الشروط الشرعية للزواج الإسلامي
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئا ت أعمالنا, من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل فلا هادي له , و أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .أما بعد... الزواج فطرة طبيعية وآية من آيات الله تعالي ..قال تعالي :
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) )الروم /21
ولكن للزواج شروط شرعية ولا يكون الزواج صحيحا شرعا إلا بهذه الشروط مجتمعة ومايحدث من زواج يتم دون التقيد بهذه الشروط فهو زواج باطل شرعاً ويوصف بأنه زنا وخدن.
ومن ثم ينبغي لكل مقبل علي الزواج أن يراعي هذه الشروط ون الزواج صحيحا شرعا وعلي كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم والله المستعان.
**عقد النكاح وأركانه:
عقدة النكاح أو كما يقال في اللغة الدارجة " عقد القرآن" له شروط شرعية لصحته وهي:
1-الإيجاب والقبول..ويجب يكون في مجلس واحد ولا يفصل بينها شىء وبالفعل الماضي أي زوجتك أبنتي فيقول قبلت زواجها ويسمي الصداق ولا يجوز الشرط فيه او بصيغة المستقبل كقوله سأزوجك أبنني
* والبكر تستأذن والثيب تستأمر لحديث(أَبَي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تُنْكَحُ الْأَيِّمُ حَتَّى تُسْتَأْمَرَ وَلَا تُنْكَحُ الْبِكْرُ حَتَّى تُسْتَأْذَنَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ إِذْنُهَا قَالَ أَنْ تَسْكُتَ ) ( )
-وحديث(ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الثَّيِّبُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا وَالْبِكْرُ تُسْتَأْمَرُ وَإِذْنُهَا سُكُوتُهَا ) ( )
- ولا يجوز تزويج المرأة بغير رضاها لحديث (خَنْسَاءَ بِنْتِ خِذَامٍ الْأَنْصَارِيَّةِ أَنَّ أَبَاهَا زَوَّجَهَا وَهِيَ ثَيِّبٌ فَكَرِهَتْ ذَلِكَ فَأَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَدَّ نِكَاحَهَا )( )
قال ابن القيم:
*وفي نفس الوقت لا يجوز أن تزوج المرأة نفسها لحديث (عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهَا فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ فَإِنْ دَخَلَ بِهَا فَلَهَا الْمَهْرُ بِمَا اسْتَحَلَّ مِنْ فَرْجِهَا فَإِنْ اشْتَجَرُوا فَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لَا وَلِيَّ لَهُ) ( )
2- الولي والشهيدان—الأب ثم الجد ثم الأخ فالأدنى فالأدنى لحديث لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ )( )
3- تسمية المهر— والمهر حق خالص للمرأة لا يحل لأبيها أو غيره--- قال تعالي:
( { وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا {4} } النساء 4
—وسواء كان المهر مقدم أو مؤخر يجب إعطاء المرأة حقها في الصداق أو تتنازل عن بعضه أو كله برضاها دون إكراه
قال تعالي (أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً {20} وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا {21} } ( النساء 20-21 )
وليس شرطاً أن يكون مالاً ولكن أي شيء ترتضيه المرأة لنفسها!!
وللمرأة في زواج أم سليم من طلحة – رضي الله عنهما-عبرة وعظة فعَنْ أَنَسٍ قَالَ خَطَبَ أَبُو طَلْحَةَ أُمَّ سُلَيْمٍ فَقَالَتْ وَاللَّهِ مَا مِثْلُكَ يَا أَبَا طَلْحَةَ يُرَدُّ وَلَكِنَّكَ رَجُلٌ كَافِرٌ وَأَنَا امْرَأَةٌ مُسْلِمَةٌ وَلَا يَحِلُّ لِي أَنْ أَتَزَوَّجَكَ فَإِنْ تُسْلِمْ فَذَاكَ مَهْرِي وَمَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ فَأَسْلَمَ فَكَانَ ذَلِكَ مَهْرَهَا قَالَ ثَابِتٌ فَمَا سَمِعْتُ بِامْرَأَةٍ قَطُّ كَانَتْ أَكْرَمَ مَهْرًا مِنْ أُمِّ سُلَيْمٍ الْإِسْلَامَ فَدَخَلَ بِهَا فَوَلَدَتْ لَهُ ) ( )
** الجهاز وهو مسئولية الزوج والقايمة عرف سائد لحفظ حقوق الزوجة ولا أصل لها في الإسلام ولكن البعض في زماننا غير أمين وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
**الوليمة وإشهار الزواج ،وتسن فيه خطبة" خطبة الحاجة" لتعريف الناس بالزواج الشرعي الصحيح
والوليمة سنة ...فعن عبدَ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رأي مني النبي أَثَرَ صُفْرَةٍ قَالَ مَا هَذَا قَالَ إِنِّي تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً عَلَى وَزْنِ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ قَالَ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ ) رواه البخاري
ومن السنة اجابة الدعوة مالم يكن فيها منكر لحديث عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال :ُ "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجِيبُوا هَذِهِ الدَّعْوَةَ إِذَا دُعِيتُمْ لَهَا قَالَ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَأْتِي الدَّعْوَةَ فِي الْعُرْسِ وَغَيْرِ الْعُرْسِ "( )
*وجاز استعمال الدف للنساء فقط وليس للرجال لحديث (فَصْلُ مَا بَيْنَ الْحَرَامِ وَالْحَلَالِ الدُّفُّ وَالصَّوْتُ ٌ ) ( )
*الدعاء للزوجين لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَفَّأَ الْإِنْسَانَ إِذَا تَزَوَّجَ قَالَ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ وَبَارَكَ عَلَيْكَ وَجَمَعَ بَيْنَكُمَا فِي خَيْرٍ) ( )
وكتبه/ الكاتب والداعية الإسلامي المصري سيد مبارك