اختفت من حياتنا
بعض المفردات المهمة في تعاملاتنا اليومية.
مثل كلمة آسف
أو شكرا
أو لو سمحت.
لا أعرف من العبقري
الذي استبدل كلمة شكرا
علي سبيل المثال بكلمة ماشي!
فحتي عندما تصادف متسولا يمد لك يده طالبا حسنة
ينظر لك نظرة استنكار بمجرد حصوله عليها
ويقول: ماشي!
ولا أفهم هل هو غاضب أو مستاء
هل كان ينتظر أكثر؟
وما معني ماشي
هل يقصد أنه لا مانع لديه في أخذ الحسنة؟!
أم أنه سيسامحني هذه المرة فقط علي منحه إياها؟!
ولماذا لم يعد يستخدم أحد كلمة
لو سمحت
إذا كان يجيء لطلب مساعدة أو خدمة
هل يعتقد أنها تقلل من شأنه؟
والمشكلة التي لا تقل أهمية عما سبق
هي رفض مبدأ الاعتذار
وذهاب كلمة آسف بلا رجعة
فالمخطئ
مهما كان حجم الخطأ
يقول معلهش أو خلاص
ولا يمكن أن ينطق بكلمة آسف.
هذا في حالة ما اعترف بارتكابه الخطأ
وهذا أيضا أصبح نادرا.
وهذه الظاهرة المؤسفة لم تكن موجودة
في مجتمعنا الذي كان يتسم بالذوق واللباقة
حتي في طبقاته البسيطة منذ عشرات السنين.
ما الذي حدث لنا
ولماذا لم نعد نتصف بآداب الحديث والمعاملة ؟
ومع كل آسف
لم نعد نحرص علي تعليم أولادنا
مثل هذه القيم التي هي اساس الأديان السماوية
التي نؤدي مناسكها ليل نهار.
الأسرة عليها دور مهم
في تقديم المثل الطيب لأولادها
وغرس قيم الاعتذار واحترام الآخر.
فمن منا لا يقع في الخطأ
سواء كنا كبارا أم صغارا
ولكن المهم ماذا نفعل حين نخطئ.
هل نعترف بالخطأ ونعتذر ونحاول ألا نرتكبه مرة أخري ؟
أم نكابر وننكر ونسفه من حجم الغلط
الذي قد يسئ كثيرا لغيرنا.؟
هل نعترف بالجميل والمعروف
ونعبر عن الامتنان بكلمة شكرا
التي لها مفعول السحر علي الطرف الآخر
وتفتح لديه ابواب العطاء علي مصراعيه
ليتنا نعود لقيمنا الأصيلة في مجتمعنا
الذي عرف عنه السماحة والذوق والاحترام
والتي هي أساس التحضر
بإنتظار آرائكــم