توفي الرئيس الجزائري الأسبق، الشاذلي بن جديد، رجل الديمقراطية والانفتاح بعد صراع مع مرض سرطان الكلى الذي ادخله في غيبوبة منذ الأربعاء الماضي بمستشفى عين النعجة العسكري بالعاصمة الجزائر .
وأعلنت رئاسة الجمهورية الحداد 8 أيام ، و سيتم إلقاء النظرة الأخيرة على جثمانه، الأحد، بقصر الشعب بالعاصمة، كما ستقام جنازة رئاسية للفقيد بعد غد الاثنين عقب صلاة الظهر في مقبرة العالية،
ويتزامن رحيل الشاذلي بن جديد مرور 24 سنة على أحداث الخامس من أكتوبر 1988، التي كان خلالها في آخر ثلاث سنوات من حكمه الذي بدأه عام 1979.
ولد الشاذلي بن جديد في 14 أبريل 1929 في قرية بوثلجة بولاية الطارف وهو الرئيس الرابع للجزائر من 9 فبراير ، 1979 وحتى 11 يناير 1992.
انضم بن جديد إلى الجيش الفرنسي كضابط غير مفوض وحارب في الهند الصينية. في بداية حرب الاستقلال الجزائرية من فرنسا عام 1954، ثم إلى جبهة التحرير الوطني (FLN) ونتيجة لذلك، كوفئ بمنحة القيادة العسكرية لمنطقة وهران الجزائرية عام 1964. بعد الاستقلال، ترقى في الرتب حتى أصبح عقيد في 1969.
كان بن جديد وزيرًا للدفاع من نوفمبر 1978، وحتى فبراير 1979. وأصبح بعد وفاة هواري بومدين رئيسًا للجزائر خلافًا لما كان يعتقد أن يخلف بومدين في الرئاسة مرشحون مثل عبد العزيز بوتفليقة أو محمد صالح يحياوي. حيث كان بن جديد يحسب على أنه تحرري موالي للغرب.
أثناء فترة رئاسته، خفف بن جديد من تدخله في الاقتصاد وخفف المراقبة الأمنية للمواطنين. في أواخر الثمانيات، ومع انهيار الاقتصاد بسبب انخفاض أسعار النفط بسرعة، اشتدت حدة التوتر بين أجنحة النظام الداعمين لسياسة بن جديد الاقتصادية من جهة. ومن المعارضين لسياسة بن جديد والمطالبين بالعودة إلى النهج المؤسس. في أكتوبر 1988، اندلعت احتجاجات شبابية ضد بن جديد احتجاجا على سياسات التقشف مما أدى إلى انتشار اضطرابات هائلة في مدن وهران، و عنابة، وأخرى أدت إلى أن يقوم الجيش بقمعها وأدى هذا إلى مقتل المئات. وفي سعيه للبقاء سياسيًا، دعا بن جديد إلى الانتقال للديمقراطية والسماح بالتعددية الحزبية. ، تدخل الجيش الجزائري لإيقاف الانتخابات الديمقراطية من جلب حركة الجبهة الإسلامية للإنقاذ (FIS) إلى السلطة. مما أدى إلى استقالة بن جديد الذي ابى قرار الجيش ودخول البلاد في حرب أهلية دموية وطويلة.
بعد يناير 1992 ابتعد بن جديد عن الحياة السياسة. في أواخر 2008، ظهر بن جديد عندما ألقى خطابًا مثيرًا للجدل في مدينته الأصلية الطارف. حيث تحدث عن قضية الضباط الجزائريين الذين تكونوا بالجيش الفرنسي الذين أرسلتهم الثورة كمستشارين، بـ"شيء من الندم"، وكشف أن كل من كان معه من قادة القاعدة الشرقية رفضوا الأمر إلا هو، وقد تبين له أنهم كانوا على حق وهو المخطئ. ومنذ أن تقاعد، افتتح بن جديد مسلخا في فينسبري بارك، لندن حيث تستقر جالية جزائرية كبيرة هناك.