في وقت غير مناسب ...
جاءني ذلك الإتصال ...
لم أكن أرغب بالرد ...
حتى أعاد المتصل ما قام به مجدداً ...
قلت :نعم ....
فأجابني صوت ناعم لم تتعود أذني سماع مثله من قبل .... : أهلاً فلان .....
تلعثمت في البداية ثم قلت : أهلاً سيدتي من أنت؟ ! ...
قالت أنا صديقة فلان ..
قلت ومن فلان فأخبرتني من يكون ..
جعلتني أعيد فتح ملفات الذكريات حتى وجدت صديقنا في أحد الصفحات
وقد توقفت عند ذلك الماضي وذكرياته ....
قلت لها : وماذا تريدين مني ياسيدتي ؟!
قالت : أن تبحث لي عنه ...
قلت لها أتعتقدين بعد تلك السنين إمكانية أن أجده ...
قالت أرجووووك حاول ....
صديقي هذا كانت تربطني به صداقة جميله لكن الزمن والمكان قد تغيرا ...
ورحل هو بعيداً عني وعن رسائلي المتكررة له في كل عيد ...
أحسست أنه لو عاد لتناسينا ما أصابنا من فراق .....
أغلقت سماعة الهاتف واستنفرت جميع طاقاتي حتى وجدت رقمه ...
فرحت كثيراً بسماع صوته ....
إلا أن ذلك الصوت قد إختفت منه نبرات مشاعر الود السابقة ....
سألني أسئله وكأنه يريد معرفة ما جعلني أبحث عنه ....
ولم يسألني عن أخباري أو عن أي شئ عني ....
وعندما صارحته بما حدث ... سكت طويلاً
ثم قال : كل شئ في هذه الدنيا تغّير ...
وأرجوك لا تحاول الإتصال بي مرة أخرى ...
وأغلق السماعه .....
هنا ثارت ثائرة مشاعري
وتكاثرت برأسي الأفكار والأحداث المشتته
وأصبحت تلك اللحظات الجميلة بيننا شاحبة ....
تألمت كثيراً لموقفه
ومضت الأيام
وكنت أتمنى ألا تتصل حتى أجمع لها رداً يليق بسمعة صديقي ...
وأيضاً علاقته بها ....
ولكن هذه الأمنيه طالت
وتأخرت الفتاة في الإتصال ...
ومضت أيام كثيره لم تتصل بي ....
وفي ذلك اليوم وفي وقت أيضاً غير مناسب
جاءني ذلك الإتصال وأنا في غاية الشوق ألا يأتي ....
قالت : مساء الخير ....
سكتت طويلاً وكأنني لا أريد أن تكون هي ...
كررت : ألو .. ألو ...
عجزت أن أجيبها
فقد تراكمت على شفتاي كلمات ترفض أن تتجاوز فمي ....
فأغلقت هي الخط
ولم تعاود الإتصال لدقائق ...
أحسست بعدها أنني كنت قاسياً في عدم الرد عليها ....
فبادرت بالإتصال عليها ....
فرحت هي كثيراً بهذا الإتصال
وكأن المتصل هو من تبحث عن رقمه ...
بادرتني بقولها ...
أنا متأكدة لما ذكره عنك صديقك ...
أنك ستبذل جهدك في البحث عن الرقم ...
وقبل أن أبلغها بشئ
لاحظت أن هناك أسئلة تتراكض في ذهني لطرحها عليها ...
( كيف حصلتي على رقمي)
(كيف إحتفظتي به كل هذه الفتره )
(لماذا بعد كل تلك الفترة تودين محادثته)
لكنني خشيت أن يعتبر ذلك إستغلالاً للحدث
أو يفهم منه رغبة مني في إطالة الحوار بيننا
أعادت سؤالها المتوقع : هل وجدته ....
قلت نعم يا سيدتي
لكنني لن أستطيع أن أعطيك إياه
لرغبته في إنهاء كل شئ ...
حتى أنا .... قال لي أرجو ألا تتصل بي مرة أخرى ...
ثم أغلق السماعه ولم يبد أي سبب لذلك ....
قالت لي : أعطني الرقم وسأتفاهم معه بطريقتي ....
قلت لها : سيدتي لا أستطيع ذلك إحتراماً لرغبته ...
قالت : هل تستطعم أذيتي بذلك ...
قلت : لا والله يا سيدتي ...
ولن أتحدث عما أحدثه إتصالك بي ....
قالت وهي تضحك : هل يحدث إتصالي كل هذا الضجيج ...
وقبل أن أجيبها عن أي نوع من الضجيج أحدثته في فكري ....
فجأه
ينقطع الخط ...
ويرحل معها كل شئ إلا ........ تفكيري ...
وطالت مدة الرحيل ....
وتراكمت تساؤلات كثيره في ذلك التفكير
مالذي منع ذلك الصديق من عودة علاقتنا ....
كيف وصلت إلى رقمي والإتصال بي بعد كل تلك الفتره .....
مالذي أصابني
كيف بعثرت في ذاكرتي تلك اللوحات الجميله
التي رسمتها مع صديقي
كيف إستطاعت أن تنسيني حاضري وحياتي وإبتسامتي
صديقي ... لقد جرحتني مرتان ...
برحيلك ..... وإنهاء محادثة كنت أتمنى أجد فيها رائحة ماضينا الجميل
كنت أتمنى ألا تقتل ذلك الماضي الذي عاش بداخلي طويلاً
ليتها لم تتصل
ليتني حين إجتهد وبحثت كثيراً عن رقمك لم أجده
أنا أعلم أن كل شئ في هذه الدنيا تغيّر
إلا أنني بقيت .... أنتظر ذلك الماضي يعود كما كان جميلاً
ماضي تختلط فيه ضحكاتنا بسلوكنا المنتعش
نتراقص على أي لحن
نمازح كل شئ
ونرحل لكل مكان
وحينما نعود .... نغني بصوت مرتفع ...
وكأننا نخبر مغني الشريط ... بأن أغانيه تستحق هذا الحماس
ولا نكتفي بذلك ....
بل نجبر من حولنا على الإبتسامه من سلوكنا البرئ
أيها الماضي
ليتك ... حينما عدت
لم تكن لنا ....... ( جِــــــــرَاح )