وقفات مع صائم
شهر رمضان المبارك شهر القران وشهر الصيام والقيام،فعليك أن تستشعر هذه النعمة العظيمة،ليقربك إلى الله سبحانه
وتعالى،ولتعلم فضل الله عليك بأن مّن عليك أن تكون ممن أدركه هذا الشهر الكريم،واعلم أن هناك من حرم هذا الشهرمن إخوانك
من نزل بهم الموت قبل بلوغ هذا الشهر فاحمد الله على فضله وكرمه،قال صلى الله عليه وسلم(إذا دخل رمضان فتحت أبواب
الجنة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين)متفق عليه،
وفقك الله لكل خير فاتنتهز فرصة هذا الشهر العظيم بغفران الذنوب
وتكفير السيئات،والتقرب إلى الله عز وجل بقراءة القرآن،فهذا شهر القران فإياك أن تبخل على نفسك بالأجر،قال الله تعالى(شهر
رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)البقرة،كم هي فرصة أن تقلع عن الذنوب وتراجع
حساباتك في هذه المحطة الإيمانية لتتزود من أعمال الخير والتقى وتحاسب نفسك على الأيام الماضية فإن كنت مقصر فتب إلى ربك
فالباب ما زال مفتوحاً أمامك،وأن كنت ممن أنعم الله عليه بالصلاح والهدى فتزود من التقوى ولا تقف عند حد معين،قال الحسن
البصري رحمه الله(يا ابن ادم إنما أنت أيام فإذا ذهب يوم ذهب بعضك)نسمع من بعض الإخوة أن رمضان كريم،وهذا صحيح،فقد
يخطىء ويقول رمضان كريم ويعص الله ويقول رمضان كريم،ويستمع إلى الأغاني ويشاهد المحرمات بحجة أن رمضان
كريم،وهذا القول غير صحيح فرمضان كريم في فعل الطاعات من قراءة القرآن وصلاة التراويح والصيام والقيام وليس كريم في فعل
المعاصي، قال الله تعالى(يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)البقرة،عن أبي سعيد
الخدري قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله تعالى إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار
سبعين خريفاً)رواه البخاري،ومسلم والترمذي،وبعض النساء هداهن الله إذا دخل عليها شهر رمضان اجتهدت وأتعبت نفسها في
تقديم أنواع المأكولات والمشروبات فيضيع عليها الوقت الثمين في هذا الشهر الفضيل تقضي الساعات الطويلة في نهار رمضان في
المطبخ وفي الذهاب إلى الأسواق ليلا وينقضي رمضان وهي على هذه الحال والله المستعان،أختي الصائمة إياك أن تغبني في هذا
الشهر الكريم،إن حسن الخلق درجة عالية يبلغ بها المسلم قرب المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم،ولكن هناك من الناس
من يسوء خلقه في شهر رمضان،ولا يتحمل أي خطأ سواء في البيت أو الشارع،قال الله تعالى(وعباد الرحمن الذين يمشون على
الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما)الفرقان،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه
درجة الصائم القائم)رواه أبو داوود، وقال الحسن البصري رحمه الله(من ساء خلقه عذب نفسه )إن هذا الشهر الفضيل فرصة
عظيمة للمؤمنين ليتزودوا من فضائل الأعمال ،قال الرسول صلى الله عليه وسلم(من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من
ذنبه)متفق عليه،ومن القيام صلاة التراويح وهي سنة ثابتة فعليك أن تحافظ عليها مع الإمام حتى ينصرف ، قال الرسول صلى الله
عليه وسلم(إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حسبت له قيام ليلة)رواه أبو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجه،فعليك
استغلال الشهر العظيم ، فأيامك معدودة فالبدار البدار قبل حلول هادم اللذات ومفرق الجماعات،الوإن من مزايا شهر رمضان أن
فيه ليلة القدر التي قال الله تعالى فيها( إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة
والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام،هي حتى مطلع الفجر)أنها لكثرة بركتها تتنزل الملائكة والروح فيها وهذه الليلة سلام
من العقاب والعذاب،إذا قام العبد بما أمره ربه،وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحراها في العشر الأواخر وهي في أوتار العشر
أكد فاحرص على تحري هذه الليلة،جاء عن مسلم(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم،يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في
غيره)وكان صلى الله عليه وسلم يوقظ أهله ويجد ويشد المئزر،فاجتهد في زيادة العمل ولا تكن من الذين يجتهدون في أول
شهر رمضان ثم يتراجعون رويداً رويداً حتى إذا جاء آخر الشهر الذي فيه مضاعفة الأجر والثواب بدأ يتكاسل عن قراءة القرآن
وآداء صلاة التراويح والقيام،واقتد بالذي أمرك الله بالاقتداء به،قال الله تعالى(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا )الأحزاب،
أسأل الله عز وجل أن يتقبل صيامنا وقيامنا وأن يغفر لنا ذنوبنا ويفرج همومنا
اللهم آمين.