**لا يعيب الرجل الا جيبه**
هو عنوان العدد الخامس من سلسة الحياة الزوجية
تقدم شاب صـالح و فقيـر لفتاة ، فرَدَّه الأب لفقرِهِ ،،
و تقدم فاسـق و غنـي ؛ فقبلَهُ ،،
فاستغربــت الفتاة !
وسألته عن سبب
موافقته على العاصى
فقال : سيهديه الله ~
فردَّت : سبحان الله أليس الهادي هو الرزَّاق أيضًا !! لا حول ولا قوة الا بالله
هل الزواج مجرد صفقة؟! كثيرا ما يداهمني هذا السؤال كلما تعرفت على تفاصيل زواج لا يذكر فيها غير الجانب المادي فقط.
"لا يعيب الرجل إلا جيبه"، هكذا نطقت الأم وقرر الأب، وتمت الزيجة، بل الزيجات الكثيرة التي لا يوجد ما يبررها سوى وجود المال فقط.. ما يمتلك في البنك، وما يحوز من أراض، مقدار المهر والهدايا.. فهل نحن حقا في عصر المادة ومبدأ (معك قرش فقيمتك قرش)؟ هل هذا أصبح القانون الذي لا يمكن تحديه، ولا يملك أحد اختراقه؟
والنتيجة ببساطة آلاف الأسر التعيسة القلقة التي تأكلها المشاكل ليل نهار، ولا يحافظ على تماسكها إلا السبب الذي قامت لأجله، ألا وهو المظاهر والمجتمع، في حين أن الضمائر والقلوب تنطوي على الألم والضيق وعدم الحب، وذلك على أقل تقدير.
وماذا ننتظر من فتاة لم تعرف عن زوجها غير أنه قادر على إعالتها وتوفير حياة يسيرة لها؟، لكنها لم تعرف أخلاقه والتزامه الخلقي، هل سيكرمها أم يهينها بعد أن امتلكها بما اشتراها به من مال؟ هل سيعاملها بالرفق واللين أم سيجرحها بالكلمات النابية الفجة؟
وقد يكون الزواج من منطلق ظل راجل ولا ظل حيطة ظل الحائط أفضل بكثير إن كان الرجل مثل الثوب المشقوق الذي لا يستر، بل يفضح أكثر مما يستر او بكون من انصاف الرجال
معايير الاختيار
القرآن يتكلم عن السكن.. المودة.. الرحمة، والناس تتكلم في المال والذهب، فكيف نكون مؤمنين بالله تعالى وبكتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ثم لا نحتكم إليه.
فالعروس وأهلها يبحثون عن الرجل الثري، والكارثة الأكبر من ذلك أن هناك أيضا من الشباب من يبحث عن فتاة ثرية تنقله نقلة نوعية كبيرة في حياته، أو على الأقل تساعده مرحليا في تجاوز ظروفه المادية الصعبة.
نرى ذلك في واقعنا، بينما النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها؛ فاظفر بذات الدين تربت يداك" (رواه مسلم)، وليس معنى ذلك بالطبع أن الإنسان المتدين يرفض الثرية أو الجميلة، لكنه لا يتزوج لهذا السبب وحده، وإنما الأصل أن يبحث عن المرأة المتدينة، ثم لا بأس من كونها ثرية أو جميلة.
وكذلك الفتاة المسلمة حين تفكر هي وولي أمرها في كيفية اختيار شريك الحياة ينبغي أن تضع نصب أعينها قول النبي صلى الله عليه: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه" (رواه الترمذي)، فالأساس الأول هو الدين ولكن هناك اعتبارات أخرى مهمة في الزواج حتى يتحقق السكن، ولا شك أن الكفاءة هي أحد أهم هذه المعايير، وهناك فارق ضخم بين اعتبار واحترام الكفاءة وبين تضخيم وتقديس القدرات المالية للطرفين، واعتبارها المعيار الأساسي الذي يتحدد على أساسه الزواج.
من اعظم اسباب الرزق الزواج
في حديث الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ما يقشع غيوم الهموم التي تتراكم في النفوس خوفاً من أعباء الزواج ، فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم : « التمسوا الرزق بالنكاح » وأيضاً قوله صلى الله عليه وآله وسلم : « تزوَّجوا النساء ، فإنهنَّ يأتين بالمال » (3).
وفي حديث ثالث يكشف لنا فيه عن معطيات اُخرى معنوية للزواج إضافة إلى المادية عندما قال صلى الله عليه وآله وسلم : « زوّجوا أياماكم (4) فإنَّ الله يُحسن لهم في أخلاقهم ويوسّع لهم في أرزاقهم ويزيدهم في مروّاتهم » (5).
إن علينا أن ندرك ونتأمل القيمة العظيمة للزواج في ظلال الشريعة الإسلامية، ونتأمل كل أركان هذه العلاقة، فسنجد أنها جاءت كاملة متكاملة، فالمودة والرحمة والسكن، وكل المشاعر النبيلة الدافئة تتكامل مع نظرة منصفة للواقع بمسئولياته ونفقاته.. إن علينا جميعا أن تتضافر جهودنا لنواجه الضغوط الجاهلية القديمة الجديدة من أجل حياة أكثر سعادة وإشراقا.
المال زائل وكذلك الجمال لا يدوم
ولا يبقى إلا الجمال الداخلي المتمثل بالاخلاق العالية والقيم النبيلة المستمده من دينا الحنيف