أوجد القائمون على التعليم في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية حلولا مبتكرة في ريف إدلب لتمكين الطلاب من التعليم الذي حرم منه أغلبهم جراء الصراع الدائر في البلاد.
وأنشأت مجموعة من المدرسين مدرسة في أحد الأقبية، لتضم بين جدرانها قرابة 200 طالب وطالبة على الرغم من عدم صلاحيتها لأداء العملية التربوية.
ومنذ اندلاع العنف في سوريا، تعرضت أكثر من 3000 مدرسة للدمار الكلي أو الجزئي بمعدل مدرسة من كل 5 مدارس في البلاد، كما انقطع نحو 3 ملايين طفل سوري عن التعليم نتيجة الظروف الصعبة التي فرضها الصراع، بحسب تقرير لمنظمة "أنقذوا الأطفال" الدولية.
وكانت المنظمة قد ذكرت في تقريرها أيضا أن التسجيل في المدارس انخفض إلى النصف منذ بدء الأزمة، وأن سوريا تسجل حاليا ثاني أسوأ معدل للانتظام في المدارس على مستوى العالم.
وتقول رندة التي تتولى إدارة المدرسة: "نحن حاليا موجودون في أحد الأقبية التي اضطررنا لإنشاء مدرسة بداخلها". وتضيف: "القبو غير صالح لأن يكون مدرسة لأسباب كثيرة، منها الرطوبة العالية والبرد الشديد، خاصة أننا في فصل الشتاء، والطلاب يعانون كثيرا من البرد.
وتبدو المياه متراكمة في أرضية القبو، كما أن الكادر عبارة عن متطوعين. وتتابع رندة: "لقد قمنا بإنشاء هذه المدرسة لاستمرار الرسالة التعليمية، وسنبقى مستمرين من أجل أطفالنا ومن أجل الجيل القادم".
وتشير رندة إلى أنهم اضطروا نتيجة الضوضاء العالية إلى تقسيم القبو إلى عدد من الصفوف، على الرغم من افتقاره للتهوية والإنارة ووسائل التدفئة والنوافذ والأبواب، حيث تمت الاستعاضة عنها بأكياس من النايلون لعلها تدفع البرد القارس.
وتقول المدرسة سوسن: "نعاني هنا من البرد، المدرسة هنا غير مؤهلة لأن تكون بناء لمدرسة، حاولنا تقطيع القبو بشكل بسيط، الصفوف جميعها مفتوحة على بعضها بعضا ولا توجد نوافذ".
وتضيف: "نحن كمدرسين لا نتقاضى رواتب، والطلاب هنا أغلبهم من النازحين، حيث من الصعب تأمين مستلزمات الأطفال من أقلام ودفاتر".
أما الطفل عبدالرحمن فيتلقى دروسا في القبو هربا من قصف النظام، ويقول: "نحنا عاملو مدرسة في القبو خايفين إنو النظام يقصفنا مثل السنة الماضية، إلي قصف فيها مدرستنا، وفي برد كتير هون".
وعلى الرغم من الظروف القاسية التي تفوق أي احتمال، فإن الثورة السورية أنتجت فنونا عديدة للحياة انبثقت عنها حلول وإن كانت ليست جذريةً إلا أنها تحاول أن تخفف قدر المستطاع من الحرمان الذي يتعرض له ملايين الأطفال داخل سوريا وخارجها، سواء على مستوى التعليم أو أشياء عديدة أفقدهم الصراع إياها.