مؤخرا, علماء أستراليون قاموا بالكشف عن المادة الوراثية لعينات من أعشاب بحرية ضخمة اسمها العلمي (بوسيدونيا أوشينيكا Posidonia oceanica) تقع على طول المسافة البالغة أكثر من 3200 كلم في البحر الأبيض المتوسط بين أسبانيا غربا و قبرص شرقا و يرجح العلماء أن عمر هذه الأعشاب يقارب الـ 200 ألف عام وهي بذلك أقدم كائن حي على الكرة
الأرضية.
هذه الأعشاب التي تم اكتشافها حديثا أطول عمرا بكثير من سابقتها مستعمرة (باندو Pando) والواقعة في ولاية يوتاه الأمريكا والتي قدر العلماء عمرها بـ 80 ألف سنة. (للمزيد عن هذا النبات وغيره من الكائنات الأطول عمرا, إقرأ: جولة على أطول وأقصر
أعمار الكائنات الحية التي تعيش على الكرة الأرضية). الصورة السابقة لمستعمرة باندو.
يقول العالم (كارلوس دوارتي Carlos Duarte) من جامعة غرب استراليا أن سبب تقدم هذه الحشائش في العمر يعود الى كونها تتكاثر بطريقة لاجنسية عن طريق استنساخ نفسها كما أنها تنتج فروع جديدة ذات حجم كبير بأعداد كبيرة بشكل بطيء تخزن فيها الغذاء الذي يمكنها من الاستمرار في العيش في الظروف السيئة.
يقول العلماء عن هذه الحشائش التي تزيد كتلتها عن 6000 طن بأنها مهددة بالزوال بشكل كبير من عدة عوامل اهمها عمليات الحفر و البناء التي تشهدها السواحل بالاضافة الى ظاهرة الاحتباس الحراري حيث تزيد درجة حرارة الأرض مما يدفع الكائنات الحية الى الانتقال الى إرتفاعات أعلى في داخل المياه هروبا من الحرارة المتزايدة في الأسفل ولكن في حالة حوض البحر الأبيض المتوسط يصبح الأمر صعبا لأنه حوض مغلق بما أن
أوروبا تحده من الشمال وآسيا من الجنوب، وأيضا مما يهدد حياة هذه الأعشاب أيضا رداءة نوعية المياه الناتجة أيضا عن ظاهرة الاحتباس الحراري.
تلقي المستعمرة يوميا أعدادا كبيرة من الكرات الليفية, وتتكون هذه الكرات من
أوراقها الميته ويمكن مشاهدة هذه الكرات على كافة شواطئ الدول التي تطل على حوض المتوسط. ربما هي طريقة هذا العشب البحري القديم في إخطار بني البشر أن بيئتهم في خطر. الصورة التالية لعدد من هذه الكرات