دعاء بهاء الدين- ريم سليمان- سبق- جدة: حمَّل مختصّون الزوجة المسئولية الكبرى في وقوع زواج الغدر، إذ إنها تفشي أسرار حياتها للآخرين، ثم تُفاجأ بالطعنة القاتلة التي تأتي من صديقتها، التي أسرّت إليها بخصوصياتها، مُلقين اللوم على الرجل الذي طالما يرتدي قناع البراءة.
وعلى الرغم من أن الصداقة شعورٌ جميلٌ ومطلبٌ نبيلٌ، إلا أنه ينبغي أن تكون هناك حدودٌ تحفظ لكل طرفٍ خصوصياته عن الآخر، وخاصةً في العلاقات الزوجية.
"سبق" تعرض قصصاً لنساءٍ اكتوين بنار الصداقة، ورجالٍ ارتدوا قناع البراءة.
غدر الزمان
"سألغي هذه المرأة من ذاكرة حياتي" بهذه الكلمات المريرة بدأت نورة حديثها قائلة: "أتعامل مع صديقاتي بصدرٍ رحبٍ وأشعر بقربهن من قلبي، ولم يدر بخاطري في يومٍ من الأيام، أن تصيبني طعنة الغدر من إحدى صديقاتي المقرّبات"، مبديةً ندمها لمصارحة صديقتها بعلاقتها مع زوجها، وصفاته الكريمة والمحبة التي تجمع بينهما، وقالت: "كنت أفرح بزوجي وحبه لي، وصارحت صديقتي بما يغدقه عليّ من مشاعر جميلة وهدايا قيّمة".
وتابعت: "في إحدى المرات اتصل بي زوجي وكنت في حصةٍ دراسية، وردّت صديقتي عليه، ولم ألتفت للموضوع، بيد أني بعد فترة لاحظت أن زوجي ترد له رسائل عاطفية من أرقامٍ مجهولة"، مبينةً أنه في إحدى المرات خرج زوجها خارج البيت ونسي جوّاله، وأعربت عن دهشتها عندما رأت رسالة من صديقتها على جوّال زوجها، وقالت: "عندما رأيت ذلك قررت مراقبة زوجي، ومتابعة صديقتي، ومع الأسف الشديد شاهدتهما سوياً، وعلمت فيما بعد أنهما تزوَّجا، وشعرت بغدر الزمان، وطلبت الطلاق ومحوت هذه المرأة الحقيرة من حياتي".
عقدة من الرجال
وبكل أسى تحدثت أم فيصل عن صديقتها قائلةً: "صديقتي أستاذة جامعية مُطلقة منذ عامين، وقد لملمت جراحها بعد أن أصيبت بعقدةٍ من الرجال نتيجة عنف زوجها معها، لافتةً أن صديقتها كانت تضمر الحقد إزاء أي امرأةٍ سعيدة في حياتها الزوجية، وتابعت: انتقلت صديقتي للتدريس في جامعة أخرى وتعرّفت على زميلةٍ معها على قدرٍ من الثقافة والجمال، وعندما علمت أنها سعيدة في حياتها الزوجية، سعت لاقتحام حياتها.
واستكملت أم فيصل: "تسللت صديقتي إلى حياة زميلتها الأستاذة الفاضلة، وتعرّفت على زوجها، وشكت إليه ظروفها، ورغبتها في الاقتران برجلٍ يُشعرها بالأمان، مبينةً نجاح صديقتها في الإيقاع بهذا الزوج وتزوجته سراً".
ولفتت أنه عندما علمت الزوجة بزواج زوجها طلبت الطلاق، وطلبت النقل من الجامعة إلى جامعةٍ أخرى للابتعاد عن هذه الزميلة.
مثار للشك
واعترف أحد الأزواج لـ "سبق"، قائلاً: "زوجتي حنونة وتهتم بشؤون المنزل، بيد أنها في كثيرٍ من الأحيان تتجاهلني، وتهتم بعملها أكثر مني، مضيفاً في إحدى لحظات ضعفي، اتصلت بي امرأة وتحدثت معي بشكلٍ ودي، وأخبرتني أنها تعرف زوجتي وتعلم بحياتها معي، وجدت نفسي منجذباً إليها، وتوالت الاتصالات بيننا، ووجدت نفسي لا أستطيع الاستغناء عنها، وقرّرت الزواج منها".
بيد أن أحمد الغامدي رفض هذا الزواج، قائلاً: "لا شك أن المرأة التي تخون صديقتها، تصبح مثاراً للشك، ولا يثق بها الرجل"، لافتاً أنها استغلت نقاط ضعف الرجل، وفي الوقت ذاته غدرت بصديقتها، وحذّر الرجل من الاقتران بصديقة الزوجة، لأنه سيتجرع مرارة الألم النفسي والخيانة في يومٍ ما.
زوجي خطفته صديقتي
أفاد المستشار الأسري عبد الرحمن القراش، أن الاختطاف الذي يتعرّض له الزوج بكامل إرادته ورغبته من صديقة زوجته الأولى، موجودٌ في كافة ثقافات الشعوب العربية وغيرها، فليس بالأمر المستغرب أو الجديد.
وحمّل الزوجة الأولى 60 % من الأسباب، لافتاً إلى أن ثقتها العمياء بصديقتها جعلتها تتكلّم معها بكل أسرارها الدقيقة عن زوجها، فصارت المرأة الخاطفة على علمٍ ودرايةٍ بنقاط ضعف الرجل وقوته، ومطلعة على ما يحب ويكره في المرأة، حتى استطاعت أن تصنع المصيدة المناسبة للزوج لتوقعه في حبالها.
ورأى أن هناك من الأسباب ما يدفع الرجل إلى علاقةٍ أخرى فربما لم تشبع عاطفته من زوجته، كما أن هناك من الزوجات ما تدفع زوجها إلى الهروب من عشها الزوجي بكثرة الخلافات وافتعال المشكلات، وهناك أيضاً مَن تهمل بيتها وزوجها من أجل الصديقات والقريبات أو حتى العناية بالأبناء.
وأشار القراش إلى أنه في بعض الأحيان تتحدث الزوجة مع ابنة عم أو خال ونحوه فتتعمّد أن تتكلم أمام أهلها عن خصوصيات زوجها وظروفه، وتسهم في تقرّب قريبتها إلى زوجها دون أن تدري، مؤكداً أن هناك الكثير من الأسباب لتباعد الجزر بين الزوج وزوجته وخلق فجوة كبيرة تدعوه للهروب إلى عش الصديقة.
وسامة الرجل
فيما ألقى باللوم على الرجل، قائلاً: هناك من الرجال مَن ينصب على زوجته ويحتال على راتبها ويطمع في الأخرى من صديقات زوجته التي كثيراً ما تمتدحها، ما يجعله يتواصل معها دون علم الزوجة، وقد تحتل وسامة الرجل جزءاً كبيراً من المشكلة والذي تجعله يخترق قلب المرأة بسهولة، واصفاً هذا النوع من باللعوب الذي لديه علاقات متعددة، وبات من السهل عليه أن يتزوج مرةً واثنتين وثلاثاً.
وعن تحليل شخصية الصديقة التي تسهم في خطف زوج صديقتها، قال القراش: هذا يتوقف إن كانت عزباء أم لا، فربما تعدّت سن الزواج المعتادة وشبح العنوسة يطاردها، وهناك من الزوجات مَن تخاف من إقامة علاقةٍ مع رجلٍ لا تعرفه، ولذا وجدت أن زوج صديقتها مناسبٌ جداً لها وتعرف كل شيء عنه من حكي زوجته، وقد تغريه بالمال والجمال لتتزوجه.
أما إن كانت الصديقة مُطلقة فقد يرجع تعلقها به نتيجة فقدان الحصول على رجلٍ يملأ الفراغ ويتحمّل المسؤولية عنها، أو نتيجة فشلها في زواجها السابق ما دفعها للإعجاب بشخصيته فتقرّبت من زميلتها حتى أوقعته في حبالها، ناصحا الزوجة بعدم ترك بيتها، وترك "الجمل بما حمل" للثانية حتى ولو كان ذلك صعباً عليها فلترضى بالواقع الجديد فربما يكون ما حدث نتيجة فعلها وخطئها من البداية، موضحاً أن الزوج أخطأ من الناحية النفسية إلا أنه أصاب عندما تزوج بالحلال ولم يجعلها علاقة في الحرام.
مرارة الخيانة
وحمّلت أستاذة علم النفس الدكتورة زينب عايش الزوجة المسئولية، قائلة: لقد أخطأت هذه الزوجة عندما أفشت أسرار علاقتها الزوجية أمام صديقتها، لافتة أن هذه المرأة أضمرت الحقد والغيرة من سعادة صديقتها، وقررت الاستحواذ على زوجها، وأوضحت أن هذه الصديقة غير جديرة بالثقة، وخائنة لقيم الصداقة.
وقالت عايش: إن هذا الزواج يعتبر غدراً بالزوجة الأولى، وفشلاً للزوج في اختياره لصديقة زوجته، محذرة الزوج من خيانة زوجته الثانية قائلة: إن المرأة التي تخون صديقتها، وتنجح في الإيقاع بزوجها، من السهل عليها أن تخون هذا الزوج في يومٍ ما، لأنها تدرك عيوبه جيداً، وتعلم كيف تتلاعب به، واعتبرت هذا الزواج عقاباً للزوج لأنه سيتجرع مرارة الخيانة، مثلما تعاني زوجته غدر الزوج والصديقة.
شخص عابر
ورداً عمّا إذا كانت الزوجة مقصّرة في حق زوجها، أجابت: لا شك أن الرجل الذي يفكر في الزواج بامرأة أخرى يلمس عيوباً واضحة في زوجته الأولى، داعية الزوج في هذه الحالة للتحاور والنقاش مع زوجته حتى تقلع عن عيوبها، وكذلك أيضاً تهديدها بالزواج عليها إذا لم تستجب لنصائحه، ورفضت ارتباط الرجل بصديقة زوجته، بذريعة تقصير الزوجة معه.
ودعت أستاذة علم النفس الزوجة، إلى تجاهل الزوج، وعدم طلب الطلاق، والتعامل معه كأنه شخصٌ عابر في حياتها، لا يستحق منها لحظة تفكيرٍ فيه أو ندمٍ على حياتها معه، كما دعتها إلى محو هذه الصديقة الخائنة من ذاكرة ماضيها، وعدم التواصل معها مستقبلاً.
البيئة الاجتماعية
من جهتها، رأت الباحثة الاجتماعية لبنى الطحلاوي، أن هذا النوع من الزواج انتشر بشكلٍ كبيرٍ وعلى نطاقٍ واسعٍ بين الطبقات المثقفة، واصفة إياه بالنزوة المؤقتة، وأثبتت تلك الزواجات فشلها وعدم استمرارها.
وألقت باللوم على الرجل في غدره بزوجته الأولى، رافضة إلقاء اللوم على الزوجة الضحية، وقالت: دائماً ما يتم تحميل المرأة مسؤولية زواج زوجها من أخرى دون لوم الرجل باعتباره الطرف الأقوى الذي يحق له أن يفعل ما يشاء.
وعند سؤالها عن مدى تقبل المرأة ارتباط زوجها بصديقتها، أفادت بأنه يتوقف على نشأتها الأسرية والبيئة الاجتماعية التي خرجت منها، موضحة أن هناك عديداً من الأسر ترفض زواج زوج ابنتهن بثانية، وختمت حديثها مؤكدةً أن هذا النوع من الرجال يعد غشاشاً وخائناً ولا يصلح لتكوين أسرة.