زهرة الياسمين عضو متميز
عدد المساهمات : 2885 تاريخ التسجيل : 20/01/2011 العمر : 30
| موضوع: حتى لا ننسى .. حين رفض أستاذ حديث التخرج تدريس الحسن الثاني السبت يناير 31, 2015 10:01 am | |
| حتى لا ننسى .. حين رفض أستاذ حديث التخرج تدريس الحسن الثاني حتى لا ننسى - الحلقة التاسعة بتصرف - ياسين الضميري في هاته السلسلة "حتى لا ننسى" سنحاول سرد عدد من الذكريات التي رافقت فترة حكم الملك الراحل الحسن الثاني الذي استطاع أن يحكم المملكة بيد من حديد طيلة عقود ، في هاته السلسلة سنسلط الضوء على أبرز غضبات الحسن الثاني و أشهر الطرائف و المواقف و الأحداث التي عاشها المغاربة في فترة حكمه و كذا بعض الأحداث التي شهدتها الحقبة لأبرز الشخصيات التي عاصرت الراحل. في العدد التاسع من سلسلة "حتى لا ننسى" سنتطرق لقضية الأستاذ الذي تجرأ على رفض أمر ملكي يقضي بتدريسه لولي العهد أنذاك مولاي الحسن رغم أنه حديث التخرج و ليست له تجربة كبيرة في مهنة التدريس.من يقرأ كتاب "وزير غرناطة" الذي يروي سيرة حياة ذي الوزارتين الشاعر الاندلسي لسان الدين بن الخطيب، وهو نص ادبي كتبه الدكتور عبد الهادي بوطالب، يخيل له ان هذا السياسي المغربي المخضرم يروي فيه تجربته في الحكم على لسان ابن الخطيب ، لكن المحقق هو ان بوطالب كتب هذه السيرة سنة 1952 ولم يكن وقتها قد خاض غمار العمل السياسي في القصر والحكومة و إن كان قد مر بالمعهد المولوي كأستاذ لولي العهد الامير مولاي الحسن. درس الأستاذ عبد الهادي بوطالب مجموعة من المواد التعليمية للعاهل المغربي الراحل أبرزها اللغة العربية وتفسير القرآن والتاريخ الإسلامي ، غير أن قصة اختياره لتدريس الحسن الثاني ظلت راسخة في الأذهان كما حكى الأستاذ و المستشار ذات يوم ، فكيف ذلك؟ يحكي بوطالب في سيرته بأن علاقته بالسلطان محمد بن يوسف بدأت في ظروف اعتبرها بأنها فرصة العمر لأنه بدونها كان يمكن ألاّ يكون قريبا من القصر الملكي طيلة ما يناهز نصف قرن في خدمة العرش والبلاد تحت قيادة العاهلين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني، وقريبا من الأمير سيدي محمد الذي سيتقلد الحكم فيما بعد.بدأت القصة مع السلطان محمد بن يوسف حينما أنهى بوطالب دراسته العليا في جامعة القرويين بفاس وكان عمره آنذاك 19 سنة ونصفا، في تلك السنة و لأول مرة أضيف إلى مواد امتحان التخرج من التعليم العالي لنيل الإجازة أن يلقي الطالب المتخرج الحامل لشهادة الإجازة درسا جامعيا إذا نجح فيه يحصل على لقب "العلاّمة" الذي كان يعني آنذاك الدكتور، وكان الأستاذ محمد الفاسي مديرا للجامعة في ذاك الوقت و كان معروفا بتعصبه لاستعمال اللغة العربية، ولا يقبل أن يتسرب إليها الدخيل من مفردات اللغات الأجنبية، وبالتالي عرض على المجلس الأعلى للجامعة أن لا يُطلَق على حامل الشهادة العليا لقب "الدكتور" بل مرادفه في العربية وهو لقب "العلاّمة"، في حين يُطلَق على من يحمل شهادة الإجازة لقب "العالم" وبذلك يصبح حامل الإجازة والدكتوراه معا العالم العلامة" أي "الأستاذ الدكتور". ولأن الطالب بوطالب كات المتفوق الأول في امتحان التخرج في الامتحانين الشفوي والكتابي للإجازة من شعبة الدراسات الإسلامية في الفقه والحديث وأصول الدين وما يتصل بها من علوم الشريعة، فإن الدرس الجامعي الذي ألقاه حضره السلطان محمد بن يوسف تكريما لأول فوج يتخرج من جامعة القرويين بعد نظام الإصلاح الذي أُدخِل على الجامعة بمقتضى ظهير صادر عام 1930 وكان السلطان يهدف من خلال حضوره معرفة نتائج هذا الإصلاح وجني ثمار ما زرعه باتخاذه مبادرة الإصلاح الذي انتزعه من الحماية الفرنسية ، وتابع السلطان الدرس الجامعي الذي ألقاه الخريج بوطالب وحضر أيضا وقائع الأسئلة والأجوبة في الحوار الذي أجرته معه اللجنة العلمية وحصل بعده على نقطة (20 على 20) برتبة حسن جدا حيث كانت اللجنة العلمية تتألف من خمسة أساتذة وعلماء كانوا من بين أهرام العلم والمعرفة بالمغرب آنذاك. وجرت العادة قبل هذه السنة أن يوقع شهادات الجامعة رئيس الجامعة ووزير العدل في حكومة المخزن التي يرأسها السلطان ، لكن السلطان محمد بن يوسف قال لهيأة الامتحان: "لا أريد أن يوقع شهادة هذا المتخرج المتفوق على أقرانه أحد غيري" ، فوقع الشهادة وكتب عليها كلمة بخط يده جاء فيها: "الحمد لله.. سلمنا هذه الشهادة بيدنا الشريفة لصاحبها السيد عبد الهادي بوطالب مجازاة له على اجتهاده وتفوقه واعتناء منا بالعلم الشريف" ، وكان الإمضاء "محمد بن يوسف أمير المؤمنين أعزه الله وأيده" ، وهذه الظاهرة لم يتقدم لها نظير ولم تتكرر لأي متخرج آخر فيما بعد حيث أن عائلة بوطالب مازالت تحتفظ بالشهادة العليا لحد الساعة. بعد تخرجه من القرويين، اصبح عبد الهادي بوطالب يعطي دروسا تطوعية في جامعة القرويين وهي دروس كانت مفتوحة في وجه العموم في إطار ما كان يسمى آنذاك بنظام "الحلقات" يحضرها مئات من سكان مدينة فاس من مختلف المستويات حيث توجد جامعة القرويين، و كانت حلقات بوطالب تستقطب عددا كبيرا يحضرون ليستمعوا إلى أصغر أستاذ جامعي عرفته الجامعة وكانوا منبهرين أن يكون في المغرب أستاذ في سن مبكرة حيث جرت العادة أنه لا يقتعد كراسي العلم في القرويين إلا الكهول أو الشيوخ. بعد أيام بعث السلطان محمد بن يوسف رسولا هو السيد محمد الغزاوي الذي كان يشرف على تصريف شؤون القصر الملكي بمدينة فاس إلى بوطالب و اخبره أنه مدعو إلى القصر الملكي بالرباط ليستقبله السلطان لأمر خاص فرافق الغزاوي إلى الرباط على متن سيارته التي كان يقودها وعند وصولهما للقصر الملكي قال له الغزاوي بأن عليه أن يتوقف بمكتب وزير المعارف الحاج أحمد بركاش فهو الذي سيرافقه إلى لقاء السلطان ، وفعلا أخذه الوزير إلى قاعة العرش حيث خلعا في مدخلها الحذاء كما تقضي بذلك المراسم فوجدا السلطان جالسا على عرشه وسبحته بين يديه حيث استقبلهم إثر صلاة المغرب ، وعندما كنا نتخطى مدخل القاعة -يحكي بوطالب - قال لي الوزير: "لاحظ كيف سأنحني أمام السلطان وكيف سأقبل يده لتفعل مثلما أفعل" ، وكان الأمر كذلك فأشار إلينا السلطان بالجلوس على الزربية المبسوطة حيث لم يكن آنذاك مسموحا بالجلوس أمام السلطان على الكراسي فتلطف به السلطان سائلا عن صحته وأسرته. وفتح السلطان الحديث فقال له "أريدك أن تنضم إلى أساتذة ولدي" قبل أن يؤكد له بأنه ما زال يتذكر الدرس الذي ألقاه بين يديه يوم تخرجه من الجامعة وأن ذلك هو ما جعله يقرر تسميته أستاذا بالمعهد الملكي وتمنى له النجاح في مهمته ، غير أن الاستاذ بوطالب تجرأ على الاعتذار لجلالته عن قبول هذا المنصب مخبرا جلالته بالسبب ، وهنا تدخل وزير المعارف و صرخ في وجه بوطالب: "سيدنا نصره الله يكلفك وأنت تتردد ، قم فلا يقبل الكرامة إلا الكريم" ، فأذعن بوطالب لهذا القرار وغادر صحبة وزير المعارف القصر ليتعرف لأول مرة على الأمير ولي العهد مولاي الحسن في المعهد المولوي. | |
|
فتي الطيف عضو متميز
عدد المساهمات : 181 تاريخ التسجيل : 25/11/2014 العمر : 26 الموقع : مصر
| موضوع: رد: حتى لا ننسى .. حين رفض أستاذ حديث التخرج تدريس الحسن الثاني الأحد فبراير 01, 2015 9:27 pm | |
| كتبتى فابعدعتى يسلمووووو مجهودك | |
|