فات الاوان.لا ينفع الندم..
تقول صاحبة القصة
إلى كل زوجة نكدية ..أو غير نكدية ..إلى كل زوجة مقصرة في حقوق زوجها والى كل زوجة مؤمنة اهدي هذه القصة التي صاحبتها محدثتكم فافتحي لها قلبك قبل عينيك وارعيها سمعك علك تخرجين منها بعظة وعبرة تفيدك ........
كمعظم فتيات هذه الأيام ..عشت حياة مترفة ..دلال وبذخ ...دون أدنى إحساس بالمسؤولية ...ودون اعتبار لأي أحد ..المهم لدي المال والمظهر وغرني جمالي وعلمي ...
وذات يوم طرق بابنا أحدهم ..انه أحد أقاربنا الأباعد قد تقدم لخطبتي لقد كان شابا جامعيا ذو دين أخلاق عالية وثقافة واسعة ..لكن إمكاناته المادية كانت ضعيفة ..وقد كان هذا سبب اعتراضي ..ألح علي أهلي أجبروني عليه لانه إنسان عظيم في نظرهم ....فأبغضته وعاديته ..وحقدت عليه ...لضعف إيماني طبعا
وتم الزواج وبدا مشوار النكد والهم والغم والشقاء في حياته منذ أول يوم وضعت قدمي في بيته...لقد حولت حياته إلى جحيم لا يطاق وتفننت في إيذاءه وتنغيص عيشته ..لا لشيء سوى لارضي غروري الكاذب...
مع انه كان يحبني حبا عظيما ويحترمني ...ويحترم أهلي الذين وقفوا بجواره وساعدوه...
وآه مني فأنا فعلا لا استحق كل هذه المشاعر الراقية وهذا الأسلوب المهذب
فقد ركبت رأسي وازداد صلفي وعنادي...
سودت أيامه...قصرت في حقوقه ..ولم يزده ذلك إلا صبرا أملا في إصلاحي ..وخوفا علي من السنة الناس ...وكان دائما يناصحني ويدعو لي
وقد كان هذا ديدنه مع كل من يعرفه ...إلا أنا ..فقد حرمت نفسي من هذه المشاعر ..
كنت اضعف أمامه أحيانا ...ويغلبني بنبله وذوقه ...أحيانا اشعر برغبة شديدة في أن أتقرب منه واعدل وضعي معه ...
ولكن هذا كان لا يدوم طويلا ..فطبع العناد والكبرياء الزائف حرمني من الاستمتاع بذلك المورد العذب ...
ماذا تقولون في هذا الكبرياء الكاذب والكرامة الممقوتة التي دفعتني لان اعصي ربي واعصي زوجي ....انه ضعف الإيمان بلا شك...لقد كنت انظر في عينيه نظرة حنان وشفقة علي مما أنا فيه ...لم يترك وسيلة ممكنة إلا وجربها ...
ولا أخفيكم لقد احببته لكني لم اعبر عن شيء من ذلك لاني لا أريد أن أغير موقفي أمامه ...وزادني حبه واحترامه ..كبرا وغرورا ...
لقد غرتني الأيام
أمنت صروف الدهر
ولم اعلم ماذا تخبئ لي الليالي
وغرتني حياة زائفة كان شغلي الشاغل فيها المال والمظاهر والموضة....
والتي كسرت ظهر زوجي المسكين لاجلها ..
وبعد مرور عام على زواجنا ..حدثت القاصمة ..
حدث امر زلزلني وهد كياني .ووقع علي وقع الصاعقة ..فدمرني واحرق قلبي ...
****.....لقد رحل زوجي .......***
نعم رحل وترك وراءه بقايا انسانة هدها الندم والحسرة ...
رحل وترك لي الألم والمرارة ....رحل عن هذه الدنيا وارتاح منها ومني
رحل وأنا له عاصية ولحقوقه مضيعة ومفرطة .......
بكيت وبكيت ..أياما وليالي وكاد الحزن يقطع نياط قلبي ويفت كبدي .. حتى أبكيت كل من رآني ...وفد علتهم
لقد رسمت الدموع أخاديد في وجهي ...
وعلاه شحوب الندم وبهتان الأسى ...
لقد استيقظت الفطرة السوية في نفسي ..والتي لطالما حاول إيقاظها ..دون جدوى ...
أنا فعلا نادمة على كل ما اقترفته وكل ما عملته ...
أعلنها توبة نصوحا ....لقد عدت إلى ربي ...
آ÷ كم افتقدك يا زوجي الحبيب
افتقد ابتسامتك الهادئة وكلامك اللطيف الذي لطالما سحرتني به رغم قسوتي
افتقد نصائحك الثمينة وكلماتك الرقيقة ...
افتقد صوتك العذب الذي كان يصدح بالقران في أنحاء منزلنا الصغير
افتقد قيامك الطويل في جنح الليل
افتقد يدك الحانية توقظني لصلاة الفجر ...
افتقد كل لحطة عشتها معك ...لقد رحلت أخذت معك كل المعاني الجميلة في حياتي ......وامنيتي أن تعود لي ولو دقيقة ...لاقول لك :
******أنا آسفة ..سامحني أرجوك ..أنا احبك .******
ولن أعود لإيذائك ..لقد تبت والتزمت ..وعدت لربي ....فهلا عدت لتراني ..
هيهات ..هيهات ..لقد فات الأوان وتبدلت الأحوال ..ولا ادري ماذا تخبئ لي الأقدار ..لكني أسال الله أن يجمعني به في جنة عرضها السماوات والأرض
وحق على كل من يقرا قصتي أن يدعو لي بان يجمعني الله به قريبا ...في دار لا نكد فيها ولا نصب..
هيا أسرعن ا يا أخواتي المؤمنات ..فما زال أمامكن متسع للتغيير والإصلاح
والتراجع ......قبل النـدم
ارجو ان يعجبكم الموضوع