لحظات حياتنا الثلاثية ماضي حاضر 13656072631.gif
جلس رجلان على نفس الكرسي في محطة القطار ينتظران
أخذوا يقلبون أعينهم يمنيناً ويساراً
يشغلوا نفسهم عن مَلل الأنتظار -
فوقعت أعينهم على طفل صغير
بدأ يجهش بالبكاء خائفاً
وعيناه تبحث في وجوه المارين عن ملامح أمه
نكس الرجل الاول رأسه
فهذا الموقف يذكره بِطفولته البآئسة
وبُكائه الحارق في صغره ويتمه
حتى غرقت عيناه بالدموع وغرق قلبه بالغيظ
وغرق عن الوآقع
وعلى الجانب الاخر
إرتسمت ابتسامة على وجه الرجل الثاني
فهذا الموقف ذكره بأسرته التي تنتظره منذ سنتين
ربما يكون أبني في نفس عمره
هل تغيرت ملامحه هل نسيني
سـ أعوضه عن غيابي
وسـ أحرص على تعليمه في أفضل المدارس
ووو وغرق في أحلامه
وبينما هذا غارقاً في الاحلام
وذاك في الماضي
والمارِين متهربين
من الطفل الباكي لكي لا يتورطوا
أتت الأم إلتقطت طفلها الباكي
وألقت عليهم نظرات اللؤم
إنتهى الموقف
أحياناً تمر علينا مواقف بخياراتها اللانهائية
تشدنا مِن كل جانب
فنتشتت
وتضيع منا اللحظة
نفقد التركيز على ماهو صواب ومهم الآن
ونمرر الحياة بشتى مواقفها بشكل جامد
- دون معنى –
في أعمالنا أياً كانت
نذهب كل يوم نفعل الشئ نفسه الذي فعلناه بالأمس
– وبطريقه روتينيه متوقعة – ثم نعود
ونفقد لحظة لذة العطاء والإبتكار والمعرفة
في المنزل ~
تمر اللحظات ونحن ننتظر قرار خروج أو انتظار وجبة
وتمر الاوقات بدون أن ندرك مدى أهميتها
فنفقد لحظات الحب والدفء
في العبادات ~
نفعلها كما هو مكتوب ومسموع بدون روحانية
ننشغل عند أداءها بما فات أو ماهو آت
فنفقد لحظة الراحة ولذة الايمان
يقول د. مصطفى محمود
[ أريد لحظة انفعال ؛ لحظة حب ؛ لحظة دهشة ؛ لحظة
إكتشاف ؛ لحظة معرفة ؛ أريد لحظة تجعل لحياتي معنى ..
إن حياتي من أجل أكل العيش لا معنى لها
لأنها مجرد إستمرار ]
عندما نعيش ونعمل على هدف نبيل
ونستجيب لما هو مهم الان
ونعيش اللحظة بمعناها
عندها نكون اكثر قدرة على
القيادة والإدارة والصداقة والحب
وأكثر قوة و ثقة للتعامل مع المواقف
واكثر سعادة وراحة
سيكون للحياة طعمٍ جميل
فـ لحظات الماضي ماهي إلا خبره
لهذه اللحظة الحاضرة التي نبني بها لحظات مستقبلنا
عش لحظتك في مهنتك
عش لحظتك في إدارتك
ستبدع
عش لحظتك في صلاتك
عش لحظتك في دعائك
سترتاح
عش لحظتك في أسرتك
عش لحظتك في مجتمعك
ستعطي
أستمتع باللحظة الحالية
والرضى بالحاضر
وما فيه من نعم واستمتع بعطائك
بدون القلق على الماضي والمستقبل
فالماضي ما هو إلا لتتعلم منه
والمستقبل ماهو إلا بوصلة تريك اتجاهاتك
ليس لنعيش فيهما
وفي سرد للكاتب سبنسر جونسون
بـتوضيح كيفية إستجابتك تعتمد على الهدف :
[ * عندما أريد ان اكون اكثر نجاح واكثر سعادة
يكون الوقت قد حان لأن تتواجد في اللحظة الحاضرة .
* وعندما أريد ان يكون الحاضر افضل من الماضي
يكون الوقت قد حان لأن نتعلم من الماضي .
* وعندما اريد ان يكون المستقبل افضل من الحاضر
يكون الوقت حان لصنع المستقبل .]
حرِك لحظاتك الثلاثية
" ماضي – حاضر – مستقبل "
بطريقة واقعية وعقلانية
تستفيد منها بأبعادها الثلاثية
دون أن تفقد معناها
(ليتنا نَستطيع العيش بإبعادٍ
لما كان للهمِ من آثر)