيره ...
إلى كل من أحب و لم يجد لحبه ردا ...
أقدم رسالة النسيان :
عزيزتي ...
تخطفه يد القدر من يدك , و تباعد بينكما البحار , و أنت ممن لا يعرفون السباحة , الغرق مصيرك الوحيد .
تأتي و تحمل بين يديها ثلاثة , ترمي بشعرها الطويل على مذكراتك فتحرقها ولا يبقى لك إلا الرماد .
تتسلل إلى قلبك أصوات الضحكات و الهمسات و على أجفانك كابوسهما و تقفين في ظلهما فتاة صغيرة تبكي لأنها أضاعت قلمها الوردي الجميل .
تسقط أشعة الشمس على شعرها فيلمع , تسقط على عينيك قتحرقهما بالدموع , تحسين نفسك في عالم من الماورائيات و هناك من يتحكم بك عن بعد , الأزهار أمامك و لكن أشواكها جار حة و قدلا تحصلين إلا على الأشواك , عندما تنزف الدماء من أصابعك الصغيرة و تبلل خاتمك المهجور في ذلك القلب الجريح ستعرفين قيمة الصمت.
لا بأس بقليل من الصبر يا صغيرتي ومن قال أن الأشياء إذا انكسرت لا تعود , تعود كما كانت عندما يستطيع المرء أن ينسى الماضي و يراها بأعين جديدة , هل يمكن أن تتحول محاوير حياتنا إلى كلماترخيصة على الهامش ؟ربما و لكن الأمر يحتاج إلى القوة, و يكفيك قوة أنك لم ترمي أحدا بالأذية و تصرفت بما أملاه عليك الضمير .
و لكن هل من نهاية ؟ ليس هناك نهاية و لكن إياك من أن يودي بك الضياع إلى غياهب عالم غريب لاتعرفين عنه شيئا .
فلتدوسي على قلبك , و لتتمني لهما السعادة من كل قلبك , و لا تضمري لهما حيزا من الكره في قلبك , فقد لا يستحقان .
كل يوم يزيد الألم , كل يوم يكبر الجرح , وتفتحين عينيك كل يوم على حزن جديد و أنت لاتدركين ما حدث و ماقد يحدث , تتهدم الأحلام الصغيرة أمام عينيك و تطير الأحلام الكبيرة بعيدا حتى لا تتلوث بالغبار ,وتبقين دون أحلام ليس هناك إلا كابوس , كابوس يبدأبضحكة و كابوس ينتهي ببسمة و أنت لا تطيقن السكوت .
مخيلتك تقسو شيئا فشيئا و تتحول إلى عدسة كاميرا تلتقط صورة ما و تعود بها إليك , و كلما حاولت النسيان و ذهبت لتحرقي الصور القديمة عرفتي أنه لابد من تحطيم الذاكرة و تينين ذاكرة جديدة من أنقاض الذاكرة الأولى فتشبهها تماما و تراودك خواطر النسيان .
آن الأوان لتطلقي سراح نفسك , آن الأوان لتخرجي من ذلك السجن الذي صنعته لنفسك , لقد أحرقت القضبان يديك , لعل الحرية جميلة ,اخرجي فقد تنعمين بالقليل منها , لماذا تضعين لنفسك حدودا وهمية , و توقفين صورة الحياة عند أشخاص محددين , الحياة ستستمر ما دامت الشمس تشرق من جديد .