غداً وما أدراكِ ما الغد ..!!
موحش في طياته خوف الافتقاد ..
لحظات فقدت فيها لغتي ..
شعرت كل شيء هزمني لعجزي ، وخوفي ..
فراغ لا أقدر على النظر فيه ، وسبره ..
لم يكن لقاء ، ولا وداع ..
كان بكائكِ كطفلة لها إغراءها ..
أشعرني بأصابعكِ تتسلل إلى رأسي ..
تعبث بخلاياه .. تفقده الواقع ، والعقل ..
شعور جميل رغم التيهان ..
جعلني أرسمكِ ماشية على أقدامك في الدم ..
شبه عارية بين الأوردة ..
ما رأيته ، وما أهاب أن أراه كان ..
أطول لحظات مررت بها ..
أجدتِ فيها رغم السكون .. أخذ كلي ..
ولا أعرف ماذا أبقيتِ .. شيئا مني بل كلي هرع لكِ ..
وفي صوتكِ أشياء تخيفني ..
غموض له لذة منكسرة ..
لأول مرة أرى للصوت ، والكلمات لون ..
لها إحساس بمغادرة الروح عن جسدها ..
كأني في بداية شيء ينبئ بلا شيء ..
ربما الفقد ، وربما الخيبات المتراكمة الضاغطة كخبرة ..
لا أظن أننا التقينا .. فللدهشة من القدر ما غير الزمن ،
وكأنه حُلم .. لكني متأكد من إغراقكِ بحماقاتي ..
وتطرف مشاعري .. واستشعار بكائكِ أكثر من ابتساماتك ..
كثيرا كُنت خارج الجنون .. ذنبكِ أنتِ من تقبّـل ..
من أجاد السير على جراحي .. فسلختها ، وأنتِ تبنيتها ..
ركعتني مشاعري ، وصفعتني سطوة الواقع المانعة لي عنكِ ..
أأنتِ في سفر ..؟! فإلى متى ينتهي بكِ السفر ..؟!.
أصارع تفاهة العرف وحيداً ، وهواجسي تعاركني ..
في زمن ظننت بريق تقدمه أذاب أفكارا متحجرة ..
وأوجد أرضية تسمح للمنطق ، وقانون السماء يكون محكا ..
لكنه زمن الحماقات ، وتزوير المشاعر ، وسرقتها ..
لم أعد أرى فيه حقيقة ناصعة إلا أنتِ ..
وجودكِ بلور وجودي حتى حلَّ بي ..
لحظة كانت قبل حول .. باغتتني .. صعقتني ..
ولادة نفسية لوجود حقيقي .. عجبا ...!!.
لا طلق فيها ، ولا رضاعة ..
أوقفتني أتهادى ، والدنيا راقصة .. وما عداكِ هباء ..
أحس بدمعة خرساء تملأ مقلتي ، وستائر الظلماء تطوّقني ..
أسمع الصحراء تجرأ أين أنتِ ..؟!.
كيف أنتِ ..؟!.
……… سفركِ .. غيابكِ .. أوقف كل شيء ..
أشبه بسقوط بغداد ، والسقوط ، والبعد احتراق دون نار ..
جرح ينزف في الجوف …
وأي شيء يثير ، ويذكرني بكما ينكأ ما لم ينجرح ..
لا أنكر كم من الأوقات كسرني فيه النبض ، وهزني ..
وبأني قادر على تجاوز نرجسيتي ..
ولا أحد قادرا على أضعافها ..
أنتِ هشمتِ زواياها فانتثرت لتلج فيكِ ، وتزيد كبريائي ..
لا أخفيكِ كلما قلت هجرت الهوى .. أتتني راكضة دروبه تغتالني .
فكوني آمنة في سفركِ .. في بعدكِ ، وغيابكِ ..
فأنا ما زلت مشتعلا من نار خفقي لكِ ..
أشعُّ ضوء في داخلي حتى لو أشعلني لدرجة الاحتراق ..
مسافرة ولا أدري متى يستقر بكِ السفر ..
أعانك الله عليَّ .. صرت لا أرتاح حتى أقلقك بهمي ..
صرت لا أتحمل إلا حملكِ في داخلي ..
من مشاعري تحررت ، وأحلتها إليكِ .. نبضتكِ ، وكلفتكِ بالباقي ..
ضعي في حقائب سفرك …:
الاحتراق بين يديك لذة لا يضاهيها سوى الانغماس فيك حتى الشهقة ..