تعريف الاشتقاق هو أن يؤخذ من لفظة ما كلمة أو أكثر مع التناسب في المعنى بين اللفظة المشتقة وما أخذ منها ، مع الاختلاف في اللفظ . مثل : ضرب : يؤخذ منها : ضارب ، مضروب ، ضراب ، ضرب ، يضرب ، انضرب ، مضراب ، مضرب . وما إلى ذلك . وهذا ما يميز اللغة العربية بأنها لغة اشتقاقية تختلف به عن بعض اللغات الأجنبية الأخرى التي تعرف باللغات الالتصاقية كالإنجليزية التي يمكن تكوين المادة اللغوية فيها عن طريق إلصاق لواحق لإي أول المادة أو في آخرها . وتشمل المشتقات في اللغة العربية : اسم الفاعل – اسم المفعول – الصفة المشبهة – اسم التفضيل – اسم الزمان – اسم المكان – اسم الآلة – صيغ التعجب . اسم الفاعل تعريفـه : اسم مشتق من الفعل المبني للمعلوم للدلالة على وصف من فعل الفعل على وجه الحدوث . مثل : كتب – كاتب ، جلس – جالس ، اجتهد – مُجتهد ، استمع – مُستمع . صوغه : يصاغ اسم الفاعل على النحو التالي : 1 ـ من الفعل الثلاثي على وزن فاعل : نحو : ضرب - ضارب ، وقف - واقف ، أخذ - آخذ ، قال - قائل ، بغى - باغ ، أتى - آت ، خوى - خاو ، وقى - واق . ومنه قوله تعالى : { رب اجعل هذا البلد آمناً } 126 البقرة . وقوله تعالى : { ربنا ما خلقت هذا باطلاً } 191 آل عمران . فإن كان الفعل معتل الوسط بالألف " أجوف " تقلب ألفه همزة مثل : قال – قائل ، نام – نائم . ومنه قوله تعالى : { وفي أموالهم حق للسائل والمحروم } 19 الذاريات . أما إذا كان معتل الوسط بالواو أو بالياء فلا تتغير عينه في اسم الفاعل . مثل : حول – حاول ، حيد – حايد . وإن كان الفعل معتل الآخر " ناقصاً " فإن اسم الفاعل ينطبق عليه ما ينطبق على الاسم المنقوص . أي تحذف ياؤه الأخيرة في حالتي الرفع والجر ، وتبقى في حالة النصب . مثل : هذا رام ، ومررت برام ، ورأيت رامياً . ومنه قوله تعالى في حالة الرفع : { ما عندكم ينفذ وما عند الله باقٍ } 96 النحل . وقوله تعالى في حالة الجر : { فمن اضطر غير باغٍ ولا عادٍ فلا إثم عليه } 173 البقرة . وقوله تعالى في حالة النصب : { وما كنت ثاوياً في أهل مدين } 45 القصص . 2 ـ من الفعل المزيد : يصاغ اسم الفاعل من الفعل غير الثلاثي " المزيد " على وزن الفعل المضارع مع إبدال حرف المضارعة ميماً مضمومة وكسر ما قبل الآخر . مثل : طمأن – مُطمئِن ، انكسر - مُنكسِر ، استعمل – مُستعمِل . ومنه قوله تعالى : { ولعبدٌ مُؤمِن خيرٌ من مُشرِك } 221 البقرة . وقوله تعالى : { السماء مُنفطِرٌ به } 18 الأحزاب . وقوله تعالى : { اهدنا الصراط المُستقيم } 6 الفاتحة . فـوائـد وتنبيهات : 1 ـ يستعمل اسم الفاعل مفرداً ومثنى وجمعاً ، مذكراً ومؤنثاً . مثال المفرد المذكر قوله تعالى : { فإن أجل الله لآت } 5 العنكبوت . ومثال المفرد المؤنث قوله تعالى : { وإن الساعة لآتية } 85 الحجر . ومثال المثنى المذكر قوله تعالى : { وسخر لكم الشمس والقمر دائبين } 33 إبراهيم . ومثال المثنى المؤنث قوله تعالى : { وإن طائفتين من المؤمنين اقتتلوا } 9 الحجرات . ومثال الجمع المذكر قوله تعالى : { قال لا أحب الآفلين } 76 الأنعام . ومثال جمع المؤنث قوله تعالى : { والباقيات الصالحات خير عند ربك } 46 الكهف . 2 ـ إن كان الحرف الذي قبل الآخر في الفعل المزيد ألفاً فإنه يبقى كما هو في اسم الفاعل . مثل : انحاز منحاز ، اختار مختار ، احتار محتار ، انقاد منقاد . أما الوزن فلا يتغير وهو " مُفتعِل " لأن أصل الأفعال السابقة كالآتي : انحاز ينحيز ، اختار يختير . . . وهكذا ، فالكسر فيها مقدر فكأننا قلنا : منحيز ومختير . 3 ـ ورد اسم الفاعل من بعض الأفعال المزيدة على غير القياس . مثل : احصن – مُحصَن ، واسهب – مُسهَب ، وانبثَّ – مُنبَث . وذلك بفتح ما قبل الآخر . ومنه قوله تعالى : { فكانت هباءً مُنبَثاً } 6 الواقعة ، والأصل فيها الكسر . 4 ـ كما ورد اسم الفاعل من بعض الأفعال المزيدة على وزن فاعل شذوذاً . مثل : أينع يانع ، أمحل ماحل ، أيفع يافع ، أورد وارد ، أصدر صادر . ومنه قول الشاعر : ثم أصدرناهما في وارد صادر وَهْمٍ ، صُوَاه قد مَثَلْ (1 ) والأصل في أسماء الفاعلين السابقة : مُينع ، مُمحل ، مُورد ، مُصدِر ، لكن المسموع منها أفضل من المقيس .
يتبع