سوفانا ابنة حاتم الطائي
من الاسم نعرف انها ابنة حاتم الطائي ،ومن لا يعرف الرجل وقد اقترن اسمه بالكرم
كان سيد قومه وسكن في منطقة جبال طئ (حائل) في المملكة العربية السعودية
لذلك لاعجب في كون سوفانا شخصية كريمة،مميزة ، قوية وجريئة
وسوفانا ادركت الاسلام واسلمت
نتحدث عن بعض صفاتها ومواقفها رضي الله عنها
الكرم
ورثته بالطبع عن أبيها
يقولون: أن أباها اعطى لها اربعين من الابل فلم يمسي عليها الليل حتى وزعتها فما كان يبىقى بيدها شئ ولا بيد أبيها
حتى انه جاءها يوما وقال لها: يا ابنتي اذا اقترن كريمان في بيت واحد هلك، لابد ان يمسك احدنا بعض الشئ
قالت :اماانا فاغلب على العطاء انا لا اصبر
قال لها يوما :يا ابنتي نحن قرينان، فلا يصح في كل مرة ان اعطي وتعطي، فإما أن تمسكي أو أن أمسك
قالت"أما انت فإن اردت ان تمسك ،اما انا فلا استطيع
فاتفق معها وأعطاها نصف ماله
يقولون :فلم يمض عليه وقت حتى نفد- سبحان الله
جرأة وشجاعة
في الوقت الذي بدأت فيه الدولة الاسلامية في الاتساع وكان النبي صلى الله عليه وسلم إما أن يرسل الى الامصار أوتأتيه القبائل من تلقاء نفسها
وكان حاتم الطائي قد مات وتولى رئاسة قومه بعده ولده عدي فلما سمع بقوة المسلمين عزم على الهرب الى الشام لأنهم نصارى وهو نصراني
فما ان بلغه وصول جيش المسلمين حتى فر هاربا مع زوجته وترك سوفانا وبعض محارمه
فدخل جيش المسلمين ولم يجد قائدا يقود الجيش فانتصر المسلمون وأخذوا النساء سبايا ورجعوا بسوفانا وبعض النساء الى المدينة
لها موقف رائع مع النبي صلى الله عليه وسلم
كان النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج من المسجد ماضيا لحاجة
فقامت سوفانا اليه وقالت: يارسول الله هلك الوالد وغاب الوافد وانا ابنة حاتم الطائي فأحسن اليّ
فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم وقال "هذه صفات مؤمن "
من ابوك؟ قالت انا ابنة حاتم الطائي ، فتذكر النبي
صلى الله عليه وسلم
قال: أنتِ تقولين هلك الوالد وغاب الوافد
الوالد عرفناه، والوافد من هو؟
قالت: عدي بن حاتم
قال:" الفارّ من الله ورسوله" ثم سكت ومضى وتركها
فعلت ذلك مرة اخرى فظن النبي انها امرأة اخرى
فقال:"من وافدك الذي غاب"
قالت : عدي بن حاتم (امرأة جريئة)
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الفار من الله ورسوله" وذهب مرة ثانية
فلما كانت الثالثة لم تقم وكان يسير خلف النبي سيدنا علي كرم الله وجهه وكان يعلم ان النبي اذا سئل الشئ ثلاث مرات وافق عليه فأشار اليها ان قومي
فعلت مثل المرتين السابقتين
وكان النبي يستحي، اذا سُئل الشئ ثلاث مرات وافق
فقال لها النبي:"قد احسنا اليكِ ،اذا رأيت قافلة ذاهبة الى ديار قومك فأخبيرنا نبعثك معهم"
بعد ايام اخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أن هناك قافلة ثقاة ذاهبة الى قومها ،فأعطاها النبي مالا وزادا وبعيرا
أحسن اليها بكل انواع الاحسان وهي بعيدة وهي مازالت بنت اعدائه
قال :"اذهبي الى قومك"
همة عالية وعقل راجح
لم تذهب الى قومها وتستقر، فما ان وصلت حتى اصطحبت معهاعبدا مملوكا واتجهت مباشرة الى الشام لتحضر أخاها.
وصلت الى الشام بعد رحلة شاقة جدا استغرقت حوالي شهر
ومضت تسأل عن عدي حتى دلوها عليه، وجدته جالسا في بيت ضاقت عليه الدنيا فقد ضيع ملكه واخواته
فلما أقبلت عليه جعل يعتذر اليها وهي تسبه وتقول وهي تسبه: تضيع نساءك وتضيع اخوانك ؟
فقال: اعفي عني.....الخ
فقالت: دعك من ذلك
حسن التصرف
و هي في الطريق راودها العبد المملوك عن نفسها
(ترى الخلوة كيف تصنع بالانسان ولو كان عبدا مملوكا)
فتورطت وهي في الصحراء ماذا تصنع؟ فأخذت تقول له سيحدث في وقت لاحق، تتخلص من الموقف حتى وصلت الى اخيها فأخبرته بما حدث وسلمته له فأخذه عدي فقتله
قوة وثبات
أخذت تخبره عن النبي وصفاته وكرمه وحسن خلقه
قالت له: يا عدي، أين ذهب بك عقلك؟ هذا الرجل والله كل من جاءه يحسن اليه، وجعلت تقنعه ،اقتنع
وجاءت به حتى اوصلته الى طيئ وقالت: اذهب الان الى المدينة ادرك نفسك وادخل الاسلام
تم بفضل الله
المصدر
كتاب
رفقا بالقوارير للشيخ محمد العريفي