قصة ذات عبرة .. تأملوها !!
قصة من مذكرات السلطان مراد الرابع
يقول أنه حصل له في هذه الليلة ضيق شديد ﻻيعلم سببه ،
فنادى رئيس حرسه وأخبره وكان من عادته تفقّدُ الرعيَّة متخفياً ..
فقال لنخرج نتمَشَّى قليْلاً بين الناس ،
فساروا حتى وصلوا حارةً مُتطَرِّفة فوَجَد رجلاً مرميًّا على اﻷرض ،
فحركه السلطان فإذا هو ميت والناس تمرُّمن حوله وﻻ أحد يهتم ،
فنادى عليهم تعالوا وهم ﻻ يعرفونه .. قالوا ماذا تريد ..؟
قال : لماذا هذا الرجل ميِّت وﻻ أحد يحمله ، منْ هُو ..؟
وأين أهله ..؟!
قالوا هذا فلان الزنديق شارب الخمر وزاني ..
قال آليس هو من أمَّة محَمَّد عليه الصلاة والسلام .. ؟!
فاحملوه معي إلى بيته ففعلوا ..
ولما رأته زوجته أخذت تبكي وذهب الناس وبقيَ السلطان ورئيس الحرس ..
وأثناء بكائها كانت تقول :
( رحمك الله ياوليّ الله أشهد أنك من الصالحين ) ..
فتعجَّب السلطان مراد ،
وقال كيف من اﻷولياء والناس تقول عنه كذا وكذا ،
حتى أنهم لم يكترثوا لموته .. ؟! قالت : كنت أتوقَّعُ هذا ..!!
إنَّ زوجي كان يذهب كلَّ ليلة للخَمارة يشتري ما استطاعَ من الخمر ثم يحضره للبيت ،
ويصبه في المرحاض ويقول أخفِّف عن المسلمين ..
وكان يذهب إلى من تفعل الفاحشة يعطيها المال ويقول لها هذه الليلة على حسابي ،
اغلقي بابك حتى الصباح ويرجع يقول الحمد لله خفَّفتُ عنها وعن شباب المسلمين الليلة !!!!!
فكان الناس يشاهدونه يشتريْ الخمرَ ويدْخل على المرأة فيتكلَّمُون فيه ..
وقلت له مرة : إنك لومتّ لن تجد من يغسلك ويصلِّيْ عليك ويدفنك من المسلمين ..
فضحك وقال ﻻتخافي سيصلِّي عليّ سلطانُ المسلمين والعلماء والأوْليااء ..
فبكى السلطان مُراد وقال : صَدق والله أنا السلطان مراد ، وغداً نغسله ،
ونصَلِّيْ عليه وندفنه ..!!
وكان كذلك فشهد جنازته مع السلطان العُلماء والمَشايخ والنَّاس ..
سُبحاان ٱلَلَـٌّھ .. نحكم ع النااس بَــما نراه ونسمعه من الآخرين ..
ولو كناا نعلم خفايا قلوبهم لـــخرست ألسنتناا ..
اتقوا ٱلَلَـٌّھ عباد ٱلَلَـٌّه ...
اللهم أحسن سريرتنا واجعل ما ييننا وبينك عمار في الدنيا واﻷخرة ..
وارزقنا حسن الظن بعبادك .