رسالة من امرأة
أرجوكم أيها الرجِال .. أرجوكم أيتها النساء
أقرءوا رسالتي هذه وحاسبوني في الختام إذا كان هناك تقصير مني في الكلام
نحن يامعشر النساء نعترف أن الله سبحانه وتعالى قد خلقنا ضعفاء أمام الرِجال الذين هم قوامون على النساء ولكننا أقوياء في الصبر والعون للرجل ويكفي أن الكثير من الرِجال العقلاء يعترفون بأن ( وراء كل رجل عظيم امرأة ) ومع ذلك فنحن نعاني من بعض ضعفاء القلوب والضمير من بعض الرِجال الذين يتعمدوا إسقاط المرأة من مكانتها رغم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أوصى جميع الرِجال بالنساء حيث قال: (( استوصوا بالنساء خيراً ، فإنهن خلقن من ضلع أعوج ، فإن أنت ذهبت لتقيمها كسرتها ، وكسرها طلاقها ، فاستوصوا بالنساء خيراً )) ومازال عليه الصلاة والسلام يوصي على النساء حتى لحظة وفاته ، وللأسف الكثير من الناس يتجاهلون معنى هذا الحديث وخاصة النساء اللواتي ينظرن لهذا الحديث بأنه يقلل ويهدم من مكانتهن ويلقي دورهن في الحياة ، ولو تأملنا هذا الحديث جيداً للاحظ الجميع بأنه بدأ وانتهى ( بالوصية ) وهذا دليل حرصه عليه الصلاة والسلام واهتمامه بالمرأة ، فالمقصود من ( الضلع الأعوج ) أي الضلع الذي يحمي القلب ، وبالتأكيد سوف يكون شكله ( ضلع أعوج ) فلا يوجد ضلع مستقيم في جسم الإنسان ، وهو الضلع الذي خلقت منه أمنا حواء من أحد أضلاع أبينا آدم وهو نائم وهذا دليل أن المرأة ( سكن وراحة للرجل ) فلم تُخلق أمنا حواء من قدم أو يد أو أي جزء من جسم آدم فاختار الله سبحانه الضلع الذي يحمي القلب ، ومع ذلك فإننا نشاهد البعض من الرجال من يستغل هذا الحديث الشريف ويردده ويفسره بطريقته وحسب تفكيره حتى يطيح من مكانة المرأة بتكرار كلمة ( المرأة مخلوقة من ضلع أعوج ) أو ( المرأة عوجاء ) أو ( المرأة ناقصة عقل ودين ) وغير ذلك من بعض الألفاظ السلبية والتي الهدف منها تحطيم المرأة بشكل عام ، فهناك من النساء من يسطر لهن التاريخ أروع معاني الكلمات منذ بداية الإسلام وحتى يومنا هذا فيُضرب فيهن المثل والإقتداء بهن ويعادلن ألف رجل لدرجة أن هناك البعض من الرجال الذين لم يصلوا إلى ربع ماوصلن إليه هؤلاء النساء ، وللأسف هناك من الرجال وحتى الكثير من النساء الذين لم يتفهموا المعنى من هذا الحديث ، فيجب علينا أن نحترم المرأة المسلمة ، فقد كرمها الإسلام ، ورفع من قدرها ومكانتها ، فهي مرآة الرجل التي يشاهد منها نفسه ، وهي الأم القلب الكبير الحنون ، وهي الزوجة مفتاح النجاح ، وهي البنت نور المستقبل ، وهي الأخت منبع السعادة ، فالحياة لا شيء دون المرأة ، فعندما تغيب عن المنزل يبقى صداها وتغيب عن الزوج فاعليته ويضيع أمام هذا الاختبار السهل الصعب وهي الأقرب لحنين الأبناء والأكثر عاطفة وإحساس لهم ، ويجب أن نعترف بأن المرأة هي سر النجاح للرجل بعد توفيق الله سبحانه ، ويجب أن تمنح شهادة التفوق العليا ويجب أن يعترف كل رجل بأنه لا يكتمل نجاحه دون وجود المرأة في حياته وكلاهما يكملان لبعض ، فإذا كانت المرأة قد خلقت من ضلع أعوج فهناك البعض من الرجال أعوج في العقل ، والفكر ، والأخلاق ، فلا نظلم المرأة ، ولا نحملها فوق طاقتها طالما أن الاعوجاج متوفر وموجود في عقول بعض الرجال (( فاستوصوا بالنساء خيراً )) فعلى الرجل أن يرفع من مقام المرأة طالما أنه بحاجة إليها في كل مكان وفي كل زمان ، إذاً فلنعطي للمرأة حقوقها في المجتمع وأن نحترم عطاءها وقدراتها فالرجل بحاجة إلى عاطفتها ورقة مشاعرها فهي البحار التي تسير عليها سفينته ليصل إلى شواطئ الأمان والاطمئنان ، فالحياة لا شيء بدون المرأة والرجل جزء من هذه الحياة وهذه حقيقة يجب على جميع الرِجال الاعتراف بها وبمكانتها وتأثيرها في حياتهم بكل قناعة ويجب أن تعطى شهادة التفوق العالية ويجب أن يعترف كل الرِجال بأنهم لا شي بدون المرأة ، وعلى المرأة ألا تطيح من مكانتها التي رفع من قدرها الإسلام ولا تخضع ولا تستلم لمخططات الغرب الذين يحاولون إسقاط من كرامة المرأة المسلمة وخروجها من عفتها ويكفي مانشاهده اليوم في القنوات الفضائية والإعلانات التجارية والتي أصبحت المرأة سلعة سهلة لضعفاء الضمائر والقلوب لترويج بضائعهم ، فالمرأة جمالها في الحفاظ على دينها والتمسك بأخلاقها ، هذه رسالتي التي أرجو أن تصل للرِجال قبل النساء حتى يعترف الجميع بأحقية المرأة وبمكانتها في المجتمع فالله سبحانه لم يخلقها من عبث ، فكما للرجِال مكانتهم كذلك للمرأة مكانتها ولكن بالحدود الشرعية دون أن تبالغ في المشاعر والعطاء حتى لا تخرج من عفتها فتعيش حياة الفشل والندم (( فاستوصوا بالنساء خيراً )) فهل قرأتم رسالتي ؟ .
مم راق لى