إلى مَن أدمنوا أكل لحوم البشر أقول:
لحوم البشر أشهي ماكولات العصر !!
لا تطيب مجالس الناس اليومَ الابتناول وجبةٍ دسمة
من لحم أحد المسلمين، ينهش الجالسون من لحم هذا الشخص
كلٌّ منهم يتناول قطعةً منه، فلا يشبعون ويتكرر ذلك كُلَّما
اجتمعوا، حتَّى أصبحت رائحة الغِيبة المنتنة تفوح من المجالس.
إلى مَن أدمنوا أكل
]البشر أقول:
إنَّ الغيبه مرض خطير، وداء فتاك، وسلوك يُفرق بين الأحباب،
وقد نهاناالله تعالى - عن الغيبة؛ فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اجْتَنِبُواكَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُواوَلا يَغْتَبْ
بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} الحجرات: 12.
والغيبة كما قال الرسول صل الله عليه وسلم
أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ ؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ،قَالَ :
ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ ، قِيلَ : أَفَرَأَيْتَ إِنْكَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ ؟
قَالَ( إنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ).
وعن عائشة - رضي الله عنها- قالت: قلت للنبي –
صل الله عليه وسلم حسبك من صفية كذا وكذا – تعني:
أنَّها قصيرة - فقال النَّبي - صل الله عليه وسلم -:
((لقد قلت كلمه لو مزجت بماءِ البحر لمزجته))
أي: خالطته مُخالطة يتغيَّر بها طعمه أو ريحه؛ لشدَّة قبحها.
رواه الترمذي
والغيبة من كبائرِ الذُّنوب، وهي مُحرمة بإجماع المسلمين؛
فقد قال - صل الله عليه وسلم -: ((كل المسلم علي
المسلم حرام: ماله وعرضه ودمه)) سنن ابن ماجه
والقائل والمستمع للغيبة سواء؛
قال عتبة بن أبي سفيان لابنه عمرو: "يا بني،
نزِّه نفسك عن الخنا، كما تُنَزِّه لسانك عن البذا؛
فإنَّ المستمع شريك القائل".
لذلك لا تعجب حين تَجد القرآن الكريم يصوِّر الغيبة
في صورة مُنفرة، تتقززمنها النفوس، وتنبو عنها الأذواق؛
قال تعالى: {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْيَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ}
الحجرات: 12، قال السعدي - رحمه الله -:"وفي هذه الآية
دليل على التحذير الشديدمن الغيبة، وأنَّ الغيبة من الكبائر؛
لأنَّ الله شبهها بأكل لحم الميت،وذلك من الكبائر". اهـ.
تيسير الكريم الرحمن"، تحقيق عبدالرحمن اللويحق، ص 801.
فمثل المغتاب كمثل الكلبه.
قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -:
"عليكم بذكر الله؛ فإنَّه شفاء،وإيَّاكم وذكرَ الناس فإنه داء".
وقال الحسن البصري - رحمه اللَّه -:
"والله، للغيبة أسرع في دين الرَّجل منالأكِلَةِ في الجسد".
وعن الحسن البصري - رحمه اللَّه –
أنَّ رجلاً قال له: إنَّك تغتابني فقال: ما بلغَ قدرُك عندي
أنْ أحكِّمَكَ في حسناتي.
وقال ابن المبارك - رحمه اللَّه -:
"لو كنتُ مُغتابًا أحدًا، لاغتبتُ والديَّ؛ لأنَّهما أحقُّ بحسناتي".
فالغيبةهي ذكرك أخاك بما فيه مما يكره،
سواء كان ذلك في دينه، أوبدنه، أودنياه،أوما يمت إليه
بصلة كالزوجة، والولد، ونحوهما، سواء كان ذلك بلفظ،
أوكتابة،أورمز، أوإشارة أو إيماءة .
والبهتان: ذكرك أخاك بما ليس فيه مما يكره.
والنميمة: نقل الكلام من شخص إلى آخر بغرض الإفساد
.وكل ذلك من أعظم الحرام، ومن الكبائر
الأدلة على تحريم ذلك من الكتاب والسنةقال تعالى:
"ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه" وقال: "ويل لكل همزة لمزة".
وقال: "هماز مشاء بنميم"