السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
لا أريد أن يأكل جسدي الدود
حوار بينى وبين نفسى
نفسى : أريد أن أطلب منك طلبا فهل توافقين ....؟؟
ماذا تريــد؟؟؟
أريد منك البقاء........فهل توافقين؟؟
أريد منك الصحة..... فهل تستطيعين؟؟
أريد منك القوة........ فهل تقبلين ؟؟
لا أريد أن أبقى وحيد في حفرة صغيرة وضيقة ...
لا أريد أن يبلى جسدي الجميل ....
لا أريد أن تختفي معالمي التي أختال بها على الناس.....
لا أريد أن تتشوه محاسني التي طالما ظننت أني صانعها ....
لا أريد أن أترك من أحب وأرحل ..
لا أريد أن يأكل جسدي الدود.....
لا أريد أن تبلى عظامي....
جااوبيني هل توافقين؟
نفسي..... لا أوافق ولا أقدر على شيء مما ذكرت.
إذن لماذا؟؟؟؟
لماذا تطلبين مني أن أعمل ما أريد وما أشتهي وأنا لن أبقى...
لماذا تطلبين مني أن آكل ما أريد وأشرب ما أشتهي وصحتي لن تدوم لي ...
لماذا تطلبين مني البطش بالناس وظلم الخلق وإستحقار الضعيف وقوتي زائلة وأنا سائر إلى وهن...
لماذا تطلبين مني أن أعمَّر قصراً مشيداً وبيتي موجود صغير مظلم سأسكنه وحيداً...
لماذا تريدين مني أن أهتم ببناء القصر ولا أهتم بتعمير ما هو موجود وسأؤول إليه حتماً...
لماذا لا تحثيني على فرشه بالأعمال الصالحة وإنارته بالصلاة وتزيينه بحب الله وبحب محمد وأهل بيته عليه وعليهم السلام ...
لماذا تجعليني أركض وراء دنيا فانية ..
لماذا تريدين مني أن ألهث في طلب أشياء زائلة .... ولا تحثيني في طلب الباقيات الصالحات...
لماذا تخافين على نفسك من جرح في عضو من أعضاء جسمي ... ولا تهتمين بجروح روحي ...
روحي هي من ستبقى معي أما أنتِ وجميع جسدي الذي أخاف وتخافين عليه سترحلون عني وتتركوني....
ستـتركوني في مكان موحش مخيف مظلم لم أعهده من قبل ... ولم أفكر يوماً بأني سأسكنه...
ولست وحدك من سيتركني ...
فكل من أحببت ومن عملت لأجلهم وكافحت وحاربت لكي يعيشوا سعداء سينزلوني في حفرتي ويذهبون ولربما ينسون ايضا ... ينسون شخصا أفنى عمره وماله في خدمتهم...
ماهــــــذا الجفـــاء منكم ؟؟
وما أطول أملك يا نفسي....
أتظنين أن كل ما هو بحوزتك من جسم وقوة وصحة ومال وجمال وأولاد هو ملكك...؟؟؟
أتظنين أنك خالدة مخلدة ...؟؟
أفيقي ....أفيقي....أفيقي....
أفيقي يا نفسي قبل أن تندمين ....
أفيقي يا نفسي قبل أن تخسرين ....
أفيقي يا نفسي قبل أن ترحلين ....
هل تريدين أن يأتي عليك يوماً فتقولين (رب إرجعون لعلي أعمل صالحا)
لن ينفعك هذا ولن تجدي من يستمع إليك سوى النار التي تنتظرك وتقول هلمي إلي فقد اشتقت لك
هلمي إلي فلطالما رأيت معاصيك وتعجبت ...
تعجبت لصبر الخالق عليك....
تعجبت لرحمته بك....
تعجبت لعطفه عليك....
تعجبت لكرمه عليك...
تعجبت لماذا لم يغضب الجبار عليك....؟؟
لو كان الأمر بيدي لخطفتك من بين الأضلاع ورميتك في جوفي الأسود لتحترقين ويذهب غرورك وجفائك وجحودك الذي تقابلين به ربك....
ليذهب طول الأمل عنك فترين أن الحياة لا تتعدى الدقائق والثواني وأنها......ستنتهي .
الخالق العظيم يريد أن يبعدك عني وأنت بظلمك تقـتربين .
الخالق العظيم يحذرك مني وأنت بطغيانك تعمهين
ما هــــذه الغفلة؟؟؟
ماذا تريدين أن يحصل لك لكي تصحي ؟؟؟
هل تريدين أن تحافظي على بقايا ورذائل وفتات الدنيا فتخسرين...... وللأخرة خيرٌ وأبقى؟؟
ماذا قلتِ يا نفسي ..... هل حديث النار أوعظك ...؟؟ هل أيقظك..؟؟
أم لا زلت نائمة غافلة ميتة وأنتِ حية .
نفسى!!!!!!!
هلمَّي بنا نغير ما بأنفسنا (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)
لنبعد طول الأمل عنا لنكون صادقين في حبنا لله عز وجل لنكون مخلصين له لنعشق العبادة عشقاً وحباً لله ...
بهذا سنرى آفاق جديدة....
بهذا سنرى دنيا حقيرة....
بهذا سنرى آخرة باقية....
سنرى حب الله تبارك وتعالى وحب محمد وأهل بيته عليه وعليهم السلام قد عمَّر لنا بيتاً جميلاً منيراً ذو رائحة طيبة يسكن معنا فيه الأعمال الصالحة التي سنعملها معاً.
هلمَّي بنا نعيش في الصلاة فنبحر معها إلى بحرٌ واسع لا نهاية له ..
هذا البحر المليء بالخيرات فنبحر فيه بسفينة العشق التي سترسو بنا حتماً في بر الأمان .
ستقف عند حضيرة القدس الإلهية .
هناك فقط يا نفسي لن تشعري بشيء سوى الخالق العظيم .. لن تري سوى الحبيب المطلق ....
أنظري يا نفسي
رسول الإنسانية ونبي الرحمة صلّ الله عليه وآله ماذا يقول لسلمان المحمدي رضوان الله عليه
(كم أملك في الدنيا؟
فيجيبه سلمان يقول له: طرفة عين، فيقول له الرسول صلّ الله عليه وآله: ما أطول أملك يا سلمان)
وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام
( ألا إن أخوف ما أخاف عليكم خصلتان: إتباع الهوى وطول الأمل، أما إتباع الهوى فيصد عن الحق، وأما طول الأمل فينسي الآخرة )
إذن......
ماذا قلتِ يا نفسي .... هل تعاهديني ...؟؟؟
على ماذا .... أعاهدك ؟؟
تعاهديني على ترك طول الأمــل!!!
باتوا على قُلَلِ الأجبالِ تحرِسُهُم
غُلبُ الرجالِ فلم تنفعهُمُ القُلَلُ
واستُنزِلوا بعد عزٍ عن معاقِلِهم
فأودِعُوا حُفَراً يا بئسَ ما نَزَلوا
ناداهمُ صارخٌ من بعد ما قُبِروا
أين الأسرة والتيجان والحُلَلُ
أين الوجوه التي كانت مُنَعَّمَةً؟
من دونها تُضرَب الأستارُ والكُلَلُ
فأفصحَ القبرُ عنهُم حينَ سائَلَهُم
تلك الوجُوهُ عليها الدُودُ يَقتَتِلُ
قد طالما أكلوا دهراً وما شَرِبُوا
وأصبَحُوا بعد ذاكَ الأكلِِ قد أُكِلوا
وأكثر ما يرقق القلب ويقصر الأمل فى الدنيا
هو الحديث عن الدار الآخرة
لذلك يسعدنا أن نقدم لكم
سلسلة رحلة إلى الدار الآخرة للشيخ محمود المصرى
لا تنسى ثلاث
الدال على الخير
انشر الموضوع ولو بين اصدقائك فقط
وذكر الله
الحمد الله عدد ما خلق فى السموات
الحمد الله عدد ما خلق فى الأرض
الحمد الله عدد خلق بينهما
الحمد الله عدد ما هو خالق
الحمد الله ملئ ما هو خالق
الحمد الله كما ينبغى لجلال وجهه وعظيم سلطانه
وصل على الحبيب قلبك يطيب
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد
كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم
وبارك على محمد وعلى آل محمد
كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم