احيانا ما يصادفك وأنت تسير فى الشارع شخص ما يجلس على كرسى، من تلك الكراسى المتحركة،
أو تجد اثنين يسيران بجوارك يتحدثان معا بلغة الإشارة، أو يتطلب منك الأمر أن تساعد أحد الأشخاص الذين فقدوا بصرهم، لكى يعبر الشارع مثلا.
فى مثل هذه المواقف لا تجد سوى أن تتمتم بين نفسك وتقول "الحمد لله الذى عافانى مما ابتلاك به"، أنت ذلك الشخص السليم المعافى من أى إعاقة جسدية.
أنت من لم يحرم من البصر، أو السمع أو النطق ولم يقدر لك أن تجلس على أحد الكراسى المتحركة طيلة حياتك.
أنت ذلك الشخص الذى لم يولد يتيما وعرف المعنى الحقيقى لحنان الأم وعظمة الأب.
الحياة بالنسبة لك أسهل بكثير من هؤلاء الأشخاص الذين كتب عليهم أن يحرموا من فعل شئ أو أكثر طوال حياتهم باستطاعتك أنت أن تفعله فى أى وقت متى تشاء وبكل بساطة، ولكن هل فكرت يوما من هو المبتلى الحقيقى
؟
أنت تعلم أنك ستحاسب على كل ما تفعله، على ما تنظر إليه وما تسمعه وما ينطق به لسانك.. على كل خطوة خطوتها بقدمك.
على معاملتك وطاعتك لوالديك... فتخيل معى أنت ذلك الشخص السليم تماما ستحاسب على كل شئ ولكن من فقد بصره لن يحاسب عليه، ومن فقد سمعه لن يحاسب عليه، وكذلك من فقد والديه أو أحدهما فقد انزاح من فوق كاهله ذلك الحمل الثقيل الذى ربما كان سيحمله لو كانا على قيد الحياة وكان عاصيا لهما.
وأكثر من ذلك ماذا لو كان هذا الشخص من الصابرين الذين لا يعرف أجرهم إلا الله، ماذا لو تقبل حالته بما هى عليه بل تحدى نفسه ليترك بصمة فى هذا العالم لم يستطع الآلاف بل الملايين من الأصحاء أن يتركوها
وهنا لن أتركك لأمثلة لأنها كثيرة ومعروفة وكل منها يستحق وقفة طويلة لمعرفة المعنى الحقيقى لتحدى الإعاقة بل والتغلب عليها.
نحن نعلم أن المتميزين دائما هم القلائل والعاديون هم الأغلبية نحن أولئك العاديون وكل من لديه إعاقة فهو بالفعل أحد أولئك المميزون القلائل.
وعليك أن تعلم أنك أنت حقا المبتلى، لو كنت أحد أولئك العاديون