العائق الرابع من عوائق التوبة :
الإغترار بستر الله وتوالى نعمه
فإذا أذنب العبد الذنب وستره الله فيظن أن الستر إنما كان بحسن تخطيطه !
ولم يفكّر أن القضية ليست بحسن تخطيط وإنما القضية بستر الحليم عنه فهو يمهل ولا يهمل .
وعلاج ذلك :.
الخوف من العقوبة بهتك الستر المسبل عليك والعلم بإن الإمهال استدراج
قال صلى الله عليه وسلم (( إذا رأيت الله تعالى يعطى العبد من الدنيا ما يحب وهو مقيم على معاصيه فاعلم أنما ذلك منه _سبحانه_استدراج ))
قال تعالى ((فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ))
لله المثال الأعلى لكننا سنطرح هنا مثالا بموظف دخل فى مرة ووجد نقودا فى درج المكتب الخاص للمدير فأخذها ،فأخذ الشك المدير فيه فماذا فعل ؟؟
إنه فى مرة أخرى يضع نقودا فى نفس الدرج ويتغافل حتى يضع الموظف يده فى الدرج لأخذ النقود فعندها يمسكه ويقول إنما ما فصله من عمله فى المرة الأولى إلا لعدم التأكد
إن هذا مثال الإستدراج ولله المثل الأعلى
فتجد الشاب قد فعل كذا وكذا وستره الله ويطلب من الله الرزق فيعطيه
لكن إياااااااااااك أن تظن أن إجابة الله لدعائك كرامة !
فقط يعطى الله العبد ما يطلب وهو يكرهه ليكون فى هلاكه
أليس الله قد أجاب إبليس دعوته وهو أبغض خلقه إليه ؟!
عندما قال إبليس (( قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (36) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ))
فأنت تطلب الرزق والزوج الصالح ويعطيكِ الله وعندها تظنى أن الله يحبك!!
ألا ترى معاصيكِ ومخازيكِ؟!!
ألا تتدبرى قول الله (( أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ ))
فخافى الله قدر قربه منكِ وقدرته عليكِ ..
العائق الخامس من عوائق التوبة :
تعلّق الذنب بأحكام يخشى العاصى منها بعد التوبة :
والمقصود أن القلب قد يتعلّق بأحكام فقد يظن أنه لو تاب لن يقبله الله !!
ونسى المسكين
قول الله تعالى (( إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم ))
ولم يتدبر قول الله تعالى (( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ))
أقبلى ياأختى على التوبة ولا تقنطى فرحمة الله وسعت كل شيء ...
العائق السادس من عوائق التوبة :
الإبتلاءات التى تقع على التائب بعد التوبة :
قال تعالى (( أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ))
لابد هنا أن تعلمى أختاه أنه سيعاديكِ أهلكِ !
فمثلا إن لبستِ النقاب بعدما كنتِ بدون هذا الزى العفيف ... زى الحياء
ستسمعى منهم ما لا يسرك وقد تجدى عقبات كثيرة أمامك
فالشيطان لايريد بى وبكِ خيرا
فهو يريدنا معه فى جهنم وبئس المصير
فاثبتى
قال تعالى (( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ))
العائق السابع والأخير وانتبهى أختاه لهذا العائق
العصرة التى تصيب قلب التائب :
يقول ابن القيم رحمه الله فى كتابل طريق الهجرتين
(( ها هنا دقيقة قلّ من يتفطّن لها إلا فقيه فى هذا الشأن ، وهى أن كل تائب لابد له فى أول توبته من عصرة وضغطة فى قلبه من همّ أو غمّ ، من ضيق أو حزن ))
رحم الله ابن القيم ورضى عنه
يجب أن تشعرى بهذه العصرة عندما تتوبى كالخوف من أن تكونى قد ضللتِ الطريق وأنتِ لا تعرفى أوله ...
ويقول ابن القيم رحمه الله
(( ولو لم يكن إلا تأمله بفراق محبوبه))
فقد كانت الذنوب محبوبته ،أنيسته فى وحشته ،فعندما يتوب سوف يفقد هذا الأنيس ،سوف يفقد أشياء كان يحبها ،سيتألم لفراق عيوبه التى لازمتهزمنا
فيكمل رحمه الله قائلا
(( فينضغط قلبه وينعصر لذلك ويضيق صدره فأكثر الخلق يتوبون ثم ينكثون على أعقابهم ويعودوا إلى المعاصى لأجل هذه المحبة للمعاصى ، والعالم الموفق يعلم أن الفرحة والسرور واللذة الحاصلة عقيب التوبة تكون على قدر هذه العصرة أقوى وأشد كانت الفرحة واللذة أكمل وأتمّ))
إن هذه العصرة دليل على حياة قلبك وقوة إستعداده ولو كان قلبك ميتا واستعدادك ضعيفا لما انعصر
واعلمى أن الشيطان لص الإيمان واللص إنما يقصد المكان المعمور
لما قيل لابن عباس رضى الله عنه (( إن اليهود يقولون نحن لا نوسوس فى الصلاة ،قال سبحان الله كيف يوسوس الشيطان لشيطان !!))
فلو لم يكن فى القلب إيمان لعاد إلى المعاصى ولذلك ينبغى أن تعلمى أن ثباتك وعزمك سيوجب لكِ انشراحا وطمئنينة بإذن الله
فيقول ابن القيم
(( ولكن إذا صبر على هذه العصرة قليلا أفضت به إلى رياض الأنس وجنات الإنشراح وإن لم يصبر خسر الدنيا والآخرة ))
فاصبرى أختى فى الله على تلك العصرة ولا تهتمى بها وكونى على أمل أن نصر الله بعد ذلك فهذه العصرة لابد منها وهى علامة من علامات الصحة فليطمئن قلبك
فانطلقى إلى مرضات الله ... انطلقى ...
قمت بنقله بتصريف من كتاب ((كيف أتوب )) لفضيلة الشيخ المربّى محمد حسين يعقوب _حفظه الله _
نسأل الله سبحانه أن يرزقنا قبل الموت توبة وعند الموت شهادة وبعد الموت جنة ونعيما وملكا كبيرا ...
اللهم آمييييييين