كيف يصوم مريض السكري ؟
يسأل الكثيرون عن إمكانية الصوم مع الإصابة بمرض السكري ، ويعتبر هذا المرض من الأمراض المزمنة ، التي يمكن السيطرة عليها بالعلاج والحمية ، يمكن تحمل صيام شهر رمضان المبارك عند أغلب مرضى السكري بدون حدوث تغيرات مهمة في ضبط السكر .
وقد أظهرت عدة دراسات أن مستوى السكر عند مرضى السكر ينخفض بشكل طفيف في الأيام الأولى من رمضان ثم يعود إلى مستواه الأصلي في اليوم العشرين من شهر رمضان ، ثم يرتفع ارتفاعاً خفيفاً في آخر شهر رمضان .
وقد يتأرجح مستوى السكر بشكل طفيف تبعا لعادات المريض الغذائية وآليات استقلاب سكر الدم .
وتشير الدراسات الحالية إلى أنه لم تحدث أي مشكلات مهمة عند صيام المرضى السكريين من النوع الثاني ( الذين يتناولون الحبوب الخافضة لسكر الدم ) ، أما المرضى الذين يتناولون الأنسولين فلا ينصحوا عادة بالصيام .
أما في الأشكال الخفيفة من مرض السكر المعتمد على الأنسولين فقد يصر بعض المرضى على الصيام ، وربما يمكن إعطاء هؤلاء جرعة واحدة من الأنسولين المتوسط التأثير قبل السحور، وقد يعطى جرعة أخرى عند الإفطار .
ومع ذلك يجب استشارة الطبيب قبل ذلك .
أما في المرضى الذين يتناولون جرعتين من الحبوب الخافضة لسكر الدم فينبغي تناول الجرعة الأولى عند الإفطار وهي الجرعة التي كانت تؤخذ عند الصباح .
أما الجرعة الثانية فتؤخذ عند السحور ، ويعطى نصف الجرعة التي كان يأخذها في المساء .
يخشى عادة من حدوث مُضاعفات حادة مثل : ( نقص السكر في الدم ، الغيبوبة ، زيادة السكر في الدم ، أو الحماض الكيتوني السكري ، إلا أن هذا لا يحدث عند معظم المرضى المُتابعين طبياً والمُلتزمين بالعلاج .
المثلث الرمضاني
يقول الدكتور محسن علي جنيدي ( أخصائي أمراض باطنية وسكري ) : يعتمد تدبير مرضى السكري في شهر رمضان الكريم على ثلاثة عوامل نجملها فيما يُسمى المثلث الرمضاني وهي :
تعديل جرعات الأدوية والأنسولين .
( ضبط الحمية ) أي الانتباه إلى كمية الطعام في الوجبات وانتظامها .
تقليل الجهد الفيزيائي ( البدني ) أثناء النهار وبخاصة فترة ما بعد الظهر .
هل يسمح لمريض السكري بالصيام إن رغب في ذلك ؟
يقول الدكتور ( جنيدي ) بشكل عام يُسمح بالصيام ونشجع على الصيام في كل الحالات التالية :
المرضى الذين لا يوجد لديهم أسباب موجبة للإفطار .
المرضى المُلتزمون بالعلاج والحمية والتعليمات الطبية .
المرضى السكريين الزائدي الوزن ( عدا الحوامل والمرضعات ) .
المرضى ذوي السكر المستقر .
فيما يتعلق بالمرضى الذين يوجد لديهم أسباب موجبة للإفطار فهم :
ـ مرضى السكري نمط 1 ( النوع الأول) Type 1 Diabetes بشكل عام يجب ألا يصوموا ، إذا أصر المريض على الصيام ( يصوم مع مخاطرة ) في الحالات التالية ( مضادات استطباب نسبية ) :
سكري نمط أول منضبط ( مستوى السكر في الدم مضبوط ) .
لا يوجد حماض كيتوني .
لا يوجد نقص سكر حديث .
لا يأخذ أكثر من حقنتي أنسولين في اليوم .
ولكن هناك حالات لا نسمح فيها بالصيام مطلقاً للخطر الشديد على حياة المريض ( مضادات استطباب مطلقة ) :
سكري متأرجح ( مستوى السكر في الدم غير مضبوط ) .
المرضى المعالجون بمضخة الأنسولين .
حدوث حماض كيتوني سكري أو نقص سكر شديد خلال الـ3 شهور الماضية .
المرضى الذين يعيشون لوحدهم .
مرضى الاختلاطات ( مُضاعفات مرض السكري ) المُتقدمة الوعائية الدقيقة أو الكبيرة ( مُضاعفات الأوعية الدموية ( الشرايين ) ) ، اختلاطات عينية ، كلوية ، أو قلبية .
الأطفال .
السكري النمط الثاني Type 2 Diabetes المرضى الذين لديهم واحد أو أكثر مما يلي يجب أن لا يصوموا :
حالات لها علاقة بالسكري
اعتلال كلية مع مستوى كرياتينين في الدم أكثر من 1.5 مغ /دل ( 150 ممول / لتر ) .
اعتلال شبكية شديد .
موضوع اعتلال الشبكية السكري .
اعتلال أعصاب ذاتية ( الجهاز العصبي المُستقل )ـ من أعراضه هبوط ضغط انتصابي ( خاصة عند الوقوف من حال الجلوس ) .
حالة عدم إدراك نقص مستوى السكر في الدم .
اختلاطات مهمة وعائية كبيرة إكليلية ( شرايين القلب ) أو دماغية .
وجود حماض كيتوني .
سكري غير منضبط يكون مُعدل الغلوكوز في الدم أكثر من 300 مغ ( 16.5 ممول ) .
اعتماد المريض على حقن أنسولين مُتعددة في اليوم للعلاج .
حدوث نقص سكر مرة أو مرتين خلال شهر رمضان السابق .
المرضى المعروف عنهم عدم التزامهم بالعلاج والحمية .
ترافق هذا المرض مع حالات فيزيولوجية كالحمل والإرضاع .
وجود أمراض مُرافقة .
قرحة معدية .
موضوع قرح المعدة والاثنى عشر .
تدرن رئوي فعال أو الربو .
شخص مُعرض لحصيات كلوية مع تكرر التهاب المسالك بولية .
موضوع حصيات المسالك البولية .
السرطان .
أمراض قلبية وعائية مثل ذبحة صدرية غير مستقرة أو ارتفاع ضغط دم غير مُسيطر عليه ، موضوع الذبحة الصدرية .
حالات نفسية شديدة .
اضطراب وظيفية كبدية : إنزيمات الكبد أكثر من ضعفي الطبيعي .
توصيات لمرضى السكري في رمضان
لاتخاذ إجراءات خاصة لمنع حدوث نقص سكر الدم يمكن :
تأخير السحور حتى قرب وقت الإمساك .
تغيير نمط وتركيب الوجبات وعدم حذف أي وجبة من السحور أو الفطور .
إنقاص التمارين الرياضية خلال النهار ويجب إجراء التمارين الرياضية بعد الإفطار بساعة ، مع التشجيع على التمارين المُناسبة .
عدم تناول المزيد من المُرطبات والطعام بعد الإفطار لأن التناول الزائد يؤدي إلى زيادة السكر والوزن .
منع تناول الأغذية الغنية بالسعرات الحرارية ( الدسمة ) والأكلات المُحضرة في رمضان من الحلويات ( بسبوسة ، كنافة ، . . . . . الخ ) .
بالنسبة للعلاجات
الفهم والالتزام بالعلاج ضروري .
تعديل جرعات الأدوية وتوقيتها في
1 ـ المرضى الذين يأخذون الحبوب مرة واحدة : تؤخذ مرة واحدة عند الإفطار تماماً .
2 ـ المرضى الذين يأخذون جرعات مُقسمة مُتعددة تؤخذ الجُرعة الأكبر قبل الإفطار والأصغر قبل السحور ( ويُقترح أخذ نصف الجُرعة المأخوذة قبل شهر رمضان في وقت السحور لتجنب نقص السكر ) .
3 ـ بالنسبة للجُرعات الصباحية وأي جرعات أخرى في منتصف النهار تؤخذ وقت الإفطار تماماُ .
مرضى السكري النمط الثاني الذين يُعالجون بالأنسولين :
1 ـ يُستعمل الأنسولين المتوسط عند وقت الإفطار ( نفس جُرعة الصباح ) .
2 ـ ويأخذ إبرة أنسولين سريع فقط 0.1 وحدة / كغ قبل السحور .
دور المريض
مُراقبة السكر في المنزل خلال شهر رمضان مُراقبة السكر أثناء الصيام لمعرفة حالات نقص السكر في الأوقات التالية :
1 ـ قبل السحور بساعتين .
2 ـ ساعة قبل الإفطار .
3 ـ إذا كان سكر الدم مُنخفضاً ، يجب إيقاف الصيام يجب مُراقبة السكر أثناء الصيام لالتقاط حالات فرط السكر في الأوقات التالية :
1 ـ ساعة إلى ساعتين بعد الإفطار .
2 ـ إذا كان مستوى السكر في الدم أكثر من 250 ملليغراما / 100 ملليلتر دم نُعاير الكيتون في البول وإذا كان إيجابيا يوقف الصيام ويجب مراجعة الطبيب .
مُراقبة الأسيتون في البول خاصة في السكري نمط 1 .
قياس الوزن يومياً و إعلام الطبيب :
1 ـ بنقص الوزن الذي قد يكون بسبب الجفاف أو نقص المُتناول من السوائل أو كثرة التبول .
2 ـ بزيادة الوزن بسبب الطعام الزائد .
تسجيل المتناول من الطعام لمنع الاستهلاك الزائد أو الناقص .
الإفطار في أي وقت يشعر المريض فيه بنقص السكر .
عدم نسيان جرعات الأنسولين إذا كنت من متناولي هذه الحقن دون الأدوية الأخرى في وقتها ، والمسألة تحتاج إلى تنظيم الجرعة من الوقت والكم تحت إشراف طبيب مختص ، وهي أن يتناول جرعة الأنسولين عند إتمامه للسحور ، وعند الفطور بجرعات محددة من قبل الطبيب حتى يضمن السيطرة على سكر الدم ضمن الحدّ المعين ، ويجب التنبيه أنه لا بدّ لمريض السكر كما يعلم أن يحدّد سكر الدم بالأجهزة المعروفة في أوقاتها المعلومة ثم إذا انتابه شيء من علامات قلة السكر في الدم كالدّوار وارتعاش الجسم والعرق الزائد فعليه أن يتناول ما يمكن أن يتناوله من السكّريات حتى لا يتعرض لمضاعفات ذلك؛ فيفطر إن كان صائماً عملاّ بقوله تعالى : ( وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) فلا يلقي بنفسه إلى التهلكة وقد قال الله عز وجل : ( وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ) .
وهو معذور في ذلك والله أعلم .
أماّ من يتناول مخفّضات السكر عن طريق الفم فيمكن أن يتناول ذلك بعد استشارة الطبيب عند السحور والفطور بجرعات محددة ومعروفة .