في مجتمع انتشر فيه الفسق والرذيلة بشكل واسع النطاق، وأمام الاغراءات اليومية التي يتعرض لها كلاً من الشاب والفتاة، يأتي دور الشيطان في تحليل المتعة الحرام وتزيينها في أعين الشباب.
والحقيقة فإن المعركة الحقيقة في حياة أي إنسان هي معركته مع نفسه وشهواته، ولذا علينا أن نعرف كيف نبتعد قدر الامكان عن المتعة الحرام، وكل ما يجرنا إليها من وسائل وأساليب.
ما هي الشهوة ؟
الشهوة عي القوة الكامنة داخل كل إنسان والتي تطالبه دائماً بالاشباع الدائم والمتواصل لها، سواء حراماً أو حلالاً، وهنا يأتي دور الواعز الديني والخلق الحسن واتقاء الله عز وجل في دعم هذه الشهوة ولكن بالطرق الحلال التي لا تغضب الله عز وجل ورسوله.
ولن ننكر أن اشباع شهوات الجسد جزء لا يتجزأ من الاحتياجات الأساسية لأي إنسان، فهي بمثابة الماء والغذاء، ولكنها متى تكون مشروعة ؟ ومتى تكون غير مشروعة ؟ .. هذا هو السؤال.
الحسد والشيطان
بما أن الإنسان ضعيف أمام شهوته، فهنا يلعب الشيطان دوره المتميز دائماً في دفع الإنسان نحو الشر والخطيئة ومعصية الله عز وجل، فكما حلل لآدم أكل التفاحة واقنعه أنها حلال، فهو يستطيع أن يقنع الشاب والفتاة بارتكاب أي معصية، ويغرهم مثلما غر بآدم وحواء وأخرجهما من الجنة.
ولهذا يجب أن نبتعد تماماً عن كل شئ يدفعنا لارتكاب معصية تضر علاقتنا مع الله، وتضر أنفسنا وأجسادنا، وكل ما نملك من مبادئ وأخلاق.
التغلب على الشهوة
إذا كنتي تنفقين بعض المال للحصول على بعض الأشياء المثيرة فيجب أن تتوقفي عن ذلك فوراً وتذكري قول الله سبحانه "فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ"، فلا تجعلي الهوى يسيطر على أفعالك، تجنبي كل شئ يثير شهوتك سواء كانت مجلات أو تلفزيون أو انترنت، توقفي عن كل ذلك وتوبي إلى الله توبة نصوحة.
واحذري اختاه أن تنتهكي ستر الله عليكي، فقد قال ابن القيم الجوزي رضي الله عنه "للعبد ستر بينه وبين الله وستر بينه وبين الناس فمن هتك هذا الستر هتك الله ستره".
ولا تجعلي الله أهون الناظرين إليكِ، فتشقي في حياتك ولن تجلبي من هذه الشهوات سوى المعيشة الضنك، والحياة البائسة التعيسة "وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى"
.
أعداءك هم النظرة واللمسة
حبيبتي لو كانت نظرتك ستسبب لكِ فتنة ما، فعادي عينيك من أجل أن ترضي الله عز وجل، وإن كانت لمسة ليديك سوف تجلب لكِ المعصية فعادي يديك وعادي كل شئ يبعدك عن طريق الله عز وجل، وتذكري أن الله سوف يسأل عيناك إلى من نظرت، وسيسأل يديك إلى من لمست، وسيسأل قدميك إلى أي مكان ذهبت، يقول الله في كتابه العزيز "اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون"، فهيئي جواباً اختاه سوف تخبري به الله عز وجل حين يسألك لماذا امتد نظرك إلى الحرام، ولماذا امتدت يديك وجسدك نحو الحرام.
جسدك نعمة من الله حافظي عليها
اعلمي حبيبتي أن جسدك نعمة الله عز وجل لكِ، قد سخرها لكِ لتستمتعي بها في الحلال مع الزوج الصالح الذي يتق الله فيكِ، فاحذري أن تسمحي لأي مخلوق أن يشوه براءتك، ويأخذ بكِ لطريق الضلال الذي ليس بعده رجوع أبداً.
واعلمي أن المؤمن القوي هو الذي يستطيع أن يتحكم في نفسه ويحارب شهواتها، وينأى بنفسه عن الحرام الذي حرمه الله، ويعيش حياة سعيدة ومشروعة في الحلال الذي وهبنا الله إياه.
وإن كان زواجك قد تأخر لأمر لا يعلمه إلا الله، فالجأي إلى الصلاة والصوم، فهما سيقيانك من الفتنة والمعصية.
وأخيراً، تذكري أن الشهوة متعة للحظة وتنتهي، ولكن عذاب الله ما له من محيص.