هل ندعو على من ظلمنا
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهدية ونعوذ بالله
من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل
فلا هادي له واشهد إلا اله إلا الله وحده لا شريك له
وان محمدا عبده ورسوله اما بعد
من آفات اللسان ومصائبه عند النساء وكلكم تعرفون ذلك وتشاهدونه فقد تحدث مشكلة بين أم وأولادها فتشتم نفسها
وتدعوا على نفسها وإذا عاتبها أحد على ذلك تقول: لا شأن لكم فإني أدعوا على نفسي وكذلك أيضاً قال
الإسلام: ولا حتى على نفسك كأن تقول لأولادها: ربنا يأخذني ويريحكم مني أو تشتم أحدهم
وتقول: يا ابن إل وهي تقصد نفسها وإذا عاتبها أحد تقول: لقد شتمت نفسي فإن ذلك أيضاً منهي عنه
لأنها يجب أن تعلم شباب الإسلام وبنات الإسلام على المعاملة
الطيبة التي أوجبها الإسلام حتى ولو أساءوا إليها فهل هناك من أوذي أكثر من رسول الله
من أهله وعائلته وبلده مكة؟لا يوجد ومع ذلك كان يقول «رَبِّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ [1]
فلم يدعو عليهم ولكنه دعا لهم وقد استجاب الله له وهداهم أجمعين في النهاية ودخلوا في دين الله أفواجاً وبذلك قد أعطانا
المثل أن نعود لساننا دائماً على الكلام الطيب إذاً لا نسب ولا نشتم ولا نلعن ولا ندعوا على أولادنا ولا على أنفسنا
ولا على أحد قط لنفرض أن واحدة قد ظلمتك من وجهة نظرك لكن من الجائز أنك في الحقيقة قد تكوني الظالمة
فمن أين تتأكدي أنك المظلومة؟ولذا نهانا حضرة النبي
حتى عن الدعوة في مثل ذلك فقال إذا كان لك حق فإن الله يوم القيامة سيعطي لكل
واحد حقه ولو دعوتي عليها فقد ضيعت حقك فقال{مَنْ دَعَا عَلَى مَنْ ظَلَمَهُ فَقَدِ انْتَصَرَ[2]
وانتصر هنا يعنى أخذ حقه ولا يجوز يوم القيامة أن يأخذ حقه منه ماذا نفعل إذاً؟ إذا كان ولا بد علينا أن نفوض الأمر لله
وأقول: يا رب ادفع عني بما شئت وكيف شئت أو أقول {حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ أو أقول
{وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ لكن لا ندعوا على أحد قط من أهل القبلة
وذلك لأننا لا نعرف مع من يكون الحق ولكن سيظهر الحق يوم الحق إن شاء الله رب العالمين ومن الآداب النبوية أيضاً ترك
"الجدال" والجدال يعني النقاش الحاد حتى
ولو كان في موضوع مفيد والنقاش فيه حاد وهذا متمسك برأيه وهذا متعصب لرأيه فالنبي نهى عن ذلك وقال فيه
«أَنَا الزَّعِيمُ بِبَيْت فِي رِيَاضِ الْجَنَّةِ وَبِبَيْت فِي أَعْلاَهَا وَبِبَيْت فِي أَسْفَلِهَا لِمَنْ تَرَكَ الْجِدَالَ وَهُوَ مُحِقٌّ
[3] ماذا؟لأن الجدال يجعل النفوس تتغير أنت متمسك برأيك والثاني متمسك برأيه فالشيطان
يحضر هنا من أجل أن يقوى الاثنين وهذا أمر لا يرضاه الله فالجدال ممنوع في الإسلام
ومكروه في الإسلام وليس حراماً ومكروه أيضا في البيع والشراء إلا
إذا زاد عن الحد فيحرم إن كان سيؤدى للخصومة أو العداوة والبغضا