5)) } وَلاتَ { (ص : 3) في قوله تعالى : } فنادَوْا وَلاتَ حِين مَنَاصٍ { .
6)) } اللاتَ { (والنجم : 19) في قوله تعالى : } أفرأيتم اللاتَ والعُزَّى { .
ثانيا : ما اختلفت فيه القراآت بين إفراده وجمعه ، ووقع ذلك في سبع كلمات ، بيانها كالآتي :
1)) } كلمتُ ربِّك { بأربعة مواضع هي : (الأنعام : 115) و (يونس : 33 و 96) و (غافر : 6) ، واختلفت القراآت في إفرادها وجمعها ، وقرأها حفص بالإفراد . واختلفت المصاحف في موضعين : الأول بـ (يونس : 96) والثاني بـ (غافر : 6) والمشهور رسمهما بالتاء .
2)) } ءاياتُُ { في موضعين ، الأول (يوسف : 7) في قوله تعالى : } لقد كان في يوسف وإخوته ءايات للسائلين { والثاني (العنكبوت : 50) في قوله تعالى : } وقالوا لولا أنزل عليه ءايات من ربه { ، وقرأهما حفص بالجمع . ووقع في غير هذين الموضعين مفردًا ورسم بالهاء ويوقف عليه بالهاء نحو } إن في ذلك لآية { أو جمعًا ورسم بالتاء ويوقف عليه بالتاء نحو } قل إنما الآيات عند الله { .
3)) } غَيَابَتِ { وقع في موضعين فقط هما (يوسف : 10 و 15) في قوله تعالى : } في غيابت الجُبِّ { ، ورسمت بالتاء ، وقرأهما حفص بالإفراد .
4)) } الغُرُفاتِ { (سبأ : 37) في قوله تعالى : } وهم في الغرفات ءامنون { ، ورسمت بالتاء ، وقرأها حفص بالجمع .
5)) } بَيِّنَتٍ { (فاطر : 40) في قوله تعالى : } فهم على بَيِّنَتٍ منه 00{ ورسم بالتاء ، وقرأه حفص بالإفراد ، ووقع في غير هذا الموضع مفردًا ورسم بالهاء بلا خلاف نحو } سل بني إسرائيل كم ءاتيناهم من ءاية بَيِّنَةٍ { أو جمعًا ورسم بالتاء ويوقف عليه بالتاء نحو } بل هو ءايات بينات في صدور الذين أوتوا العلم { .
6)) } ثمراتٍ { (فصلت : 47) في قوله تعالى : } إليه يُرَدُّ عِلْمُ الساعةِ وما تخرج من ثمراتٍ من أكمامها { ورسم بالتاء ، وقرأه حفص بالجمع ، ووقع في غير هذا الموضع مفردًا ورسم بالهاء ويوقف عليه بالهاء نحو } كلما رُزقوا منها من ثمرة رزقًا { أو جمعًا ورسم بالتاء ويوقف عليه بالتاء نحو } ومِن ثمراتِ النخيل والأعناب تتخذون منه سَكَرًا ورزقًا حَسَنًا { .
7)) } جِمَالَتٌ { (والمرسلات : 33) في قوله تعالى : } كأنه جمالتٌ صُفْرٌ { ورسم بالتاء ، وقرأه حفص بالجمع ، وقرأه البعض بجمع الجمع هكذا } جِمَالاتٌ { .
14 - الوقف على أواخـر الكلم
والوقف على أواخر الكلم يكون : بالسكون المحض وبالرَّوْم وبالإشمام .
والوقف : هو عبارة عن قطع النطق على الكلمة الوضعية زمنًا يتنفس فيه عادة بنِيَّةِ استئناف القراءة ، ولا يأتي في وسط كلمة ولا فيما اتصل رسمًا ولا بد من التنفس معه ، واعلم أن الابتداء بالمتحرك ضروري والوقف على الساكن استحساني .
والسكون المحض : هو السكون الخالص الذي لا حركة فيه ، وهو الأصل في الوقف ، وإذا كان الموقوف عليه بالسكون مشددًا فيراعى معه التشديد أيضًا نحو } البرّ ـ القويّ ـ حيّ { ، والعرب لا يبتدءون بساكن ولا يقفون على متحرك بالحركة ، لأن الابتداء بالساكن متعسر أو متعذر ، والوقف بالسكون على المتحرك أخف من الوقف عليه بالحركة .
والرَّوم : هو الإتيان ببعض الحركة وقفًا ، فلذا ضَعُف صوتها لقصر زمنها ، ويسمعها القريب المصغي وقدر بثلث الحركة ، ولا يكون في فتح ولا نصب ، ويكون في الوقف فقط . والرَّوْمُ غير الاختلاس والإخفاء ، فالاختلاس والإخفاء بمعنى واحد وهو الإتيان بثلثي الحركة ، والاختلاس يكون في كل الحركات ولا يختص بالوقف . إلا أنه قد يعبر عن أحدها بالآخر ، ولا يَضْبُط مقدار الرَّوْم والاختلاس إلا المشافهة .
والرَّوْم خاص بالمضموم والمكسور ، سواء كان مُعْرَبًا نحو } الصمدُ ـ يخلقُ ـ والعصرِ ـ بين المرءِ { أو مَبْنِيًّا نحو } من قبلُ ـ على هؤلاءِ { .
والإشمام : هو حذف حركة المتحرك في الوقف ، فضم الشَّفَتين بلا صوت إشارة إلى الحركة . والفاء في لفظ “ فضم ” للتعقيب فلو تراخى فهو إسكان مجرد لا إشمام ، ويكون أوَّلاً ووسطًا وآخِرًا . ولا يَضْبُطه إلا المشافهة .
والإشمام خاص بالمضموم فقط ، سواء كان مُعْرَبًا نحو } الصمدُ { أو مَبْنِيًّا نحو } من قبلُ { .
حكم الوقف على كل ذلك :
يجوز الوقف على ذلك بالأوجه الثلاثة ( السكون المحْض والروم والإشمام ) .
وفائدة الروم والإشمام :
هو بيان الحركة الأصلية للحرف التي تثبت له وصلاً ، فعند الوقف عليه يظهر للسامع المصغي أو للناظر المتأمل كيف تلك الحركة ، وعلى ذلك لا يستحب الروم ولا الإشمام للقارئ إذا كان في خلوة ، والله تعالى أعلم .
الوقف على هاء الضمير : بالنظر إلى ما قبلها سبعةُ أنواع ، هي كالآتي :
الضم ، نحو } يَعلمُهُ ـ قلبُهُ { .
أُمُّ الضم ، وهي الواو الساكنة لينة أو مدية نحو } أتَوْهُ ـ وما قتلُوهُ ـ ونَسُوهُ { .
الكسر ، نحو } زوجِهِ ـ قلبِهِ { .
أُمُّ الكسر ، وهى الياء الساكنة لينة أو مدية نحو } والدَيْهِ ـ أخِيهِ { .
الفتح ، نحو } زوجَهُ ـ نفسَهُ { .
أُمُّ الفتح ، وهي الألف المدية نحو } اجتبَاهُ ـ وهدَاهُ { .
ساكن صحيح ، نحو } فليصمْهُ ـ لدنْهُ { .
حكمه : فيه ثلاثة مذاهب ، الأول جواز الروم والإشمام في الأنواع السبعة . والثاني منع الروم والإشمام في الأنواع السبعة . والثالث التفصيل : وهو جوازُ الروم والإشمام في الأنواع الثلاثة الأخيرة ( 5 و 6 و 7 ) ، ومَنْعُهُمَا في الأنواع الأربعة الأولى ( 1 و 2 و 3 و 4 ) . وهذا المذهب ( وهو التفصيل ) هو أعدل المذاهب وهو الذي عليه العمل . والله تعالى أعلم .
فائدة :
إذا وقع قبل الحرف الموقوف عليه حرف مد أو حرف لين ففي المضموم نحو } نستعِينُ ـ فهو خَيْرُُ ـ من حَيْثُ { سبعة أوجه : ثلاثة منها مع السكون المحض وهي القصر والتوسط والإشباع ، وثلاثة كذلك مع الإشمام ، والسابع الرَّوْم مع القصر . وفي المكسور نحو } الرسُولِ ـ خَوْفٍ ـ متابِ { أربعة أوجه : ثلاثة منها مع السكون المحض ، والرابع الرَّوْم مع القصر . وفي المفتوح نحو } طالُوتَ ـ العالمِينَ ـ لا ضَيْرَ { ثلاثة أوجه : وهي ثلاثة المد مع السكون المحض . وفي نحو } مِصْرَ { السكون المحض فقط . وفي نحو } من الأمْرِ { السكون المحض والرَّوْم . وفي نحو } نعبُدُ { السكون المحض والرَّوْم والإشمام .
ومن أحكام الوقف أيضا في القرآن الكريم :
أ)) إبدال نون التوكيد الخفيفة بعد فتح ألفًا وذلك في لفظين فقط ، الأول لفظ } وَلَيَكُونَنْ { في قوله تعالى : } وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا ءَامُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ { (يوسف : 32) . والثاني لفظ } لَنَسْفَعَنْ { في قوله تعالى : } كَلا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بالنَّاصِيَةِ { (العلق : 15) .
ب)) إبدال النون ألفًا من لفظ } إِذَنْ { حيث وقع ، نحو } إذًا لأذقناك ـ إذًا لابتغوا ـ وإذًا لا يلبثون ـ فَإِذًا لا يُؤتُون { .
ج)) إبدال التنوين المفتوح ألفًا *1 نحو } خَيْرًا ـ حكيمًا ـ غفورًا { ، وحذفه إن كان مضمومًا أو مكسورًا نحو } منذرٌ ـ غفورٌ ـ خُلُقٍ { فالوقف عليه يكون بالسكون *2 هكذا } منذرْ ـ غفورْ ـ خلقْ { ، إلا لفظ } وكَأَيٍّ { حيث وقع فالوقف عليه يكون بالنون الساكنة هكذا } وكَأَيِّنْ { .
د)) زيادة ألف في لفظ } أنَا { حيث وقع ، نحو } إنني أنَا اللَّه لا إله إلا أنَا فَاعبدني ـ إن أنَا إِلا نذير وبشير ـ وأنَا أَول المؤمنين ـ قال أنَا أُحيي وأميت { .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
(1) وذلك في غير هاء التأنيث كالأمثلة المذكورة ، فإن كان هاء تأنيث نحو } رَحمَةً ـ رَهبانيَّةً { فالوقف عليها يكون بالهاء هكذا } رَحمَه ـ رَهبانيَّه { لا بالإبدال ألفًا هكذا } رَحمَا ـ رَهبانيَّا { .
(2) ويكون الوقف عليه أيضًا بالرَّوم وبالإشمام فيما يجوزان فيه كما سبق بيانه .
*** والوقف على جميع ما ذُكر يكون بالألف هكذا } وَلَيَكُونَا ـ لَنَسْفَعَا { و} إذَا { و} خَيْرَا ـ حكيمَا ـ غفورَا { و} أنا { إلا المنون المضموم والمكسور فالوقف عليه يكون بالسكون كما ذكرنا إلا لفظ } وكَأَيٍّ { فالوقف عليه يكون بالنون الساكنة كما ذكرنا أيضًا . والله تعالى أعلم .
واعلم أنه لا يجوز الروم ولا الإشمام في المفتوح مُطْلَقًا ، سواء كان مُعْرَبًا نحو } الرسولَ ـ لن يَقْدِرَ { أو مَبْنِيًّا نحو } سبحانَ ـ معَ ـ أينَ ـ عندَ { . ولا في الهاء المبدلة من تاء التأنيث المحضة الموقوف عليها بالهاء نحو } رحمةُ ـ نعمةُ ـ الشوكةِ { . ولا في ميم الجمع نحو } عليهم ـ ءأنذرتهم ـ لهم ـ بكم ـ لكم { وهذا الحكم عام لمن يقرأ بالصلة كبعض القراء غير حفص ولمن يقرأ بعدمها كحفص وبعضهم الآخر ، لأنها حركة عارضة لأجل الصلة فإذا ذهبت عادت إلى أصلها وهو السكون . ولا في المتحرك بحركة عارضة لالتقاء الساكنين لجميع القراء ، نحو } قُلِ اللَّهم ـ قلِ ادْعُوا ـ ولا تنسَوُا الْفضل ـ لم يكنِ الَّذين { . ولا في المتحرك بحركة عارضة بالنقل لمن مذهبه النقل نحو } قلْ أُوحي { والنقل هكذا لفظًا لا رسمًا } قلُ وحي { ، ومذهب حفص السكت وعدمه كما سبق . ولا في نحو } يومئذٍ ـ حينئذٍ ـ كلّ ( المرفوع والمجرور ) ـ غواشٍ { لأن التنوين فيها تنوين عِوَض من محذوف ، والرَّوم في } يومئذٍ ـ حينئذٍ { ممتنع ، لأن أصل الذال منهما ساكنة وإنما كسرت من أجل ملاقاتها سكون التنوين فلما وُقِفَ عليها زال الذي من أجله كسرت فعادت الذال إلى أصلها وهو السكون . أما الرَّوم في } كلّ ـ غواشٍ { فجائز لأن التنوين فيهما دخل على متحرك ، فالحركة فيه أصلية ، فكان الوقف عليه بالرَّوم حَسَنًا . والله تبارك وتعالى أعلم .
15 - الوقف على مرسـوم الخط
الخط هو تصوير الكلمة بحروف هجائها بتقدير الابتداء بها والوقف عليها ، والمراد به هنا خط المصاحف العثمانية التي أجمع عليها الصحابة رضي الله عنهم .
اتبع حفص مرسوم الخط ، فما رُسِمَ بالتاء المفتوحة نحو } ورحمتُ ـ يا أبَتِ { وقف عليه بالتـاء ، وما رسم بالتاء المربوطة نحو } الشوكة ـ نعمة { وقف عليه بالهاء الساكنة ، وما رسم بالحذف وقف عليه بالحذف نحو } حاشَ لله ـ إنه ـ تُحْي { ، وما رسم بالإثبات وقف عليه بالإثبات نحو } كتابيهْ ـ حسابيهْ ـ يُحْيِي ـ لا يستَحْيِي { ، وما رسم منفصلاً وقف عليه منفصلاً نحو } في ما { ، وما رسم متصلاً وُقِفَ عليه متصلاً نحو } مما { 00
الإلحاق ، وهو زيادة هاء السكت في الألفاظ السبعة } يتسنهْ { (البقرة : 259) و} اقتدهْ { (الأنعام : 90) و} كتابيهْ (19 و 25) ـ حسابيهْ (20) ـ ماليهْ (28) ـ سلطانيهْ (29) { (الحاقة) و} ما هيهْ { (القارعة : 10) . وحكمه : زيادة هاء السكت وصلاً ووقفًا كما هو مبين بالشكل ، وإذا وُصِلَتْ هذه الكلماتُ بما بعدها فلا سكتَ بدون تنفس عندئذ على شيء منها إلا على لفظ } ماليهْ { فقط في حالة وصله بلفظ } هَلك { بعده ، فإنه يجوز الإظهار هكذا } ماليهْ هَلك { وهذا الإظهار يلزمه السكت بدون تنفس ، ويجوز الإدغام أيضًا هكذا } ماليه هَّلك { . والإدغام لا يكون معه سكت بدون تنفس . والله تبارك وتعالى أعلم .
حروف العلة الثلاثة “ الياء والواو والألف ” المحذوفة للساكن :
(( 1 )) فأما الياء :
فمنها المحذوف رسمًا للتنوين نحو } تراضٍ ـ موصٍ ـ راقٍ ـ هادٍ ـ والٍ ـ باقٍ ـ واقٍ { ، وجملتها في القرآن ثلاثون لفظًا في سبعة وأربعين موضعًا : وحكمه : الوقف بغير ياء في كل المواضع .
ومنها المحذوف رسمًا لغير ذلك : في أحد عشر لفظًا في سبعة عشر موضعًا ، وهي : } يؤتَ الْحكمة { (البقرة : 269) و} يؤتِ اللَّه { (النساء : 146) و} واخشونِ الْيوم { (المائدة : 3) و} يَقُصُّ الْحق { (الأنعام : 57) و} ننجِ الْمؤمنين { (يونس : 103) و} بالوادِ الْمقدس { (طه : 12) و (والنازعات : 16) و} وادِ النَّمل { (النمل : 18) و} الوادِ الأيمن { (القصص : 30) و} لهادِ الَّذين { (الحج : 54) و} بهادِ الْعمي { (الروم : 53) و} يردنِ الرَّحمن { (يس : 23) و} صالِ الْجحيم { (والصافات : 163) و} ينادِ الْمناد { ( ق : 41) و} تغنِ النُّذر { (القمر : 5) و} الجوارِ الْمنشآت { (الرحمن : 24) و} الجوارِ الْكنس { (التكوير : 16) . وحكمه : حذف الياء في الكل كما هو موضح بالشكل . واعلم أن } يقُصُّ الحق { يقرؤه غير نافع وابن كثير وعاصم وأبي جعفر بسكون القاف وقلقلتها وضاد بعدها مكسورة هكذا } يقْضِ الحق { ، والكل يقف بحذف الياء إلا يعقوب فأثبتها وقفًا على أصله المعروف في أصول القراآت .
وأما } بهادِي العمي { (النمل : 81) فمتفق على إثبات الياء وقفًـا مراعاة للرسم ، وحذفها وصلاً لعارض التقاء الساكنين .
وأما } عبادِ { في } قل يا عبادِ الَّذين ءامنوا اتقوا ربكم { (الزمر : 10) فمتفق على حذف يائه في الحالين .
(( 2 )) وأما الواو :
فمنها ما حذف رسمًا ، وذلك في أربعة مواضع ، هي : } ويدعُ الإنسان { (الإسراء : 11) و} ويمحُ اللَّه { (الشورى : 24) و} يدعُ الدَّاع { (القمر : 6) و} سندعُ الزَّبانية { (العلق : 18) . وحكمه : الوقف بغير واو على الرسم .
وأما } نسُوا اللَّه { (الحشر : 19) فالوقف عليه بالواو اتباعًا للرسم كما هو موضح .
وأما } وصالحُ الْمؤمنين { (التحريم : 4) : فليس من هذا الباب لأنه مفرد فاتفق فيه اللفظ والرسم والأصل ، يعني أنه يوقف عليه بحاء ساكنة هكذا } وصالحْ { مع جواز الروم والإشمام .
وأما لفظ } هاؤُمُ { (الحاقة : 19) : فحكمه حكم } وصالحُ { ، واللفظُ كُلُّهُ كَلِمَةٌ واحدةٌ ، وهاؤُه أصليةٌ وليست للتنبيه ، وميمُه ليست ميمَ جمعٍ على الصحيح ، والمدُّ فيه مِن قَبِيلِ المتصل لا المنفصل . والله تعالى أعلم .
(( 3 )) وأما الألف فحذفت رسمًا في لفظ واحد هو } أَيُّهَ { المرسوم بغير ألف بعد الهاء ، ووقع ذلك في ثلاثة مواضع فقط بالقرآن الكريم ، هي : } أيهَ الْمؤمنون { (النور : 31) و} أيهَ السَّاحر { (الزخرف : 49) و} أيهَ الثَّقلان { (الرحمن : 31) . وحكمه : بحذف الألف وسكون الهاء وقفًا هكذا } أيُّهْ { . وبحذف الألف وفتح الهاء وصلاً هكذا } أيهَ المؤمنون ـ أيهَ الساحر ـ أيهَ الثقلان { .
وأما المرسوم بالألف هكذا } أيهَا { في غير المواضع الثلاثة : فمتفق على فتح هائه في الحالين ، وإثبات الألف وقفًا وحذفها وصلاً . وذلك واضح .
الألفاظ الآتية :
1)) } مَالِ { وقع في أربعة مواضع فقط بالقرآن الكريم ، هي : } فمالِ هؤلاء القوم { (النساء : 78) و} مالِ هذا الكتاب { (الكهف : 49) و} مالِ هذا الرسول { (الفـرقان : 7) و} فمالِ الذين كفروا { (المعـارج : 36) . وحكمه : جواز الوقف على } مالْ { وعلى } ما { . وإذا وقفتَ على } ما { أو } مال { ، فلا يجوز لك الابتداء بعد ذلك باللام هكذا } لـِ هَؤلاء ـ لـِ هَذا ـ لـِ الَّذين { .
قال صاحب البدور الزاهرة : واعلم أنه لا يجوز الوقف على } ما { أو اللام إلا اختبارًا أو اضطرارًا فقط ، فإذا وُقِف على } ما { أو اللام في حالة الامتحان أو الاضطرار فلا يجوز الابتداء باللام هكذا } لـِ هَؤلاء ـ لـِ هَذا ـ لـِ الَّذين { أو بـ } هَؤلاء ـ هَذا ـ الَّذين { لما في ذلك من فصل الخبر عن المبتدأ والمجرور عن الجار . انتهى بتصرف .
2)) } أيًّا مَّا { في قوله تعالى : } قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيًّا مَّا تدعوا فَلَهُ الأسماء الحسنى 00{ (الإسراء : 110) . وحكمه : الأرجح جواز الوقف على كل مِن } أيا { و} ما { لكل القراء اتباعًا للرسم لكونهما كلمتين انفصلتا رسمًا . قال لي أستاذي الكبير الشيخ / مصطفى أبو بكر الداودي : يجوز الابتداء بـ } مَا { في الاختبار عند مَن اعتبرها مقطوعة .
3)) } ألاَّ يَسجدوا { (النمل : 25) . وحكمه : تشديد اللام ، ويجوز الوقف على } ألاَّ { اختبارًا أو اضطرارًا ، والابتداء بـ } يَسجدوا { اختبارًا فقط . والله تعالى أعلم .
4)) } إِلْ يَاسين { (والصافات : 130) . وحكمه : كسر الهمزة وبعدها لام ساكنة فتكون كلها كلمة واحدة ، فلا يجوز فصل بعضها عن بعض ، فإذا وقفتَ عليها فإنه ينبغي الوقوف على آخرها هكذا } إِلْيَاسين { ، كما يجوز الابتداء بـ } يَاسين { اختبارًا . والله تعالى أعلم .
5)) } الأَيْكَةِ { وقع في أربعة مواضع في القرآن ، هي : (الحجر : 78) و (الشعراء : 176) و (ص : 13) و (ق : 14) ، وهو مرسوم بموضعي (الحجر و“ ق ”) هكذا } أصحابُ الأَيْكَةِ { ، ومرسوم بموضعي (الشعراء و“ ص ”) هكذا } أصحابُ لْـــيْكَةِ { . وحكمه : تقرأ الكلمة في المواضع الأربعة بهمزة الوصل بعدها لام التعريف ، وإذا بدأت بالكلمة في المواضع الأربعة فتبدأ بفتح همزة الوصل بعدها لام ساكنة وبعد اللام همزة قطع مفتوحة هكذا } الأَيْكَةِ { حتى في موضعي (الشعراء و “ ص ”) . واعلم أن حفصًا له السكت وعدمه على “ ال ” كما ذكرنا في باب السكت .
16 - أحكام النون الساكنة والتنوين
وللنون الساكنة والتنوين أربعة أحكام هي : ( الإظهار والإدغام والإخفاء والقلب ) .
الأول : الإظهار الحلقي ، لغة : البيان . واصطلاحًا : إخراج كل حرف مِن مخرجه من غير غنة في الحرف المظهر .
وتُظهر النون الساكنة والتنوين إذا وقـع بعـدهما أحـد الحـروف الستة ، وهي : “ الهمز والهاء والعين والغين والحاء والخاء ” نظمها الشيخ الجمزوري في البيت التالي : همز فهاء ثم عين حاءُ *** مهملتان ثم غين خاءُ
مثال للتنوين مثال للنون الحرف
عذابُُ أَليم ينْأَون ـ مَنْ ءَامن الهمزة
جرفٍ هَار منْهُم ـ مِنْ هَاد الهاء
جنةٍ عَالية أنْعَمت ـ مَنْ عَمل العين
غفورُُ حَليم وانْحَر ـ مِنْ حَميم الحاء
وَرَبٍّ غَفور فسينْغِضون ـ مِنْ غَيركم الغين
لطيفُُ خَبير المنْخَنقة ـ إنْ خِفتم الخاء
وتُظهر ـ كما قلنا ـ في الحروف الستة بلا خلاف ، إلا أنه قد ورد [ الإظهار والإدغام ] في حرف النون في موضعين هما } يس وَالقرءان الحكيم { و} ن وَالقلم { .
الثاني : الإدغام ، لغة : الإدخال . واصطلاحًا : النطق بالحرفين كالثاني مشدَّدًا .
وتُدغم النون الساكنة والتنوين إذا وقع بعـدهما أحـد الحروف الستة ، وهي : “ الياء والراء والميم واللام والواو والنون ” مجتمعة في لفظة ( يَرْمَلون ) .
ملحوظات مثال للتنوين مثال للنون الحرف
مثال للنون الملحقة بالتنوين : وقع في موضع واحد فقط هو } وليكونًا مِن الصاغرين { (يوسف : 32) .
مثال للحروف المقطعة : وقع في } طسم { (الشعراء : 1) و (القصص : 1) . حكيمًا يُدخل مَنْ يَشاء الياء
رءوفُُ رَحيم مِنْ رَبهم الراء
ساعةً مِنْ مِنْ مَا الميم
نذيرُُ لَكم مِنْ لَدن اللام
رحيمُُ وَدود مِنْ وَال الواو
لبعضٍ نَّفعًا مِنْ نِعمة النون
وتُدغم ـ كما قلنا ـ في الحروف الستة بلا خلاف ، إلا أنه قد ورد [ الإظهار والإدغام ] في حرف النون في } يس وَالقرءان { و} ن وَالقلم { كما سبق هكذا } ياسِينْ وَالقرءان ، ياسِين وَّالقرءان { وهكذا } نُونْ وَالقلم ، نُون وَّالقلم { وذلك لفظًا لا رسمًا .
ويجب إظهار النون الساكنة إذا وقع بعدها أحد الحروف الستة من كلمة واحدة ، ولم يقع ذلك إلا في أربعة ألفاظ فقط ، هي : } ( دنْيَا ـ الدنْيَا ) ـ قنْوَان ـ ( بنْيَان ـ بنْيَانه ) ـ صنْوَان { ويسمى بالإظهار المطلق لأنه غير متعلق بحلق ولا شَفَة .
وأما الغنة فتفصيلها كالآتي :
بالغنة بلا خلاف : في الياء والميم والواو والنون ، إلا موضعي يس والقلم ، فإذا قرئ فيهما بالإدغام وجبت الغنة ، وإذا قرئ فيهما بالإظهار وجب تركها .
بالغنة وعدمها : في اللام والراء ، ويراعى الآتي :
سواء انفصلت النون رسمًا عن اللام نحو } فإن لَّم يستجيبوا لك ـ أن لَّن نعجز { ونحو } هدًى لِّلمتقين { أو اتصلت رسمًا نحو } فإلَّم يستجيبوا لكم ـ ألَّن نجعل { وهذا هو المعمول به . واعلم أن النون لا تتصل رسمًا بالراء . واعلم أيضًا أن الإمام ابن الجزري فرق في كتابه النشر في القرءات العشر بين المتصل والمنفصل رسمًا ، ولم يأخذ بجواز الغنة في اللام والراء إلا فيما اتصل رسمًا ، وذكر في ذلك أقوالاً للعلماء تأكيدًا لما ذهب إليه وأخذ به . والله تعالى أعلم بالصواب .
في } وقيل مَن رَاق { (القيامة : 27) عند عدم السكت .
الثالث : القلب ، لغة : التحويل ( تحويل الشيء عن وجهه ) . واصطلاحًا : جعل حرف مكان آخر .
وتُقلَب النون الساكنة والتنوين ميمًا مخفاة مع الغنة ، إذا وقع بعدهما حرف الباء فقط .
مثال للنون الملحقة بالتنوين مثال للتنوين مثال للنون
وقع ذلك في موضع واحد فقط بقوله تعالى : } لنسفعًا بِالناصية { (العلق : 15) . عليمٌ بِذات
خبيرًا بَصيرًا
كِرَامٍ بَرَرَةٍ أنْبِئهم
مِنْ بَعدهم
والقلب هكذا } أمْبِئهم ـ مِمْ بَعدهم { و} عليمُمْ بِذات ـ خبيرَمْ بَصيرًا ـ كِرَامِمْ بَرَرَةٍ ـ لنسفعَمْ بِالناصية { لفظًا لا رسمًا ، ولا تنسَ الإخفاء عند القلب ، فانتبه . واحذر أيضًا من إطباق الشَّفَتين والتصاقهما عند النطق بقلب النون الساكنة أو التنوين قبل الباء ، ولكن ينبغي أن يكون هناك مسافة معقولة بين الشَّفَة العليا والشَّفَة السفلى . اجتهد في تطبيق هذا الحكم ومعرفته من أهل هذا الفن .
الرابع : الإخفاء ، لغة : السِّتْر ( تقول : أخفيت الشيء أي سترته ) . واصطلاحًا : النطق بالحرف بصفة بين الإظهار والإدغام عارٍ عن التشديد مع بقاء الغنة في الحرف الأول .
وتُخفى النون الساكنة والتنـوين قبل أحد الحـروف الخمسة عشر ، وهي الباقية من حروف المعجم ، ومن الأنواع الثلاثة السابقة ، وهي : التاء والثاء والجيم والدال والذال والزاي والسيـن والشيـن والصـاد والضاد والطاء والظاء والفاء والقاف والكـاف . ونُظِّمت في أوائل كَلِمِ البيت التالي :
صِف ذا ثنا كَمْ جاد شَخْصُُ قَد سَمَا *** دُمْ طَيِّبًا زِدْ فِي تُقًى ضَعْ ظالمًا
في الحروف المقطعة مثال للتنوين مثال للنون الحرف
في } كهيعص { (مريم : 1) هكذا } كافْ هَا يَا عَيْنْ صَاد { . جناتٍ تَجري يَنْتَظرون ـ مَنْ تَكون التاء
جميعًا ثُمَّ مَنْثُورًا ـ مِنْ ثَمرة الثاء
شيئـًا جَنَّات نُنْجِي ـ إنْ جَاءوكم الجيم
قنوانُُ دَانيَة أنْدَادًا ـ مِنْ دَابَّة الدال
وفي } طس تِلك { (النمل : 1) هكذا } طَا سِينْ تِلك { .
وفي } حم عسق { (الشورى : 1 ـ 2) هكذا } حَا مِيمْ عَيْنْ سِين قَاف { .
كل ذلك لفظًا فقط لا رسمًا . يتيمًا ذَا وأنْذِر ـ مَنْ ذَا الذال
يومئذٍ زُرقا أنْزَل ـ فإنْ زَللتم الزاي
عظيمُُ سَمَّاعون نُنْسِها ـ أنْ سَيكونُ السين
غفورُُ شَكور نُنْشِزها ـ لِمَنْ شَاء الشين
ريحًا صَرصرًا يُنْصَرون ـ ولَمَنْ صَبـر الصاد
مسفرةُُ ضَاحكة منْضُود ـ مِنْ ضَريع الضاد
صعيدًا طَيِّبًا يَنْطِق ـ مِنْ طِين الطاء
قرًى ظَاهرة يُنْظرون ـ مَنْ ظَلم الظاء
خالدًا فِيها ينْفِقون ـ فإنْ فَاءوا الفاء
سميعُُ قَريب ينْقُضون ـ مَنْ قَضى القاف
عادًا كَفروا منْكُم ـ مِنْ كُل الكاف