: نفذ المغرب تهديده بعدم المشاركة في المسيرة العالمية التضامنية في باريس في حال "رفعت صور مسيئة" للنبي، وذلك في إشارة إلى رفع بعض المتظاهرين لرسوم فناني أسبوعية شارلي إيبدو في المظاهرة. أعلنت السفارة المغربية في باريس في بيان الأحد (11 يناير 2015) أن وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار لم يشارك في المظاهرة الضخمة التي جرت في باريس تنديدا بالإرهاب "بسبب رفع رسوم مسيئة" للنبي محمد خلال هذه المظاهرة. وجاء في البيان أن "الوفد المغربي قدم في الاليزيه تعازي مملكة المغرب الحارة الأحد إلا انه لم يشارك في المسيرة في باريس بسبب رفع رسوم مسيئة للنبي" محمد.
وكانت السلطات المغربية حذرت السبت من أنها لن تشارك في المسيرة في حال رفع رسوم كاريكاتورية "مسيئة للرسول". وكانت صحيفة شارلي ايبدو التي استهدفت بالهجوم الدموي الأربعاء الذي أوقع 12 قتيلا نشرت عدة مرات رسوما كاريكاتورية للنبي محمد منذ العام 2006. وقال مصدر دبلوماسي مغربي لوكالة فرانس برس إن "الوزير كان في قصر الاليزيه وينوي المشاركة في المسيرة" قبل أن يعدل عن ذلك.
وقد استقبل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس نظيره المغربي صباح الأحد وعقدا لقاء ثنائيا كما أفادت مصادر فرنسية ومغربية لكن بدون إعطاء تفاصيل عن هذا اللقاء الذي "ركز على تبعات الاعتداءات في فرنسا والتعاون الثنائي" كما أفادت الخارجية الفرنسية.
وتشهد باريس والرباط أزمة دبلوماسية عميقة منذ حوالي سنة. وتعود جذور الأزمة إلى 20 فبراير الماضي، حينما حاولت الشرطة الفرنسية استدعاء مدير المخابرات المغربية الداخلية من مقر إقامة السفير المغربي في باريس، خلال زيارة رسمية برفقة وزير الداخلية، للإدلاء بإفادته أمام القضاء حول شكوى تتهمه بالتعذيب. وأثار هذا الأمر حفيظة السلطات المغربية التي قامت ردا على ذلك بتعليق التعاون القضائي، داعية إلى مراجعة شاملة لكل الاتفاقيات القضائية.
يشار إلى أن عدة دول عربية وإسلامية شاركت على مستوى عال في المظاهرة الباريسية كالأردن وتونس وفلسطين وتركيا ودولة الإمارات وغيرها.