أختاه
اعلمي أنك حين تلبسين الحجاب الشرعي فإنك تلبسينه طاعة لربك، وحري بك وهذا حالك أن ترفعي به رأساً، وتبتهجي به أُنساً.
أليس غريباً أن تفخر المتبرجة بتبرجها، ولا تفخري أنت بحجابك؟
احمدي الله على نعمة الحجاب الشرعي، فكم من إنسان يتمناها ولم يوفق إليها أو أنه حُجب عنها لأسباب فوق إرادته.
فيا أخت الطهر والعفاف حجابك رأس مالك، بل هو رأس المفاخر.
جمّلي باطنك بالتقوى، كما جمّلت ظاهرك بهذا الحجاب الذي هو علامة العفيفات، واحذري أن تلفك الموجة كما دارت بغيرك، فجعلت مشرقه مغرباً وجنوبه شمالاً.
احذري "التبرج المعلب" الذي لم يأخذ من الستر إلا اسمه، ولم يبق معه من الحجاب إلا رسمه.
لقد دخل علينا أعداؤنا مدخل السوء، وبدؤوا يدخلون التبرج والإسفاف على ملابس نساء المسلمين، دون تنبه منا؛ ولو قالوا للمسلمة المحافظة: "اخلعي حجابك الشرعي" لأبت وصرخت؛ فدخلوا عليها بحيل دنيئة، فخرجت عندنا تلك العباءة التي تسمى بـ "العباءة الإسلامية" والتي تجسم المرأة وتظهر مفاتنها بطريقة مقززة؛ وغزانا ذلك النقاب الذي يجعل القبيحة في منتهى الحسن والجمال، فبدأت بعض النساء تلبسه وتتفنن في استعراض شكلها من خلاله، إما بفتحة العينين الواسعتين أو مع استعمال الكحل الفاتن، أو جعله على منتصف الوجه، أو تلبس تحته ذلك "الملفع" الذي يهفهف على نحر المرأة وظهرها وقد تكون قد كتبت عليه اسمها من باب "الموضة".
وصرنا نرى القطعة الدائرة حول الرأس المسماة بالحجاب وقد تزينت بأنواع الزينة والألوان الصارخة (هلموا فانظروا إليّ).
فيا أختنا.. الحجاب عصمة لك وحشمة وبه تنالين مرضاة ربك وخالقك.
فأيقني وأنت تلبسين الحجاب أنه ديانة وطاعة لله ورسوله، وليس عادة موروثة، أو موضة عابرة.
أنت بحجابك تكفّين شراً عن نفسك وعن أخيك المسلم الذي قد تفتنيه بنظرة.
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها فتك السهام بلا قوس ولا وتر
واعلمي أنني أعني بالحجاب الحجاب الشرعي الساتر لجميع البدن. فازدادي تمسكاً به، فهو الثروة المربحة في زمن الإفلاس.