من مواعظ الله عزوجل لرسوله محمد صلى الله عليه واله وسلم
قال الله تعالى : « يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور » (4).
عن الهروي قال : سمعت علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول : أوحى الله عزوجل الى نبي من انبيائه اذا اصبحت فاول شيء يستقبلك فكله ،
والثاني فاكتمه ،
والثالث فاقبله ،
والرابع فلا تؤيسه ،
والخامس فاهرب منه ،
قال : فلما اصبح مضى فاستقبله جبل اسود عظيم ، فوقف وقال : امرني ربي عزوجل ان اكل هذا وبقي متحيرا ،
ثم رجع الى نفسه فقال ربي جل جلاله لا يامرني الا بما اطيق فمشي اليه لياكله فلما دنى منه صغر حتى انتهى اليه فوجده لقمة فاكلها فوجدها اطيب شيء اكله ،
ثم مضى فوجد طستا من ذهب فقال : امرني ربي ان اكتم هذا فحفر له حفرة وجعله فيه والقى عليه التراب ثم مضى
فالتفت فاذا الطست قد ظهر فقال : لقد فعلت ما امرني ربي عزوجل
فمضى فاذا هو بطير وخلفه بازي ، فطاف الطير حوله ، فقال : امرني ربي عزوجل ان اقبل هذا ففتح كمه فدخل الطير فيه
فقال له البازي : اخذت صيدي وانا خلفه منذ ايام فقال ان ربي عزوجل امرني ان لا اويس هذا ، فقطع من فخذه قطعة فالقاها اليه ثم مضى فلما مضى فاذا هو بلحم ميتة منتن مدور ،
فقال امرني ربي عزوجل ان اهرب من هذا ، فهرب منه ورجع وراى في المنام كانه قد قيل له انك قد فعلت ما امرت به فهل تدري ماذا كان ؟
قال : لا ،
قيل له : اما الجبل فهو الغضب ، ان العبد اذا غضب لم ير نفسه وجهل قدره من عظم الغضب فاذا حفظ نفسه وعرف قدره وسكن غضبه كانت عاقبته كاللقمة الطيبة التي اكلها.
واما الطست فهو العمل الصالح اذا كتمه العبد واخفاه ابى الله عزوجل الا ان يظهره ليزينه به مع ما يدخر له من ثواب الاخرة.
واما الطير فهو الرجل الذي ياتيك بنصيحة فاقبله واقبل نصيحته.
واما البازي فهو الرجل الذي ياتيك في حاجة فلا تؤيسه.
واما اللحم المنتن فهي الغيبة فاهرب منها (1).