عندما أتاني سؤالك "كيف حالك؟” وددت لو أستطع أن أجيبك: لو تعلم كم أتألم بسببك, مخنوقة حد الوجع.
دفنت الكلمات في حنجرتي وقتها و غصت عيناي بالدموع …
تذكرت أنك يوما ما أشعلت نارا داخلي….جعلتني آلهة …كنت عشتارك…فجأة صحوت من حلم و إذ بكل هذا كان مجرد رؤيا…هلوسات لا وجود لها…اكتشفت حينها أنني لم أكن عشتارك ولا حتى مومسك…كنت فقط رقما …مجرد نصر جديد تعبئ به جعبتك المتخمة بكافة ألوان النساء وعطورهن التي طغت على رائحتك الذكورية…..لا أعلم هل دور كازانوفا يستهويك؟ ولكن لا بأس كان يمكنك الإبقاء على أدنى حد من انسانيتي و الاستمرار في لعبة الحب وقتا أطول….ثم اختراع صحراء كاملة تدفن بها أكاذيبك.
أخطأت سيدي حين ظننت أني ككل النساء.. لم تبدأ العاصفة بعد …أنا لست أي أنثى …أنا ..كل النساء..في روح أنثى….كنت صديقة حين طلبت..و عشيقة حين احتجت…و رجلا حين أردت.. و طفلة حتى تدللني و تفتخر…وأرضا لتحس بثبات خطوتك…و سماء تحميك من ضربات شمس الواقع..
ألم في رأسي يدمرني……
لا أستطيع أن أكرهك ولم أعد أستطع الاستمرار في حبك….
البارحة فقط تبعثرت الذاكرة من حولي, و أحسست وقتها فقط بأي فوضى أحاسيس وضعتني….. تذكرت جنونك, كلماتك, شغفك, شوقك, بريق عينيك, لمسة يدك المسترقة خلسة لكي تشعر بي و فقط…
فجأة …تشوشت الصورة و حل محلها إهمالك, سخطك على كل حرف أتفوه به, تذمرك المستمر من تصرفاتي… نزقك, تجاه خوفي عليك…انزعاجك من حنيني و اشتياقي..
أما عدت تشتاق يدي؟ واستراق قبلة مواربة في جنح الليل.
أما عدت تستثار لعطري؟ وتتوق لعيني ؟ أصبحت أسيرة الهاتف… أنتظر أتصالك منذ بدء نهاري حتى أفوله…لكنه لا يرن…وحين أبادر بطلبك تتذمر بحجة انشغالك و أن اتصالي سوف يعطل عمل نصف الكرة الأرضية……..بدأ ألم رأسي ينتشر أكثر…بدأ يضرب عيناي و رقبتي… ذات الأجزاء التي أحببت يوما ما, اليوم ستتحول إلى رفاة أنثى.. مجرد ماض..
أعلم أنك بدأت البحث عن رقم جديد يضاف إلى سجل مقتنياتك…النسائية..(إذا ما كنت فعلا قد وجدتها…) وحلت مكاني كما ستفعل غيرها بعدها….أتضور اختناقا كلما تذكرت أني أحبك حقا…هي ليست دعابة….
البارحة زارني صديق.. كان يسرد لي قصصه.. و أنا شاردة …..
كم كنت أتمنى أن تكون مكانه… اشتقت لقصصك… هذياناتك…حركاتك…كل شيء فيك, اشتقتك تحتضنني كما احتضان طفل رضيع……
أكثر ما يجرحني أنك اعترفت لي يوما أني افضل من قرأك دون منازع… وفجأة…تصعقني بقولك "أستغرابك عدم فهمي لما تريد وأنني أصبحت مخلوقا غبيا…”
كان يمكنك القول "لم أحب يوما و لن أحب…و أرجوك أن تخلي المقعد لعابرة جديدة”
وصل الألم الآن إلى قلبي………..
بدأت دقاته بالانخفاض…أصبحت بلا تواتر… اختلط حبري ببضع قطرات من دموع ..بمشاعر مختلطة بين الحب والصدمة…بين الحنين و محاولة الاقتناع أنك لم تعد موجودا…
بعد برهة لن أعود قادرة على كتابة حرف واحد…..لأن الخدر بدأ يصل إلى أذرعي… نسيت أن أخبرك … لقد تعاطيت كل حبوب الخدر حولي….
قررت إعطاء مشاعري قيلولة أبدية…لا تستيقظ بعدها…. و ذلك فقط لكي اخذ معي كلمة (أحبك) إلى العالم الآخر قبل أن تقول لي: "من أنت..؟ قد نسيتك…”