بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله على الصحة والعافية وعلى جميع نعمه التي لا تعد ولا تحصى . الحمد لله أننا
ما زلنا أحياء . الحمد لله الذي جعل لنا قلباً وعقلاً لنفكر ونعقل . الحمد لله عدد خلقه
ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته .
ما أردت أن أضعه في هذا الموضوع , عن حالنا في شهر رمضان وبقية أشهر السنة .
فيا أحباب الرحمن ... يمر علينا العام تلو العام ولم يتغير فينا شيء , بل على العكس
هنالك من تزداد حالهم سوءاً ولا حول ولا قوة إلا بالله , فعندما يأتي رمضان , نجد الجميع
يذهب ليسابق في ختم القرآن الكريم ويمتنع عن الأغاني ويخفف المعاصي قدر ما
استطاع , وعندما يودعنا رمضان ويأتي العيد وإذ بنا نعود إلى حالنا التي كنا عليها قبل
مجيئه أو نعود أسوأ والعياذ بالله من ذلك .
أمعقول ذلك اخواني واخواتي الكرام !!! هل أوجب الله عز وجل علينا عبادته في شهر رمضان دون بقية الأشهر !!!
الموضوع واضح بإذن الله وسهل , ما نريده من شهر رمضان المبارك هو أن نتغير للأحسن لا للأسوأ , أن نحسن من أنفسنا وحالنا التي نحن عليها .
الآن وقبل أن يدخل الشهر الفضيل , ما زال هنالك متسع من الوقت , عدة أيام ... لنسأل أنفسنا أسئلة مثل هذه ...
ماذا غير فينا قراءة كتاب الله عز وجل كل رمضان ؟ أبقينا نقرأه بعد ما انتهى الشهر
الفضيل أم أننا نقرأه فقط من السنة إلى السنة ويملأه الغبار . هل حاولنا أن نعرف تفسير ولو آيتين منه وتطبيقهما في حياتنا اليومية ؟أم أنه ينطبق فينا قوله صلى الله عليه وسلم عندما اشتكى لله عز وجل في قوله تعالى (وقال الرسول يا ربي إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا) صدق الله العظيم ...
هل تغيرت أخلاقنا في شهر رمضان وبعده ؟؟؟ أم أنها ازدادت سوءاً ؟؟؟
هل قدمنا شيئاً لديننا الحنيف أم أننا نأخذ وكالعادة الأمور بمنتهى البساطة واللعب ؟؟؟
أحبائي في الله ... عندما جعل الله عز وجل لنا شهر رمضان , جعله كفرصة ومحطة شحن للطاعات لتقوينا بقية أيام السنة ولتعيننا على أمور الدنيا . ولنعبد الله عز وجل حق عبادة ونفعل شيء لديننا الحنيف .
إذاُ نحن بدورنا يجب أن نستقبل هذه الهدية بأعمال ترضي الله عز وجل وتجعلنا مستمرين فيها إلى ما بعد رمضان .
ألم نسأل أنفسنا لماذا هنالك أناس يتحسنوا وتزيد هممهم مع انقضاء شهر رمضان وآخرون يمضي عليهم الشهر وقد ازداد حالهم سوءاً إلى سوء !!!
السبب هو أنفسنا , أجل أنفسنا التي تلعب الدور في ذلك .
إن كنا نأخذ شهر رمضان كمحطة تقوية ونطلب من الله عز وجل الغفران وأن يعيننا على هذه الدنيا وما فيها ونسأله أن نكون من المصلحين , سيتغير حالنا إلى الأحسن بإذن الله . ولكن إن كنا نأخذ شهر رمضان فقط حتى يغفر الله عز وجل لنا ثم نعود إلى معاصينا ودنيانا وخيالاتنا التي لا تنفع الإسلام ولا المسلمين , سنزداد سوءاً والعياذ بالله .
ولنعلم أن الله عز وجل لن يوفق لشهر رمضان إلا من هو إنسان صالح تقي ورع لله عز وجل يجتنب ما يغضبه ويعمل بما أمره .
أحباب الرحمن , لقد أثبت العلماء النفسانيون أن الإنسان إذا أراد أن يتعود على شيء , يجب عليه أن يدرب نفسه لمدة 21 يوم حتى يستطيع أن يتعود على ذلك .
ونحن المسلمون قد جعل الله عز وجل لنا شهر رمضان وأضاف إلى الواحد والعشرون تسعة أيام . سبحان الله , حقاً عندما يجعل الله عز وجل شيء للناس يكون لحكمة وتظهر حكمته في أيامنا هذه كثيراً وهذه من حكمه الجلية .
لذا , لنجعل شهر رمضان لنا كمحطة تغيير تعيننا على السنة بأكملها . أي , لنحسن من أخلاقنا ونزيد في النوافل والتقرب من الله عز وجل .
والله إنها لفرصة رائعة يا أهل الرحمن . أنتركها في سبيل دنيا فانية ونذهب الدنيا بالآخرة لأننا غافلون !!!
هي ثلاثون يوماً حتى نكتشف من نحن , لنسأل أنفسنا سؤالاً
من نحن ؟؟؟؟ ما هي معادننا ؟؟؟ هل نحن مقصرون ؟؟؟ هل إذا متنا الآن سنذهب إلى الجنة ؟؟؟ أم والعياذ بالله سنكون في النار إلى ما لا نهاية ؟؟؟
لنجعل من رمضان نقطة تحول تعيننا على المصاعب والشدائد في هذه الحياة ,
لنحسن من أخلاقنا , أي صفة لا يحبها الله ولا رسوله لنحاول في رمضان أن نغيرها , إذا كنا لا سمح الله قاطعين صلة رحم لنتواصل معهم ونرضي الله عز وجل . أي شيء نريده لنجعل من رمضان نقطة للتحول والبداية حتى يعيننا الله عز وجل على ذلك
أسأل الله عز وجل أن يبلغنا لذلك ويجعلنا واياكم من ساكني الفردوس الأعلى ومن المتنعمين دنيا وآخرة والله هو المستعان وهو ولي التوفيق
جزكم الله الفردوس الأعلى يا رب وحشركم مع محمد صلى الله عليه وسلم آمين