ظهر في وقعنا الان احداث مؤلمه من استباحة القتل والعنف وفتنه كبيره تسببة في جعل مسافات كبيره من الفرقة بين صفوف المسلمين فاصبح المسلم يكفر المسلم لمجرد انه لا يوافقه الرأي وليس مؤيد له , اصبح علماء الدين والفقهاء لا يتحدثون في فقه المعاملات بين المسلمين واداب الحوار بل يتحدثون عن كيف ان كل من يعارض وليس بؤيد لجماعه معينه فهو من اعداء الاسلام , ليست بعالم دين وليست من المؤرخين ولكن اعلم من الفطره التي خلقني الله عليها ان الاسلام او اي دين اساسه الرحمه والعدل , وكل الانبياء والرسل لم يتبعهم الا الضعفاء والمساكين لان هؤلاء اكثر الناس الذين كانوا يبحثوا عن الرحمه والعدل فلم يجدوها الا مع الرسل والانبياء , ورسول الله صلى الله علية وسلم اعطى اكبر الامثله على الرحمه عندما فتح مكه وجمع اهل قريش الذين أذوه ولم يجعلوا له اي خيار سوى ان يترك بلده التي تربى بها والتي هي احب إلية من كل الدنيا في سبيل نشر هذا الدين ما كان منه الا ان قال لهم اذهبوا فانتم الطلقاء ولم يكتفي بهذا بل لم يعتدي على احد منهم لمجرد انه رفض ان يترك بيته وتجارته او ان يصادر اموالهم نظير ما فعلوه مع كل من هاجر من المسلمين في السابق بل ترك كل فرد على حرية فما كان منهم الا ان دخلوا في الدين كافه لما وجدوه من الرحمه والعدل لكل البشر مسلم كان او غير مسلم , واليوم نرى ان من يدعي انه يريد ان يتطبق الشريعة الاسلامية يريد ان يظل في الحكم وإن كلفه هذا قتل مسلم ولكن قبل قتله سوف يكفره او يستغل الشريعة الاسلامية في قتله حتى اذا قتله فلا يكون له دية , واكبر مصائبنا ان هناك من رجال الدين الذين يحفظون كلام الله واحديث رسول الله صلى الله علية وسلم مؤيدين لهم ويسعوا في توظيف كلام الله والاحديث النبوية لكي تخدم مصالحهم الشخصية .
لكل عاقل اريد ان اقول ان الاسلام هو دين يدعوا للرحمه والعدل والمغفره والتعاون والمشوره , دين يدعوا الى إلتزام كل فرد بنفسه يراقبها ويحاسبها وليس من حقه ان يراقب او ان يحاسب غيره , دين يأمر كل فرد ان يتقن عمله ولا يشغل نفسه بعمل غيره من الناس , الاسلام يأمر بالنصحه بالعمل وليس بالكلام او بالخطب الرنانه فإن كنت تريد ان تنصح احد بالصلاة فما عليك سوى ان تلتزم بالصلاة في اوقاتها وان تؤديها بالهيئة التي كان رسول الله صلى الله علية وسلم يصلي بها , هذا هو الاسلام الذي دعا له رسول الله صلى الله علية وسلم .