ﻓﺘﺎﺓٌ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺸﻴﺎﻛﻪ ﺗﻤﺸﻲ ﻣﻊ ﺷﺎﺏ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﻘﻮﻩ ﻭﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻨﻬﻢ ﺭﺟﻞٌ ﻋﺠﻮﺯٌ ﻣﺼﺎﺏ ﺑﻤﺮﺽٍ ﺭﻋﺎﺵٍ ﻳﻬﺘﺰُ ﻭﻳﺘﻤﺎﻳﻞُ ( ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﺇﻻ ﺑﺒﻂﺀ .
ﻭﺍﺛﻨﺎﺀ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻭﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺑﺠﻮﺍﺭﻩ ﺳﻘﻄﺖ ﻗﺪﻡ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻓﻲ ﺣﻔﺮﺓٍ ﻣﻠﻴﺌﺓٍ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﻜﺮ ، ﻓﺘﻨﺎﺛﺮﺕ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﻓﺴﺘﺎﻥ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺑﻜﺜﺮﺓٍ ﻓﺼﺮﺧﺖ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ( ﺍﻔﺘﺢ ﻋﻴﻮﻧﻚ ﻳﺎ ... ﺃﻧﺖ ﺣ ﻤـ ﺎ ﺭ )
ﻭﺭﻓﻊ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻳﺪﻩ ﻭﻧﺰﻝ ﺑﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﻗﻮﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﺴﻘﻂ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﺭﺿﺎً .
ﻧﻈﺮ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻭﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻟﻠﻌﺠﻮﺯ ﺑﺎﺣﺘﻘﺎﺭ ، ﻓﻘﺎﻡ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻭﺭﺃﻯ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻣﻔﺘﻮﻝ ﺍﻟﻌﻀﻼﺕ ﻗﻮﻱ ﺍﻟﺒﻨﻴﺎﻥ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻥ ﻳﺮﺩ ﻟﻪ ﺍﻟﻀﺮﺑﺔ ﺑﻀﺮﺑﺔ ، ﻓﺘﻤﺘﻢ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻌﻬﺎ ﺍﺣﺪ ﻭﻇﻞ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻭﺍﻗﻔﺎً ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻭﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺩﺧﻼ ﻣﻨﺰﻻ ًﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻊ ﻭﻗﻮﻑ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺣﻔﺮﺓ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ،
ﺻﻌﺪ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻭﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺳﻠﻢ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻻ ﺛﻮﺍﻧﻲ ﺣﺘﻰ ﺳﻘﻂ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺣﺘﻰ ﻫﺒﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺭﺽ ﻑﻭﺻﻞ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺤﻔﺮﺓ ﻭﺳﻘﻄ ﺭﺃﺳﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻣﺎﺕ .
ﺻﺮﺧﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺣﺒﻴﺒﻲ ﺣﺒﻴﺒﻲ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻠﻌﺠﻮﺯ ﺍﻧﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺘﻠﺘﻪ ، ﻭﻧﺎﺩﺕ ﺍﻗﺎﺭﺑﻬﺎ ﻭﺍﺟﺘﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻭﺫﻫﺒﻮﺍ ﺑﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻭﻗﺘﻬﺎ .
ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺳﺎﺣﺮٌ ﺩﺟﺎﻝ ﺗﻤﺘﻢ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕٍ ﻑﺳﻘﻂ ﺣﺒﻴﺒﻲ ﺑﻌﺪﻩﺍ ﻣﻴﺘﺎً .
ﺳﺄﻝ ﺍﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﺮﺟﻞَ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻋﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﺼﺔ ( ﺳﻘﻄﺖ ﻗﺪﻣﻲ ﻓﻲ ﺣﻔﺮﺓ ﺑﻬﺎ ﻣﻴﺎﻩ ﻻﻧﻲ ﻣﺮﻳﺾ ﻭﺟﺴﺪﻱ ﻳﺮﺗﻌﺶ ، ﻓﺎﺗﺴﺦ ﻓﺴﺘﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ؛ ﻓﻀﺮﺑﻨﻲ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻬﺎ ﺿﺮﺑﺔ ﻣﺆﻟﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺆﺧﺮﺓ ﺭﺃﺳﻲ ﻓﻘﻤﺖُ ﻻﺭﺩّ ﻟﻪ ﺍﻟﻀﺮﺑﺔ ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ ﻗﻮﻳﺎً ﻓﻘﻠﺖ :
ﻳﺎﺭﺏ ( ﻟﻘﺪ ﺃﺭﺍﻙ ﻗﻮﺗﻪ ﻓﻲَّ ﻓﺄﺭﻧﻲ ﻗﻮﺗﻚ ﻓﻴﻪ ) .
ﻭﻟﻢ ﺗﻤﺮ ﺍﻻ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺣﺘﻰ ﺳﻘﻂ ﻣﻴﺘﺎً ﻭﺭﺍﺳﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻔﺮﻩ
ﻓﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﻠﻔﺘﺎﺓ ﻗﺎﺋﻼً :
ﻟﻢ ﻳﻘﺘﻞ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺣﺒﻴﺒﻚ ..
ﻏﺎﺭ ﺣﺒﻴﺒﻚ ﻋﻠﻴﻙِ ﻓﺼﻔﻌﻪُ
ﻭﻏﺎﺭَ ﺣﺒﻴﺒﻪُ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﺘﻠﻪُ
ﺇﺧﻮﺗﻲ ...
ﻛﻮﻧﻮﺍ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻣﺘﻮﺟﻬﻴﻦ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻇﻠﻤﻜﻢ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻤﺴﺘﺠﻴﺐ .
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪﻣﻚ ﺗﺘﺮﻙ ﺃﺛﺮﺍً ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻠﺴﺎﻧﻚ ﻳﺘﺮﻙ ﺃﺛﺮﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ
ﻫﻨﻴﺌﺎً ﻟﻤﻦ ﻳﺤﺮﺹ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻈﻠﻢ ﺃﺣﺪﺍً
ﻭﻻ ﻳﻐﺘﺎﺏ ﺃﺣﺪﺍً
ﻭﻻ ﻳﺠﺮﺡ ﺃﺣﺪﺍً
ﻭﻻﻳﺮﻯ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ
ﻓﻜﻠﻨﺎ ﺭﺍﺣﻠﻮﻥ