من
البيوت ما نزوره وننساه ما أن نغادره، ومنها ما يقيم في ذاكرتنا ويعصى على
النسيان. هذا المنزل من تصميم المهندس جهاد خيرالله من النوع الثاني. لا شيء هنا يمكن أن يمرّ مرور الكرام. كلّ التفاصيل تأبى إلا أن ترسخ في الذاكرة وتبقى لصيقة بها. الإبتكارات
الهندسية في هذه الشقة لا بدّ أن تلازم الذاكرة طويلاُ، لأنّ الخيوط
العصرية ممزوجة بالكلاسكية الناعمة التي يرى خيرالله أنّها تظلّ تعطي من
بريقها ولا تموت.
صالون
واحد يختصر صالونات عدة برحابته وتفاصيله الهندسية المبتكرة، من الجدران
التي اكتست أثمن أنواع الخشب «إيبوني»، إلى الأثاث الإيطالي الفاخر من نوع
ipe cavalli والأكسسوار الأنيق.
صحيح أنّ الأثاث بسيط التصميم، لكن ذلك
لا يعني أنّه لا يعكس فخامة لافتة، إذ إنّه إقترن بمواد فاخرة من الأرضية
إلى السقوف والجدران والأبواب.
وزاد المكان روعة، إتساع المساحة الممتدة على 400 متر مربّع.
الأناقة
ترافقنا ما أن نطأ ردهة الإستقبال الخارجية، إذ تطالعنا الألوان المذهبة
على الجدران المرتدية زجاجاً مطلياً من الخلف بورق الذهب. أما السقف فرفل
بقطع من الخشب المستطيل انبعثت منها الإنارة غير المباشرة.
وبالوصول إلى الأرض، فهي من الرخام الأسود المعرّق باللون الذهبي الذي قادنا إلى ردهة الاستقبال الداخلية.
هنا تظهر الأعمدة الخشب التي نعبر من خلالها إلى قاعات الاستقبال الفسيحة التي لا تحدّها حواجز.
وقد اكتسى الجزء الداخلي لباب المنزل خشب ال«ايبوني» الفاخر الذي تتداخل فيه عروق طغى عليها الأسود والناري. هذا
النوع من الخشب تكرّر على أحد الجدران المستطيلة في الصالون، تخلّلته
فجوات طليت باللون الذهبي الذي نلاحظه في أكثر من مكان، فشكلّ مع بقية
الأجزاء قاسماً مشتركاً وضعت في داخلها مجموعة من القطع المميزة. الأثاث
مزيج من العصرية والكلاسيكية، هو عبارة عن مقعد مستطيل من المخمل المقلمّ
من البيج الداكن، تحدّه من الجوانب قطع من خشب ال«إيبوني» يقابله مقعد من
التصميم نفسه ولكن بحجم أصغر، وإلى جانبهما مقعد عصري من الجلد الأسود
المرقط، مرتكز على قاعدة من الستينلس الذي تكرّر في أكثر من جزء وتصميم في
هذه الشقة.
أما طاولة الوسط فاتسمت
بكبر حجمها نظراً الى فساحة الصالون، كما أنّها تفتح من الوسط لتظهر باقات
الورود المغروسة داخلها في أحواض صغيرة من الزجاج الشفاف. جدار
المدفأة انشغل بتصاميم مبتكرة ليتحوّل إلى لوحة هي عبارة عن مرآة مطعّمة
بالكروم المزخرف بإطار من الخشب، وقد تكرّرت هذه الزخرفة ولكن في زجاج
الأبواب المطلة على غرفة الاستقبال.
وشغل وسطها رفّ من الخشب وضعت عليه أكسسوارات مطعّمة بالكروم تماشت مع مزهرية من الكروم وضعت على الأرض.
وبالإنتقال إلى الردهة الفاصلة بين الصالون وغرفة الجلوس، يرافقنا الإطار الرخامي الأسود الذي حدّد قاعات الإستقبال.
وفي
الركن الفاصل بين الصالون وغرفة الجلوس، إبتدع المهندس خيرالله قطعة
جمالية شكّلت واجهتها الأمامية مرآة عكست المساحة الجمالية للمنزل، وُضع
أمامها مقعدان إيطاليان عصريّا الصنع، قاعدتهما من الكروم، توسطتهما طاولة
من الكروم بحجمها المستدير.
أما واجهتها الخلفية المطلّة على غرفة الجلوس فشكلت حائطاً استلقى عليه جهاز التلفزيون.
في
سقف غرفة الجلوس جسر من الخشب فاصل بين الجفصين وسقف الغرفة التي كانت قبل
الهندسة شرفة. مقاعد غرفة الجلوس توحي الراحة والإسترخاء بحجمها الكبير
ولونها الأسود.
أما طاولة الوسط فعبارة عن طاولتين مستطيلتين من
الخشب وضعتا على ركيزة واحدة من الكروم، ويمكن التحكّم فيها بفتحها لتصبح
أكبر حجماً، أو إقفالها.
ولكسر رتابة الألوان الداكنة، تزيّنت طاولتا الزوايا بمزهريتين فيها أكسسورات حمر. مزيج
الكروم والذهبي ظهر في الركن الفاصل بين غرفتي الجلوس والطعام، وهو عبارة
عن رفّ موصول بين عمودين من الكروم وضعت عليه ثلاثة شمعدانات باللون الفضي،
قابلتها من السقف ثلاثة مصابيح مذهبّة.
غرفة الطعام عصرية الطراز
وبعيدة عن التكلّف، طاولتها من الزجاج ومقاعدها موزّعة بين الفائقة العصرية
القائمة على ركائز كروم، والمقاعد المائلة إلى الكلاسيكية من القماش
الحرير البيج المذهب.