تقول القصة
تبادلنا يوماً ما تلك النظرات
ثم تبادلنا يوماً ما ..... إبتسامه
حينها حلّ رحيلاً دام طويلاً
رحيلاً لم أتركه ينسيني من أكون
رحيلاً بحثت خلاله عنها أو حتى أخبارها
رحيلاً تمنّينا ألا يكون .... لكن الله أراد له ذلك
كان لي في تلك الفترة مراسلون
وكانوا يجودون علي بأخبار توحي بأن كل شئ تغيّر
إلا قـلـــبـي ... فلم يزل على حاله
كتبت لي يوماً رسالة :
مالذي فعلته بي ؟!!!
لم تكن سوى تلك الحروف في رسالتها
لكنها هزّت فيني جبلاً وقلباً مازال يحبها....
جعلتني أتنقل بين أرضي ومكانها
حتى جاء ذلك اليوم ... وعرفت أين تسكن
رحلت إلى حيث تكون ... وبعد مراقبة طويله
شاهدتها تخرج مع أهلها من البيت
أسرعت للحاق بها...
وظللت أتابع سيارة أهلها ...
كان السائق متهوراً ...
يسوق العربة بسرعة لم أتمكن من اللحاق بهم
وتكررت المحاولات وأدرك السائق بأن خلفه من يراقبه
فأبلغ أهلها بذلك ... حينها توقفوا ...
فعدت أدراجي قبل أن تدرك هي بأن هذا المزعج هو ... أنا
سافرت لمدينتي محطّماً
وكلما هزّني الشوق إليها
كرّرت الرحيل ... لتتابع خطوات الفشل
فأعود لمدينتي ... وتمرّ الأيام
وينقطع المراسلون
وسعيت بعد ذلك إلى إخماد بركان الذكرى حتى لا يقتلني
وتمّر سنوات على ذلك ... فأعيد الكرّه لكن لا يخرج أحد
وفي ذلك اليوم وجدت عقوداً من الإنارة على منزلها
وكان ذلك يوحي بزواجها
إعتبرت نفسي من أبناء الحارة وسألت من يكون ؟
قالوا إنه ذلك التاجر الكبير
جمعت عنه ما أستطيع من معلومات
وبقدر ما أغضبني من يكون بقدر ما سرّني ذلك لها
كانت فتاتي تمتلك منه كل شئ ...... إلا
مشاعره ...
كان بينهما عشرون سنه
وكان يبحث عن جمالها ...
وحين يقدُم إليها ... كان نوعاً ما يلاطفها بقوله :
هل أنتِ مرتاحة في البيت وما الذي ينقصك ؟
كانت تخاف أن تقول له ....... مشاعرك ؟
هي ترغب أن يتغزل بها بعيداً عن ذلك المكان
هي ترغب أن يعاملها كروح أنثى وليس جسدها
ظلّت أخبارها تأتيني بأنها لا تزال ....
ذات ملامح صامته وهادئه
بالرغم من أن خلف ذلك الهدوء
بركان من مشاعر كامنه
لا تريد أن يفجّرها غير زوجها
لكن ذلك الزوج ... ظلّ يتابع بشغف أرباح تجارته
طال هذا الصمت ... دون أن يعيره أحداً أي إهتمام
حينها قررت ... قراراً جريئاً لا أعلم نتائجه حتى الآن
قررت أن أرحل عنها
بالرغم من حاجتها لشخص مثلي يعرف ثورة مشاعرها
قررت ذلك خوفاً عليها
فهو أسلم الأمرّين لها
إنها سنوات مضت وهي لا تعلم ماذا يدور حولها
فلم يكن هناك أحد يعلم بسرّي ... سوى صديقي ...