بسم الله الرحمن الرحيم
سنوات الضياع "
من الطبيعي ان تبحث الفتاة عن النجاة
وتفر الى حيث السعادة والسرور والطمأنينة !!
ولا نلوم فتاة تعيش هموم السعادة وتسلك المسالك المتعددة للبحث عنها
لكن هل فرشنا طريقها بالورود وأضأنا دروبها بالضياء والنور ...
ام جعلناها تتخبط بين الاشواك وتصطدم بالصعاب
هل اوجدنا لها الحصانة لتشق طريقها بثقة ووعي وفطنة ومعرفة
ام القيناها في اليم وقلنا اياك اياك ان تبتلي بالماء هذا اذا تذكرنا ها بتوجيه او نصيحة !!!
نخطيء كثيرا حين نتجاهل امورا صغيرة بينما هي تعني الكثير والكثير للفتاة الصغيرة
نخطيء كثيرا حين نستسلم سريعا امام المد الافسادي المهول
بينما ننسى ونغفل قدرة الله تعالى
نخطيء كثيرا حينما لا نوضح الصورة الحقيقية للسعادة
نقصر احيانا في ايضاح طبيعة الحياة الدنيا لدى الفتاة وانها متاع الغرور مهما اضحكت ومهما اينعت
وبالتالي فان الفتاة اذا لم تدرك حقيقة الحياة الدنيا فأنى لها ان تلتمس خطوات التعامل الصحيح مع هذه الحياة ومع متغيراتها واحداثها الجسام
ان الهوادم والقواصم التي تعترض مسيرة الفتاة
والعواصف التي تعصف بها صباح مساء في سيرها
كثيرة متعددة وتتخذ اشكالا وانماطا
وان من اخطرها ذلك الهجوم المنمق والمغري الذي يجذبها ويسحرها فتنساق بلا شعور
فماذا عسانا ان نقول وقد اخترقت البرامج المنظمة الحواجز لسلخ الفتاة
من دينها وقيمها واخلاقها
ومسلسلات الرذيلة الموجهة والتي تنقلها الى عالم كاذب خادع
من اناس فشلوا في حياتهم العامة بشهادتهم انفسهم ثم يخادعون فتياتنا بحياة مثالية في الحب
والعلاقة و الحياة !!!
انها تخترق بخبث الحواجز الاخلاقية والنفسية لدى بعض فتياتنا وللاسف الشديد !!!
وتستغل الجانب العاطفي لدى الفتاة
وطراوة وجدانها
وادفاعها الى الحياة الحالمة والخيال الواسع
فتعبث ايما عبث بفكرها ومشاعرها
لماذا اصبحت الفتاة المستهدفة صيدا سهلا ومطمعا ثمينا لتجار الرذيلة
والانحطاطا الاخلاقي !!!
واولئك الذين اخذوا على عاتقهم استيراد كل معلبات العفن وترجمته وتسويقه بين شبابنا
وفتياتنا
سنوات الضياع مسلسل طار بعقول بعض الفتيات وجعلهن يحلقن بعيدا
عن الواقع وبعيداا عن القيم والاخلاق
مسلسل بلغ درجة من السوء والانتشار مما جعل الحديث عنه والتحذير منه امر حتمي
وان تجاهله والحرص على عدم تلطيخ منتدانا الطيب بهذا المسلسل الدنيء امر مجمود و لكن
انتشاره وتاثر بعض الفئات به ومن ثم انعكاس ذلك في السلوك الاجتماعي
والاماكن العامة والخاصة
كل ذلك واكثر منه يجعل التنبيه والتحذير منه امر لابد منه
ان الجهات التوعويةوالتربوية في المجتمع على اختلاف مستوياتها مسؤولة مسؤولية كبرى تجاه
تلك الفئة من الفتيات التي كشف لنا المسلسل هشاشة الوازع الديني لديهن
وضحالة الوعي وضعف المناعة
لدى بعض الفتيات
فلماذا استطاعت تلك المسلسلات ان تقتحم الاسوار وتدغدغ مشاعر الفتيات وتاخذ بعقولهن
وتسلب اوقاتهن وتخدر عقولهن .. لماذا ؟؟!!
قبل فترة كنت استمع لحديث فتاتين كانت الاولى تطلب من الاخرى نغمة جوال
وهذه النغمة هي نغمة ( سنوات الضياع ) !!!
فقلت الى هذه الدرجة بلغت الحال ؟؟!!
حتى الحرص على نغمة صوتية لذلك المسلسل ؟؟!!
مما يؤكد ان المسلسل ليس مجرد تلسية عابرة هي عمر البث للسلسل
انما هي تستمر في داخل الفتاة وتحرك مشاعرها وتؤثر في سلوكياتها !!!!
انني اجزم ان هذا المسلسل سيدفن مثل غيره من المسلسلات التي اشتهرت بداية ظهورها واحدثت
ضجة اجتماعيةواعلامية ثم انتهت ..
ومقالي ليس في ذات المسلسل ونقده فخبثه لا يحتاج الى دليل
لكن لندرك جيدا ان المسلسل وان انتهى قريبا من البث والحضور الذهني الا انه قد اسس قواعد
من السلوكيات والقناعات لد ىالفتيات ولعب في شخصيتها واصبحت مبرمجة على خط مخيف
واوجد لها منظارا اخر للحياة
وجعلها تعيش ازدواجية رهيبة بين الواقع وبين الصورة المغايرة في احداث سيناريو المسلسل
نعم ..اتوجه الى الفتاة وموقفنا السلبي منها !!!
لماذا اصبحت كالهشيم تذروها رياح المسلسلات والبرامج دونما
ان تستعمل فكرها لتمحيص الجيد من الرديء
لماذا نفرط في التاسيس ثم نستدعى في الرمق الاحير لنبقى نعالج
احدى الفتيات تقول اخشى ان يؤثر مسلسل سنوات الضياع على نتائجي في الامتحانات !!!
فانا متابعة له بشغف !!
فلطفك يارب !!!
ان ماينتشر من جرائم
وما يحدث من حالات الطلاق
وما يتعطل من اتمام الزواج
ماهي الا نتائح طبيعية لتلك الحرب الموجهة للاخلاق والقيم والوعي
فعندما يعيش الشاب والفتاة عالما اخر غير واقعهم ويحاولون ان ينزلو تلك الحالة المثالية
الى واقعهم قسرا عند ذلك يحدث الفشل ويدب اليأس ويتفكك المجتمع سريعا !!!!
وكم وكم من الحالات الصعبة التي حدثت بسبب تلك الهجمات الششرسة
على القيم والاخلاق والمنهج السليم في الحياة الاسرية الصالحة
ولن نبقى نلوم ونتلاوم
بل يجب ان نرسم الصورة الواضحة والسليمة لخط سير الفتاة وان نعمد الى التوجيه غر المباشر
ونتقن الاصلاح اكثر من براعة غيرنا في الافساد
ان رعاية الفتاة يبدأ من الصفر
وان من الخطورة بمكان ان نعول على دورات اسرية قبل الزواج بيوم او يومين
او نترك الجمل بماحمل للمدرسة التي فقدت كثيرا من تاثيرها بسبب عوامل متعددة
او نرمي بالتبعات على الاسر على اختلاف ثقافتها وتفكيرها وظروفها
انها مسؤولية مشتركة تدعونا الى تقاسم العمل لا الى التواكل والبراءة من المسؤولية
ولئن كانت التطبيق وتفعيل الافكار والمقترحات البناءة مسؤولية مشاعة
فان ايجاد الحلول والبرامج وحماية الثقافة العامة للمجتمع ان تنحط بفعل ذلك المد يعد مسؤولية اهل المعرفة والخبرة
وكل فتاة ناصحة مهما كان عمرها
وقفة :
اعلم ان كثيرا ممن يتابعون تلك المسلسلات يتابعونها لمجرد التسلية
لكن ليتذكر الجميع الحكم الشرعي في المشاهدة
وليعلموا ان المشاهدة جزء من الموافقة وان المشاهدة لايمكن ان تكون مجردة
بل المشاعر تنساق وتتاثر مهما يكن
فلنحمي انفسنا ولنرتقي باهتماماتنا فالدنيا اوسع من حصرها في ذلك الخندق المريع الضيق
ولندرك اهداف تلك البرامج التي تنوعت مابين الاهداف العقدية والسلوكية وكذلك التجارية المادية
لتغير ثقافة المجتمع ولتحط من اهتماماته دون اعتبار
ولا يفوتني ان ارسل اجمل عبارات التقدير والامتنان لكل فتاة واعية عاقلة ادركت خطورة تلك الهجمات
وارتقت بفكرها وطموحها وسعت الى استثمار دقائق حياتها بالنافع المفيد ولم تنسى ان تروح عن نفسها
بمايسلي دون اغضاب ربها
فزادها الله بصيرة واسبغ حياتها بالخير والانس والبهجة فعاشت سنوات من الحضور واهتدت
ولم تضيع مع من ضعن في سنوات من التيه والضياع ,,,,